( نمتلك الإرادة ومستعدون لتحقيق السلام الشامل في المنطقتين. مسيطرون على الارض ومنتصرون عسكرياً ومتحكمون ورغم ذلك جاهزون لوقف إطلاق نار شامل وفوري. أكثر حرصاً ومسئولية أخلاقية لتنفيذ الاتفاقية الثلاثية لتقديم العون الإنساني للمتضررين.) هذه هي أجندة ومسارات الوفد الحكومي الذي يفاوض ( الحركة / شمال ) بأديس أببا وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق وفي إطار ما قدمته الوساطة الافريقية من أوراق التزاماً بالتفويض الممنوح لها لإدارة حوار مباشر حول المنطقتين. يقابلها حتى الآن من الطرف الآخر وبكل ما تحمل الكلمة من معنى ( لولوة ) . للوهلة الأولى يتضح للعيان أن قضية المنطقتين رهن الاحتجاز، وان بعض القيادات المنتمية للمنطقتين طرف الحركة رهن الاختطاف لدى عرمان ومن خلفه بهدف تجبير الملف لصالح اللعب المزدوج بعد طرح الحوار الشامل داخل الوطن، وقد أكدت القوي السياسية الغالبة والمتحاورة داخلياً ان منبر الحوار الوطني الداخلي مفتوح للجميع بمن فيهم حملة السلاح ، واعتبرت ان منبراديس اببا واضح المعالم والتفويضات الدولية والافريقية - بالطبع باستثناء الحزب الشيوعي الذي يقود البقية المتبعثرة من تحالف المعارضة والذي هو ايضاً يتلقى من عرمان خطه السياسي وتكتيكاته المنحسرة دوماً امام مد الحوار الوطني المتنامي. يا أهل جنوب كردفان ويا أهل النيل الازرق الآن قضية المنطقتين اضحت على المحك الأخلاقي والإنساني والسياسي من قبل عرمان ومشايعيه. أصبحتم ورقة لعب ومن المعروف لدى (الفطاحلة) أن ورقة اللعب يمكن أن تصبح (بايظ) في كثيرٍ من الأحيان. لا تحلموا (بإرادة عرمان) بغلق فوهة اللهب بشكل فوري وواجب؛ لإنهاء المعاناة ومواسم الرعب والهروب والنزوح، ولا تفكروا بانسياب المعونات الإنسانية من غذاء ودواء وفق ما تم عليه الاتفاق دولياً إلا بعد ان يتم تشوين الفلول المنهزمة والمتشرذمة من بقايا مليشيات الحركة، وربما ايضاً لا غذاء ولا دواء الا لمن ينضم للمعسكرات ويعوض الخسائر، هذا هو المشهد بلا رتوش. الأعوج والعديل كان بائناً منذ الجولة قبل الماضية التي فقد فيها عرمان أعصابه امام المواجهات الاعلامية الساخنة التي قادها رؤساء تحرير الصحف والإعلاميون الذين شهدوا الجولة وقاموا بتغطيتها، فاختلال الميزان تجاه تحقيق أهداف التفاوض التي تسبب فيها الرجل كان لا يعطي ولا مؤشرا واحدا يفسر لصالح مواقفه، وسرعان ما اتضح لصناع الرأي العام حينها ان عرمان يريد الجمع بين ( الجري والطيران ) خاصة بعد العاصفة التي أثارها المتمرد مناوي من كمبالا، و(اكتملت الصورة) بأن قيادة عرمان لمفاوضات المنطقتين ليس الا استخداما مقززاً لخطة زعامته للسودان. في زمان التوافق والحوار الوطني الشامل واجب على القوى السياسية وضع قضية معاناة المواطنين في جنوب كردفان والنيل الازرق موضع الإجماع على عدم التلكؤ او اللعب بمصائر المواطنين هناك. صحيح ان محور السلام هو احد المحاور الرئيسية على طاولة الحوار ولكن قطع الطريق امام المتاجرة بشرط وقف الحرب، وإغاثة ضحايا النزاع، ودفع أهل المصلحة لتأكيد إرادتهم نحو الحل السلمي، توجب الاصطفاف القوي خلف مسار وفد التفاوض الحكومي بتمثيله العريض والحقيقي، الذي يتلخص في عزمه على تحقيق السلام عبر أولى خطواته وقف اطلاق النار الشامل وتنفيذ ما اتفق عليه في الشأن الإنساني. هذا الاصطفاف مع ما لاتخطئه عين بأن الرأي العام السوداني على ذات الصعيد هو ما يحقق الضغط الإيجابي، ويعطي مؤشرات قوية للوساطة وللمجتمع الدولي بأن طريق الحل واضح وان ما سواه لعب بمصائر وأرواح ومستقبل أهل المنطقتين. والى الملتقى.