:: (إعادة المرحلة المتوسطة)، هكذا كان الخبر بكل صحف البارحة نقلاً عن وزيرة التربية والتعليم سعاد عبد الرازق ، وهذا الخبر (غير صحيح).. لوزارة التربية والتعليم سابقة في رفع تقرير لرئاسة الجمهورية فيه ما يُشير إلى قبول مؤتمر التعليم العام فكرة إضافة الفصل التاسع لمرحلة الأساس، علماً بأن المؤتمر لم يقبل هذه الفكرة، بل رفضها واقترح إعادة المرحلة المتوسطة والعودة إلى السلم التعليمي السابق (6/3/3)، أو إضافة فصل رابع للمرحلة الثانوية بحيث يكون السلم التعليمي (8/4)..هكذا كانت آراء خبراء وعلماء التربية والتعليم بمؤتمري الخرطوم وكنانة، أي لم يقبلوا - لاتصريحاً ولا تلميحاً- مقترح إضافة الفصل التاسع لمرحلة الأساس، ومع ذلك رفعت وزارة التربية والتعليم تقريراً يؤكد قبولهم - لهذا المقترح المرفوض - إلى رئاسة الجمهورية .! :: تلك سابقة تضليل سلطة عليا، ولذلك ليس بمدهش أن تتمادى وزارة التربية والتعليم في التضليل وتستهدف - هذه المرة - الرأي العام بخبر إعادة المرحلة المتوسطة .. فالوزيرة سعاد عبد الرازق لم تعقد مؤتمرها الصحفي - أول أمس - لتبشر الناس والبلد بإعادة المرحلة المتوسطة، بل عقدت المؤتمر لمجابهة الحملة الإعلامية والشعبية الرافضة لإضافة السنة التاسعة لمرحلة الأساس..وفي إطار إقناع هذا الرأي العام الرافض لتاسعة أساس، اجتهدت الوزيرة سعاد في تخدير الصحف والناس بقصة (إعادة المرحلة المتوسطة)، وهي تظن أن الرأي العام قد يقبل فكرة تاسعة أساس مع بعض أمل إعادة المرحلة المتوسطة، أو هكذا تمارس وزارة التربية والتعليم (التضليل والتخدير).! :: أما الرسالة التي أرسلتها وزيرة التربية للرأي العام بكل وضوح فهي: ( فصل مرحلة الأساس إلى حلقتين ثم تعيين وكيل لكل حلقة)، وتلك الرسالة هي أصل القضية و ( أُس البلاء)، أي المضي قدماً نحو إضافة السنة التاسعة لمرحلة الأساس، بحيث تكون الست سنوات الأولى ( حلقة وهمية)، ثم الثلاث سنوات الأخيرة ( حلقة وهمية أخرى).. نعم حلقات وهمية لأن كل هذه السنوات التسع في إطار (حوش واحد) و ( زي واحد) و ( مدير واحد) و (بص ترحيل واحد) وغيره من العوامل التي تجمع الأطفال بالصبيان المراهقين رغم أنف مصطلح (التربية)..فالحلقات التي توهم بها وزارة التربية أسر الأطفال والصبيان لن تمنع المخاطر التي توجس منها خبراء التربية والتعليم بمؤتمري (الخرطوم وكنانة).! :: وكذلك لن يكفي الجدار العازل بين الفصول بحيث يكون تحسباً لما قد يحدث. وبمؤتمري كنانة والخرطوم تحدث الخبراء والعلماء بكل شفافية ووضوح لما قد يحدث، علماً بأن السواد الأعظم من مدارس البلد بالأرياف - غير أنها مختلطة - فهي لا تزال مشيّدة بالقش والحصير والحطب والجوالات، فعن أي جدار عازل - بين الأطفال والصبيان - تتحدث الوزيرة بالخرطوم؟، أم هي تظن أن بنايات كل مدارس بلادنا كما عمارات وقصور مدارس الخرطوم الخاصة بحيث يمكن عزل فصولها عن بعضها؟.. المهم، ثمة أسئلة في ثنايا القضية، لماذا تنسب وزارة التربية - في تقريرها المقدم لرئاسة الجمهورية - مقترح الفصل التاسع لمؤتمر التعليم رغم علمها برفض المؤتمر للمقترح؟، ولماذا لا تعمل بتوصيات المؤتمر بحيث تضيف الفصل الرابع للمرحلة الثانوية أو تعيد المرحلة المتوسطة بكامل الاستقلالية؟، ولماذا تحترف تضليل الرأي العام تارة بغطاء (إعادة المتوسطة) وتارة أخرى بغطاء (الحلقتين).؟.. للأسف، هذا سلوك غير تربوي ..وعلى مجالس الآباء والأمهات ومنظمات المجتمع المدني والمجالس التشريعية رفض فكرة سنة تاسعة والمسماة - تضليلاً - بتقسيم مرحلة الأساس إلى (حلقتين ).!