محاسن أحمد عبد الله كانت كثيرة المشكلات و(النقة) مع زوجها ومهملة في نفسها وفي حق مشاعرها تجاه زوجها الذي صبر عليها وعلى إهمالها كثيرا, حتى اشتعلت نيران الخلافات بينهما إلى حد لا يمكن احتماله. في اليوم الذي لا أظن أن يمحى من ذاكرتها أبداً.. اعتلت نبرة صوتها المزعج وهي ترفع يديها مهددة إياه قائلة: (كان راجل طلقني هسي واديني ورقتي عشان أمشي بيت أبوي). نظر إليها من أعلى إلى أسفل باستفزاز، محاولاً أن يتمالك غضبه، ولكن حديثها كان فوق الاحتمال ليرد عليها بهدوء تام (إنتي طلقانة).. وقع عليها حديثه على أذنيها وقع الصاعقة غير مصدقة وهي تردد بكلمات متقطعة أكثر تأدبا من حديثها الأول (ووووب علي تطلقني أنا أم عيالك.. ووووا شماتة أهلي وجارتي)، دخلت بعدها في نوبة حادة من البكاء استغلها الزوج في إحضار شهود وعربة تقلها وولديها إلى بيت أهلها لتتفاجأ بعد أسبوع بزواجه من أخرى بعيدا عن شرها وقلة أدبها. من حق الزوج أن يعيش حياة هانئة وسعيدة مع الأنثى التي اختارها قلبه ورضيت هي به زوجا بعيدا عن المناكفات والمكدرات التي تقلب حياتهما إلى جحيم لا يطاق تحترق معه كل أحاديث الحب. يحتاج الرجل إلى زوجة تمنحه الحب وتحتويه بقدر ما تمتلك من مساحات الجمال الداخلي لتتوجه أميرا على مملكة حياتهم الزوجية, تخفف عنه إذا اشتكى، تحتويه إذا جارت به الأيام, وتجعله صديقا قبل أن يكون حبيبا و(أبو العيال), تعامله بلطف وحنان غير مصطنع من أجل تلبية احتياجات مادية كما تفعل بعض النسوة من صاحبات المصالح.. تنتظر قدومه بلهفة وتسأل عنه إذا تأخر وتطبطب عليه إذا حزن وتمسح دموعه إذا تألم. ولكن في أغلب الزيجات الفاشلة تكون المرأة ضلعا أساسيا فيما يحدث من مشكلات، وهي ترى أن الزوج مجرد آلة تعمل وتحصد المال لا غير وبمجرد دخوله إلى المنزل تنهمر عليه الشكاوى والمطالب كالمطر، هذا غير المظهر (المهبب) الذي تظهر به الزوجة بعد أن كانت وادعة ورومانسية السنة الأولى من الزواج لتتحول إلى أسد هائج وعيون تحمل كثير من الشر ولسان يندلق منه الحنظل وشفاه لا تعرف الابتسامة إليها طريقا, وهي تخاصم ارتداء الجميل والشفاف من الثياب بأخرى (مشاترة) تفوح منها رائحة البصل والبهارات ولا مكان لأي عطور تثير رغبته بالارتماء في أحضان الحلال, ليبحث عن أخرى تفتح صدرها لاحتوائه والتخفيف عنه ومنحه أراضي الحب التي فقدها حتى يحس بأنه رجل له كينوتنه ومكانته الكبيرة التي يحتلها في قلب أنثاه. عن نفسي أتمنى أن لا أخذل شريكي في الحياة الزوجية وبداخلي رغبة غير عادية في إسعاده بأن أكون له شمعة تضيء حياته وتحترق من أجل راحته وبالتأكيد سأجد ذات الاهتمام من جانبه, وإن فشلت فعليه أن يأتي بالثانية والثالثة والرابعة وأوافقه على ذلك فهو حق مشروع في الدين الإسلامي, وأحيي كل رجل يسلك هذا الطريق ب(عين قوية) لأنه عليه أن يتمتع بالزواج حتى لا يقع في الحرام, وعلى النساء أن يتفهمن هذا الأمر، وأن لا يَثُرْنَ في الرجال ويتهمنهم بالخيانة ما دام هن مقصرات في حقوقهن تجاه أزواجهن. أيها الرجل عليك بالتعدد متى ما أتيحت الفرصة لذلك، اغتنمها ولا تُضِعْها فتقعد ملوماً محسوراً، لأن العمر يمضي، لذا لا بد أن تكون هناك مساحة من الحب لا بد أن تعيشها بعيدا عن عكننة النساء الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب.. (عيشة تقصر العمر) أيها الرجال ارفعوا جميعكم شعار (زوجة واحدة لا تكفي). بدون قيد: عزيزي.. لا طعم للحياة دونك، فأنا أصنع لحظات الفرح في غيابك لأزداد طمأنينة بأنك رجلي وأنا أنثاك.