في سنة أولى زواج تتحدث الزوجة ويستمع الزوج وفي سنة ثانية زواج يتحدث الزوج وتستمع الزوجة، أما في سنة ثالثة زواجة يتحدث الإثنان في آن واحد ويستمع الجيران. ليطل الشجار بعينه فشجار الزوجين واقع ملموس يتكرر كل ثانية ويحدث في«أرقى العائلات» وربما يؤدي الى عواقب وخيمة إن لم يتداركه الأزواج فمن المستحيل أن تسير الحياة الزوجية دون هذه«المناكفات» كسراً للروتين. شجار الزوجين نغمة تعودت على سماعها الآذان صباح ومساء ولكنها تمر مرور الكرام عند العقلاء، ماهو الدافع وراء رفع الصوت والشجار في حضرة الأبناء«الوطن» جلست الى بعض الأزواج والزوجات وإستمعت إليهم. في المساحة التالية إفادتهم.. ضغوط المعيشة يرى الأستاذ/ عبدالوهاب عبدالنبي أن ضغوط المعيشة هي السبب الرئيسي وراء الشجار. ويضيف إن ثلاثين عاماً هي عمر حياته الزوجية والحياة بين الزوجين لاتدوم على وتيرة واحدة ولابد أن تعتريها بعض العثرات ثم تحصل المشاكل وغالباً ما تكون نتاج الضغوط المعيشية والنفسية والظروف المحيطة بالجانبين، وقطعاً بالتفاهم والود وحسن المعاملة ستعود المياه لمجاريها ويعودان الى سابق عهدهما وسيعيشان في محبة ومودة وإخاء وإحترام. سمن علي عسل أما الأستاذة/.فاطمة أبو البشر ترى أن المحافظة على حياتها الزوجية مهمة للغاية لذلك تتفادى الدخول في شجار مع زوجها حتى في لحظات الغضب تترك المكان وتذهب لتتوضا حتى تطفئ نيران الغضب كما أوصانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وكذلك أقدر المسؤلية الملقاة على عاتق زوجي ولا أعمل على إثارته وكذلك زوجي عطوف ويمتص غضبي إذا فاض الكيل وحياتنا سمن على عسل وربنا يديم المعروف بيننا. لا مبرر للشجار يقول أيمن ناجي.. أنا حديث العهد بالزواج ولم يمض على زواجي عامين بعد. أعيش في وفاق مع زوجتي وأحفظ مساحة مقدرة من الإحترام بيني وبينها وأومن بالحكمة التي تقول«تتدخل فيما لايعنيك تسمع ما لايرضيك» وما دام قد عرف كل منا حقوقه وحدوده فإنه لامبرر للشجار إلا إذا تدخل آخرين قد يؤثر سلباً على العلاقة بين الزوجين. وكذلك إفشاء الأسرار وفي رأي الشخصي يكون الإحتفاظ بالأسرار في العلاقة الزوجية من جانب الزوجة هو صمام الأمان لحماية حياتها الزوجية ومستقبل أسرتها. عودة بالهدايا عبير علي متزوجة تقول إن شجار الزوجين أمر عادي جداً وهي مشاهد يومية التكرار تحدث بين أي زوجين لظروف الحياة المعيشية الضاغطة ولكسر الروتين بعد الشجار يعود زوجي محملا بالهدايا إرضاءاً لخاطري، وغالباً ما تكون صيغة ذهبية أو تناول وجبة عشاء فاخرة في أرقي المحلات، وذلك جبراً لخاطري المكسور وفيه دلالة وآضحة على حبه لي. ثقافة الذكور الأستاذ/ مهدي دبكة أستاذ علم النفس بجامعة النيلين«الدراسات العليا» يرى أن شجار الزوجين ينتج من سمات عامة طبعية البشر لظروف مباشرة أو غير مباشرة وأرجع الشجار الى طبيعة العلاقة في عدم التفاهم وعدم القناعات بالإختيار يعني «لازم أتزوج بس» فقرار الإختيار غير مبني على المعرفة. ومن الأسباب التي تخلق الشجار بين الأزواج إختلاف البيئات ثم العادات والتقاليد ففي السودان شائعة ثقافة الذكور فالرجل هو صاحب القرار فالشجار عامل أساسي ورئيسي في فرض الأسلوب، وكذلك من الأسباب الإحساس بالتعالي بين المتعلم وغير المتعلم بين المدني والقروي وكذلك سياسة«غطي قدحك» بنت العم بنت الخال الحياة تقوم على أسس هشة، فنظام الحياة لابد من أن يبنى على أسس سليمة. ومن أسباب الشجار أيضا القصور في الواجبات بين الزوجين وكذلك مؤشر الإنجاب ، والغيرة وعدم الثقة والخيانة، وكذلك عدم انجاز الواجبات المنزلية يقود الى صراعات وشجار ثم الواجبات الزوجية وأخيراً الحياة لابد أن تبنى على القيمة الأخلاقية لتحافظ على مستوى العلاقة.