هيلاري تقابل الجزمة.. بالتنكيت! لم تنحنِ.. لكن الحذاء تجاوز رأسها بعدة سنتمترات. كانت هيلاري كلينتون تتحدث في ورشة عمل في لاس فيغاس عن إعادة تدوير النفايات، حين قذفتها أمريكية، بالجزمة. هل أرادت تلك الأمريكية الغاضبة، التي تجري في عروقها استراتيجية العراقي منتصر الزيدي، في التعبير عن الغضب بالجزمة؟ أم أنها أرادت أن تعيد بالجزمة تدوير هيلاري.. هيلاري النفاية؟ لم تكن تلك المرة الأولى، التي تتلقى فيها هيلاري، إساءة من الوزن الثقيل. كانت المرة الأولى من كلينتون نفسه.. وكانت مونيكا لوينسكي، في نظرها هي -هيلاري- مجرد جزمة. في المرتين، تعاملت هيلاري مع الإساءة بنوع غريب من الفهم: في الأولى حافظت على بيتها، رغم أنها قد أضمرت الانتقام حين تدخل البيت الأبيض، وما أكثر المتدربين في ذلك البيت، مثل مونيكا. صحيح أن انتقامها لم يتنزل إلى الواقع بسبب جون مكين الذي كسب أصوات الديمقراطيين لمنافسة أوباما، لكن ما هو صحيح أنها لا تزال تفكر في الانتقام، والدليل أنها تفكر في خوض السباق الرئاسي المقبل. لو نجحت هيلاري، سيصبح كلينتون السيد الأول في أمريكا، لأول مرة في التاريخ الأمريكي، والسيد الذي آخر.. من يعلم! أخطأتها الجزمة.. وتعاملت هيلاري مع الإساءة، بروح النكتة: "انظروا هذه السيدة لا تجيد التصويب"! لو سمعتها تلك السيدة، تقول ما تقول لاتشاطت غضباً للمرة الثانية، ولكانت قد خرجت في قبضة الأمن، حافية القدمين! الحادثة، ستعزز من فرصة هيلاري للفوز بالرئاسة. لقد أظهرتها أنها امرأة رابطة الجأش، في اللحظات المهينة.. امرأة تقابل الإساءة، بنكتة.. امرأة لا تحني رأسها مثل جورج بوش الابن من مجرد جزمة! جزمة تلك السيدة الأمريكية، دخلت مع جزم كثيرة التاريخ، أشهرها جزم، إيميلدا ماركوس قرينة الرئيس الفلبيني ماركوس، والتي أقامت لها متحفاً، دمره قبل أيام إعصار (هايان).. وأشهرها جزمة منتصر الزيدي، وجزمة السيد على الميرغني في السودان، الذي كان يشيع عنها أتباعه، أنه لو خلعها، فإن القيامة ستقوم! السيد على الميرغني خلعوا عنه جزمته، حين مات، يرحمه الله، ولم تقم القيامة.. لكن قيامة الجزم قد قامت منذ منتصر الزيدي!