تمنى مبارك الفاضل ان يلتقي برئيس حزب الامة الصادق المهدي، ورأى ان القرار الصادر بفصله يجسد عمق الازمة التي تعصف بالحزب. وارجع الفاضل الذي انهى امس غربة عامين قضاها خارج السودان، اسباب عودته الى السودان، لما اسماها "الظروف الدقيقة" التي يمر به السودان، مقرونة مع الازمات والخلافات التي تعصف بحزب الامة القومي". وتبارى منسوبو حزب الامة في رسم لوحة فارقة في استقبال بلدوزر السياسة السودانية. وتوشح منزل الرجل بضاحية العمارات باعلام حزب الامة التي تحتضن رمز "الكبس". وبينما اختارت المغنية الشابة "سلمي عمر" الصدح باناشيد وطنية، تخير المنشد الامين خلف الله – وكليهما ينتمي لصالون الابداع بهيئة شؤون الانصار ان يلهب حماسة الحضور باغنيات ذات ارتباط مباشر بالارث المهدوي. وقال مبارك الفاضل انه يطمح لان يساهم رفقة زملائه في حزب الامة والاحزاب الاخرى، في بناء قاعدة صلبة تقود الى انهاء الحرب ووقف نزيف الدم، لضمان ارساء دعائم النظام الديمقراطي. وتدافعت قيادات بارزة في حزب الامة لاستقبال "الفاضل" بصالة كبار الشخصيات في الساعة السابعة مساء امس، وسط مشاركة لافتة من قطاع الشباب والطلاب بحزب الامة. وسمحت سلطات المطار لعشرين قياديا من الحزب للاصطفاف قبالة صالة كبار الزوار، بينما غابت اجهزة الاعلام عن وقائع الاستقبال لقلة العدد المسموح له بالدخول. وقطع مبارك ان القوى السياسية لا ترفض الحوار من حيث المبدأ، لكن رأى ان الاولوية حاليا لتهيئة الاجواء القائدة الى ابتدار حوار وطني فعال وجاد يعمل على انهاء الازمة السودانية. ومضى يقول: "المطلوب ايقاف الحرب اولا، لانه لن يكتب للحوار النجاح، طالما ان الحرب مستمرة والرصاص ينهمر فوق رؤوس الجميع". وشهدت مراسم استقبال البلدوزر توافد كثيف لنساء الانصار وحزب الامة، وسط مشاركة فاعلة من القوى السياسية الاخرى تقدمها رئيس حركة الاصلاح الآن الدكتور غازي صلاح الدين والقيادي السابق بحزب الامة عبد الرسول النور. وعاب مبارك الفاضل على الحكومة حرصها على ابتدار الحوار الوطني، دون تحسين بيئة النقاش، وزاد: "ما يجري حاليا عبارة عن صورة مقلوبة، واذا لم نوقف الحرب لن يكون هناك مجال للحوار". ونُحرت الذبائح امس ابتهاجا بمقدم مبارك الفضال، الذي سيجد نفسه مضطرا لتذكر سيناريو مجئيه للخرطوم في اطار التسنيق لعلمية "تفلحون"، بعد غياب قسري عن الوطن امتد حينها لنحو عقد من الزمان. وحرص مبارك الفاضل على تأكيد انه سيمارس نشاطه السياسي من خلال حزب الامة، على الرغم من صدور قرار تنظيمي بفصله، لاترتباطه بتشكيل عسكري. ونفى القيادي الفاعل في حزب الامة، ان يكون مقدمه الى السودان بدعوة من الفريق اول بكري حسن صالح او من غيره، وقال: "لم ات للسودان بدعوة من اي احد، لكنني على استعداد لمقابلة اي شخصية لها دور في البلد". منوها الى ان العودة الى الوطن وضع طبيعي، املتها الظروف بهدف البحث عن مخارج آمنة للدولة ولحزب الامة". ورجح مراقبون ان ذهاب الطاقم الانقاذي المعتق سيسهم في تليين مواقف مبارك الفاضل الذي هادن الانقاذ واندغم في حكومتها في العام 2002م، قبل ان يفاصلها ويخرج مغاضبا على خلفية ما شاع من خلاف حاد وعنيف بينه وكادر الانقاذ عوض الجاز. ولفت مبارك الى لقاء جمعه الى رئيس وفد الحكومة لمفاوضات اديس ابابا مع الحركة الشعبية ابراهيم غندور، وقال ان اللقاء تناول مجمل القضايا المطروحة، لكن الوقت لم يكن كافيا لمناقشة الازمات بالتفصيل. واُستقبل الفاضل امس بطبول ونحاس المهدية وسط زغاريد نساء الانصار وحزب الامة. وبدأ لافتا إبتهاج فتيات الانصار اللائي ظهرن اكثر تقديمة في ازيائهن وطريقة عناقهن للقادم الذي كان مفروضا عليه البقاء خارج السودان لعامين بفرمان سلطوي انقاذي، بوصفه احد مؤسسي الجبهة الثورة واحد منظري وثيقة الفجر الجديد. واشار مبارك الذي ظهر اكثر سعادة بانهاء مهجره القسري، الى ان إمكانية وصول الامين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان رفقة عدد من قيادات الحركة للخرطوم، امرا وارد الحدث، حال تمكن الوساطة الافريقية والامم المتحدة من توفير الضمانات الكافية والمطلوبة للقاء القوى السياسية والتشاور معها لكتابة انجع الحلول للازمة السودانية". وانتزع متحدث شباب وطلاب حزب الامة اشادة الحاضرين، بعدما القى كلمة خاطفة رحب فيها بعودة مبارك التي ستحول دون ما اسمها الهرولة المفضوحة لقيادات حزب الامة ناحية المشاركة في الحكومة.