لانريد أن نقع في براثن القيل والقال، التي يختلط في ظلها الحابل بالنابل والحق بالباطل!وأكثر مانخشاه أن تصرفنا أصداء الإشاعات عن خدمة الناس، فضلاً عن الإساءة الجزافية للعمل العام فقد وصفه ذات مرة أحد الطلاب في ركن نقاش في إحدى الجامعات السودانية بأنه(باب ثراء)الوصفة في مجملها لابد أن تثير دهشة المرء وحفيظته ،خصوصاً في مجتمع إسلامي ،والإسلام يحث الناس على العمل العام، ويرفع من قدر من يتولى شأن عام (إن لله عباد اختصهم لقضاء حوائج الناس)(والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه)ولأن أذهب مع أخي في حاجة خير من اأن اعتكف في المسجد شهراً،هذا فضلاً عن الثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى لمن تكون نيته خالصة لله سبحانه وتعالى وليس لدنيا يصيبها ..يزيد دهشتنا أن بعضاً من الذين يشاركون في الحملة، يقفون في صف المنادين بالإصلاح ومنهم من دأب على النصح في بعض المنابر، هل كل ما يقال في الشخصيات العامة هو صحيح؟؟ قطعاً الإجابة(لا)ومصداقاً لذلك أمر المولى عز وجل في محكم تنزيله بالتبين(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)هذه الإجراءت لو أخذت مأخذ الجد لأفسحت مكاناً مقدراً للصادقين والمخلصين من أبناء شعبنا في قيادة الشأن العام. ولكن بكل أسف الواقع في الشارع العام اليوم استعدادا مذهلاً لاطلاق التهم الجزافيه والتي يكذبها أحياناً واقع الحال! ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إنها مشكل مع العمل العام وليس مع الأشخاص. وإن شئت الدقة فقل إنها امتداد للحملة التي وجهها المشركون في بداية الدعوة للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. وهو خطأ وقع فيه هؤلاء حتى انتهكوا حرمة الدين، فلم يسيئوا إلى الشخصية العامة فقط، وإنما أساءوا إلى العمل العام الذي كرمه الله من فوق سبع سماوات وعلى من شأن من يقوم به ورفعه ً علياً في الدنيا والآخرة، فكلما اشتد الهجوم ابتعد الصادقون عن الشبهات وافسحوا المجال لأصحاب الأجندة الذاتية. ولدي كم معتبر من الرسائل أصحابها في حيرة لماذا يحارب نظيف اليد واللسان ؟ ولمصلحة من؟ قد نطلب الكثير إذا دعونا إلى التعامل مع القضية بشيءٍ من الورع .لكننا لا نستطيع أن نكتم شهادة بأن هذه الحملة تمثل نوعاً من الظلم الذي ينبغي الحذر منه والابتعاد من الانسياق وراءه ومن ثم فلسنا ندعو في اللحظة الراهنة إلى أكثر من الاعتدال وتوخي العدل بالجلوس مع الطرفين إذا اختلفت دعوتان لابد أن تكون إحداهما ضلاله فالحقيقة واحدة وإن تعددت ظلالها .فلنبحث عن الدعوة الصادقة لإقامة الحق.وهذا من شأنه أن يستقيم به أمر العمل العام الذي هو غاية هم الصادقين ومبلغ علمهم !وعن(حديث المدينة )سنحكي بإذن الله تعالى.