شيء غريب أن يكون عدد البليونرات المصريين أكثر من الاماراتيين دولة الإمارات القليلة العدد الكثيرة الثروات والتي تضم دبي أكبر مركز للتجارة والسياحة وأشياء أخرى في العالم شيء يثير العجب والدهشة أن ينبت من وسط 90 مليون فقير وكادح عدد كأصابع اليد يملكون ثروات تعادل كل ما يملكه البائسون 90 مليون فقير. الثروات هذه أتت من أفواه وأمعاء ودماء هؤلاء البائسين المظلومين ياترى أين ذهبت الاشتراكية الناصرية العربية وإلى أين انتهت عمليات الإصلاح الزراعي وإعادة توزيع أراضي الإقطاعيين. يبدو أن الشعارات التي مات دونها جمال عبد الناصر مغبوناً مهزوماً ذهبت أدراج رياح الخماسين وتم تمزيق أوصالها أصبح التأميم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي أساطير وأحاجي انتهى الأمر بأن يثري عدد من رجال الأعمال المرتبطين بالسياسيين. البليونرات بالدولار ليس بأي جنيه مصري أو سوداني كل يوم يمضي الاقتصاد المصري يتهاوى ويترنح كالاقتصاد السوداني كل يوم. ولكن مأساتنا كما قال خليفة المهدي (موتوا موتكم) حتماً عليكم الوصفة الدولية واضحة مزيداً من الفقر والبؤس والاضطراب المالي ومن ثم الأمن السياسي فلا أحد يستطيع أن يحكم شعباً جائعاً محتاجاً فقيراً سينقلب على أعقابه على حكامه ونظرياتهم. الاستقرار الاقتصادي يعادل الاستقرار السياسي والنفسي والديني وكان الشيخ الصوفي محقاً عندما قال كما (عجيني منوالبيجيني) والإطعام من الجوع شرط الأمن من الخوف. أغنى سادات العالم الأمريكى بيل قيتس (77.5) مليار والذي رد على سؤال شخص سأله عن ثروته فقال له قبل السؤال أو بعد السؤال, كل لمحة وكل دقيقة تتزايد ثرواتهم وكل دقيقة يتزايد البؤس والفقر والمسغبة. ما افتقر فقير إلا اغتنى وزاد غنى آخر. من أثرياء العالم كارلوس سليم (70.5) مليار دولار أي (2.3%) من الناتج الإجمالي القومي الأمريكي ذات نفسه المهم داخل هذا النادي البليوني المخيف عدد من أهل وأبناء مصر منهم نصيف سواريس (2.2) بليون, محمد الفائد (2) بليون, يوسف منصور (1.8) بليون, سامح سواريس (1.2) بليون مجموع ثرواتهم (23.8) بليون دولار. وللمقارنة فإن بالسعودية عدد منهم الأمير وليد بن طلال تبلغ ثروته (20.2) بليون – محمد العمودي (15.2) بليون, الأمير سلطان بن محمد (3.5) مليار, صالح الكامل (2.6) بليون, عبدالله الراجحي (2.5) بليون وسليمان الراجحي (1.9) بليون. السودان لم ينجح أحد في قائمة أحفاد قارون حتى الآن. يوغندا بها واحد هندي سودمير ربير(1.1) بليون, تنزانيا بها واحد أيضاً هندي رستم عزيزي ولبنان تتشارك أسرتا الميقاتي والحريري الصدارة فى البليونيرات, المصريون أكثر ثراءً من البليونيرات الكويتيين وأكثر عدداً.. الكويت بها خمسة لاتتعدى ثرواتهم (7) بلايين أما مصر ففيها ثمانية (23.0) مليار أكثر من أهل الكويتيين الأغنياء في البلد الغنية والبليونيرات المصريين أكثر عدداً وثروة من البليونيرات الإماراتيين (15.6) بليون (4) بليونيرات (الغرير والفطيم). مصر الآن تحتاج إلى 3-4 ترليونات جنيه مصري لاصلاح اقتصادها كما قال السيسي, مايعادل (429) مليار دولار إلى (572) مليار