الحوار المميز الذي اجراه الزميل عبد الباسط مع دانيال كودي رئيس الحركة الشعبية جناح السلام عكس صورا لمشكلات الحياة السياسية وما يرتبط بها من قضايا مثل علاقة الشمال والجنوب - باعتبار ما كان - وما يقال عنه التهميش وغير ذلك . ونعتقد أن من اهم ما عكسه هوخطورة اتخاذ قرارات على اساس قراءات خاطئة ... الحوار مع دانيال جاء خفيفا ظريفا - فكثيرا ما كان ينفجر ضاحكا كما نقل عنه المحاور بقوسين خلال اسطر الحوار - بما يشير إلى استدراكات في قناعات الرجل . .. نقول إن تأمل آخر فقرة من حوار الحلقة الرابعة يكشف ما وراء تعنت المناوئين للحكومة , كما أن تحليل ذات الفقرة يساعد في تفسير تعقيدات سنواتنا المعاصرة – سأل المحاور كودي عن فترة مجيء الانقاذ فقال : ( انا جاييك لدي " يضحك بشدة " ثم يقول , انا قاعد جاني واحد قال لي ياسر عرمان عاوزك في الجهاز بتاع اللاسلكي , مشيت يا ياسر كيف قال لي يا دانيال في انقلاب حصل في الخرطوم وده بتاع الاخوان المسلمين . لكن اؤكد لك يا دانيال الناس ديل ما حيتموا الستة شهور – اشهد الله الكلام دا قالوا لي ياسر وقال لي رئيسهم ذاتو قريبه ولا حاجة زي دي . انا قلت ليهو الترابي معاهم قال لي لا قلت ليهو خلاص " يضحك " قال ما بيتموا ستة شهور . ستة شهور يا خي انا هسي قاعد 2014 " ينفجر ضاحكا " ويختم بالقول معناها القراءة بتاعته كانت غلط ) هذه القراءة الخطأ والتي اتبعها بلا شك فعل خطأ كلفت البلاد سنوات طويلة من المشقة والعناء .. فقد رفضت الاحزاب كل مبادرات الحوار التي عرضتها الانقاذ في سنواتها الاولى , وكان يمكن لها أن تستفيد من تلك المبادرات -مهما كان قدرها – وتباشر عملها السياسي بما يساعد في التوصل لتصور جديد لحياة سياسية تتناسب وظروف البلاد ... صحيح استجابت بعض القوى على رأسها الشريف الهندي رحمه الله الذي كان يمارس السياسة تحت شعار " هم الوطن اكبر من هم الحزب " الا أن قوى اخرى اصرت تحت تأثير الفهم الغلط على رفض الحوار ونقلت العمل السياسي من خانة المنافسة إلى خانة المصارعة فالتحقت بحركة قرنق واصبحت في صف واحد مع التمرد. , ولا شك أن هذه الحالة اثرت وما زالت تؤثر على الحياة السياسية بالبلاد ... واذا كان لكل احداث عبر ولكل تجارب دروس , فإن التفاعل مع دعوة الحوار الممتدة الآن والتخلص من القراءات الخاطئة هما طوق النجاة للحياة السياسية السودانية .