سلفاكير ومشار... هل تنتهي الحرب؟ تقرير: القسم السياسي مصافحة فاترة جرت أمس بين رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا حيث من المتوقع أن تجري محادثات مباشرة بين الرجلين لوضع حد للصراع المسلح ومن المتوقع أن يقوم رئيس الوزراء الاثيوبي بعقد جلسات منفرده بين الوفدين حتى يتم الاتفاق على اجندة اللقاء، وتم التوقيع على اتفاق مبدئي يتضمن "وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة انتقالية". وقال وسيط إقليمي إن رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار اتفقا أمس الجمعة على وقف إطلاق النار بعد تعرضهما لضغط دولي مكثف لإنهاء اقتتال قبلي أثار المخاوف من تحوله إلى إبادة جماعية. ويمثل اتفاق الجمعة بين الزعيمين في اثيوبيا المرة الأولى التي يلتقي فبها الاثنان مباشرة منذ اندلاع العنف منتصف ديسمبر بعد صراع طويل على السلطة. وتصافح كير ومشار قبل الاجتماع. واتفق الاثنان ايضا على أن تشكيل حكومة انتقالية يوفر "أفضل فرصة" لقيادة البلاد نحو الانتخابات التي تجرى العام القادم رغم عدم وجود قرار فوري بشأن من سيكون ضمن تلك الحكومة المؤقتة. الوضع حرج وقال عضو وفد مشار إلى مفاوضات أديس أبابا، مناورا بيتر: "إن هذا اللقاء قد لا يضع حلا للأزمة"، التي بدأت في منتصف ديسمبر 2013، وراح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح. وجدد بيتر، التأكيد على موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان بضرورة "تشكيل نظام فيدرالي في جنوب السودان، وصياغة دستور انتقالي، وتشكيل حكومة انتقالية بدون سلفاكير". إلا أن المفاوضات لم تفضِ حتى الآن سوى إلى وقف لإطلاق النار في 23 يناير لم يتم تطبيقه أبدا. وانتقل مشار، الذي أقاله سلفاكير في يوليو 2013 على خلفية تنافس شديد بينهما، إلى القتال ضد الحكومة بعد اتهامه بالقيام بمحاولة انقلاب. ظهور باقان وبشكل مفاجئ غادر الامين العام السابق باقان اموم العاصمة الكينية نيروبي إلى اثيوبيا وظهر في مقر المفاوضات ولا يعرف إلى الآن اذا كان باقان سيشارك في العملية التفاوضية ام انه سيكون متابعا لما يجري عن قرب ويعمل على حث الاطراف على التوصل لتسوية سياسية ولظهور باقان دلالات يمكن ربطها بالافراج المفاجئ عنه من قبل السلطات بعفو من سلفاكير. وقال البعض وقتها إن هنالك تفاهمات جرت بين سلفاكير وباقان بشأن مستقبل العملية السياسية في الجنوب وحتى التنسيق لإنهاء النزاع حيث الرجلين اقرب لبعضهما البعض من قربهما من رياك مشار. الهندي وسيطاً فيما غادرنا صباح امس وفد الحركة الاتحادية متوجها الى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا برئاسة رئيس الحركة الاتحادية الشريف صديق الهندى والبروفسيور محمد زين العابدين والدكتور عمر عثمان ابوشبعة، حيث مقر المفاوضات بين رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت وزعيم المعارضة د. رياك مشار. وسوف يطرح الوفد مبادرة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين لايقاف نزيف الحرب الدائر في دولة جنوب السودان وسيلتقى الوفد بالجانبين كما يلتقى الوفد بباقان اموم. عقوبات أوروبية ولزيادة الضغوطات على الاطراف المتقاتلة اعلن سفير الاتحاد الأوروبي لدى جنوب السودان، أن الاتحاد يدرس فرض عقوبات على الأشخاص الذين يرتكبون انتهاكات لحقوق الإنسان أو يعرقلون المحادثات الرامية إلى إنهاء القتال. وكان قبلها قد فرضت الولاياتالمتحدة الثلاثاء عقوبات على شخصين من طرفي الصراع العرقي في جنوب السودان تعبيرا عن خيبة أمل واشنطن في قادة أحدث دولة في إفريقيا. وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي في مقر الكتلة ببروكسل عندما طلب منه التعقيب "من المقرر أن يناقش مسؤولو الاتحاد الأوروبي عقوبات محتملة على جنوب السودان الأسبوع المقبل لكن لم تتخذ قرارات حتى الآن". انتهاكات كبيرة وما تزال تقارير الاممالمتحدة تتحدث عن انتهاكات كبيرة لحقوق الانسان حدثت في دولة الجنوب حيث قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة نافي بيلاي، إن تقرير بعثة الأممالمتحدة في دولة جنوب السودان يوثق انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان هناك ويتناول بالتفصيل عمليات قتل جماعي على أساس عرقي وهجمات انتقامية. ودعت بيلاي، في بيان صدر امس عن مكتبها في جنيف، كلاً من سلفاكير ورياك مشار إلى بذل كل الجهود في اجتماعهما الذي سينعقد الجمعة في أديس أبابا من أجل تحقيق نتيجة سريعة وناجحة والتوصل إلى وقف فوري للقتال في دولة جنوب السودان. وقالت في بيانها إن تقرير بعثة الأممالمتحدة يستند إلى شهادات أكثر من 900 من الضحايا والشهود، وأضافت أن التقرير يتناول تفاصيل عن عمليات القتل المباشر والمتعمد للمدنيين، وكذلك عددا هائلا من من عمليات الإعدام بإجراءات موجزة والاغتصاب. وقالت بيلاي، إنه من غير المعقول ألا يعرف مشار مَن مِن قادته حرض وقاد القتل الجماعي لمئات من المدنيين في المسجد والمستشفى والسوق وغيرهما من المواقع في بانتيو في 15 أبريل الماضي، كما لا يعقل تماماً أن حكومة جنوب السودان بقيادة سلفاكير تجهل من قادتهم المسؤول عن ذبح أكثر من 300 من النوير في حي جوديلي بجوبا في 16 ديسمبر الماضي.