دولار هذا مبلغ مهول لا شك أنه من المستحيل توفيره ليس من الدول العربية ولا حتى الدول الغربية. مصر أمامها تحديات جمة سياسية واقتصادية كوابيس مخيفة لما سيأتي بعد سد النهضة إذا نفذته أثيوبيا. عليه لا مفر من الحرب معها والحرب دون حلف مع السودان مستحيل رغم المغازلة الإرترية المصرية والتحالف غير المنظور والسودان لن يشتبك مع الأحباش ليس من أجل المصريين فقد أصبح الناس أكثر واقعية وأقل عاطفية والسودان شبع حرباً وموتاً ودماراً ويحتاج لفترة نقاهة طويلة, والشقيقة كانت تستقبل المتمردين المحاربين للسودان استقبال الرؤساء الأبطال وتفتح لهم السفارات والمقار وأكيد استقبلت أموال الهالك الذي زود الثوار بهم وأكيد فعلت هذا وذلك طيلة العشر سنوات الماضية لم تمد يداً بيضاء للسودان لم تعنه في أزماته ولم تواسيه في نكباته كل شعارات وحدة شعب وادي النيل وأساطير التكامل والتعاون والتعاضد كانت فارغة جوفاء. مصر كانت سلبية في كثير من مشكلات السودان بل كانت عدائية والآن هي في حاجة إلى السودان ولن يكون الأمر سهلاً, حلايب التي يسخر فيها مهرجو مصر من شعب السودان مشكلة وعقبة أمام انسياب العلاقة, السد العملاق على النيل الأزرق لم يعد كابوساً أو حلما بل أصبح واقعاً وتكتل دول النيل الإفريقية ضد مصر واتفاقية مياه النيل التي كانت أصلاً لصالح مصر مشكلة أخرى وعقبة أمام مصر. فقد كبرت الدول الإفريقية وبلغت سن الرشد السياسي, مصر ستعاني في إفريقيا فلا مال لديها ولا علم دول إفريقيا (كينيا – يوغندا) خرجت إلى الفضاء الدولي يوغندا مثلاً تتحول إلى قوة إقليمية ترسل جنودها إلى الصومال وإلى دول جنوب السودان القوى الإقليمية تدعمها قوى دولية إسرائيل مثال. هذه سنوات الجمر والنار قادمة, سنوات الجفاف والتصحر والمجاعة, سيعقبها تفكك الدول وانهيار الأنظمة وانهيار الأكاذيب ستبقى الحقيقة وسط الركام, لم يكن الربيع المصري أمراً خاصًا ولكن كما قال أحد المؤرخين (ماداهمت مصر مصيبة إلا كان للسودان نصيب منها), ربما كان ما ذكر صحيحاً أو لعله ناتج من ارتباط وثيق سابق الآن مثلما تعاني مصر نعاني ولكنهم يجدون تعاطفاً ونجد صدوداً وإعراضًا من الأشقاء, ليتهم ساعدوا السودان أمام الوصفات الدولية الظالمة التي تهدف لمزيد من الفقر والبؤس والتهاوي. من قال إن السودان إذا استجاب للوصفات الدولية سيجد شيئًا فقد أخطأ. لم يجدِ (14) برنامجاً وضعها صندوق النقد الدولي للسودان ليتنا نجد حلاً سودانياً لا علاقة له بالحلول المعلبة المكررة، تخفيض قيمة العملة لحد الغرق، تخفيض الإنفاق لحد التقتير, دفع الديون من اللحم الحي في لا شيء بعد ذلك لا شهادة بالتعافي لا قروض لا دعم لمخرج إلا بشيءٍ جديد سوداني. السودان ينتج والفشل والإخفاق ولم أر في عيوب الناس عيباً كعيب القادرين على التمام انصرفوا من الوصفات المكررة إلى وصفة سودانية واتركوا مصر في حالها ما يحدث فيها الآن سيقودها إلى حرب أهلية قضاة هتلر لم يحكموا بمثل ما يتم عندهم ستشتعل نار اليمن فيها والجارة ليبيا... خذوا حذركم... مصر الآن في مفترق طرق طريق يؤدي إلى الجحيم والآخر يؤدى إلى جهنم.