الحمام الإسرائيلي (الأرخص).. والكوكاتو الأمريكي (الأغلى).. الطيور.. حكاية سوق يرتاده (الأثرياء) بأمدرمان! أم درمان: تفاؤل العامري على الجانب الشرقي من سوق السمك والفراخ بأمدرمان يقبع (سوق الطيور) والذي خصص لبيع وشراء الطيور بمختلف أشكالها إضافة إلى القرود والكلاب. ذلك السوق الذي ما إن تدلف إليه حتى تقع عيناك على الأقفاص التي خصصت للطيور والتي صممت بأشكال هندسية تنم عن براعة صانعها والتي يتم من خلالها عرض الطيور بشكل جميل. (فلاشات) تجولت داخل (سوق الطيور) وكشف العاملون به تفاصيل دقيقة عن السوق وعن الكثير من المعلومات الأخرى التي تطالعونها في سياق التقرير التالي. سوق سياحي: في بداية جولتنا التقينا بصلاح أحمد مكي أحد تجار السوق، والذي أشار إلى أنه يعمل في هذا المجال منذ أكثر من عشرين عاماً قائلاً: (طيور الزينة موطنها الأساسي في استراليا وكثير منا يعمل على استجلابها من مصر وأبوظبي وسوريا لكن أغلب تلك الطيور التي نعمل على بيعها تتوالد وتتكاثر ما يجعل استيرادها من الخارج ضئيلاً للغاية)، ويواصل: (أسعار الطيور تختلف، فالبلدي يباع ب40 جنيهاً والباندي ب60 جنيهاً أما الوايد فيس فيصل سعره إلى ألف ونصف الألف من الجنيهات، وكذلك الكوكاتو الأمريكي وهذا النوع لا يقبل على شرائه سوى المقتدرين)، وعن نوعية الأكل التي تتناولها تلك الطيور قال إن حبوب الدخن هي الوجبة الرئيسية لها. ويواصل صلاح في إفاداته قائلاً: (السوق يعتبر سوقاً سياحياً وقبلة للأجانب لذا يشهد ارتفاعاً في الأسعار في بعض الأحيان)، وختم حديثه ل(فلاشات) متحدثاً عن فصل الصيف الذي يعتبر العدو الأول للطيور لأنها لا تحتمل الحر فيشهد الموسم نفوقها بصورة كبيرة. الشمبانزي غالٍ: أما التاجر جمال جعفر الذي يعمل في بيع القرود بمختلف أنواعها منذ عام 94 فنفى أن تكون هناك أي صعوبات تواجههم في استجلاب القرود من موطنها (سنجة وسنار والدمازين) ومن أنواعها (النسناس وقرد الطلح والتقل)، لافتاً إلى أن إجراءات نقلها تتم عن طريق الحياة البرية. وعن أسعارها قال جمال إنها تتراوح بين 150 و 250 جنيهاً، وإن أغلب زبائنهم من الأطفال قائلاً: (هي تجارة مربحة ولا يمر عليهم يوم دون أن يقوموا ببيع كمية من القرود). وعن قرد الشنمبانزي كشف جمال صعوبة الوصول إليه لأنه يوجد بدولة جنوب السودان، الشيء الذي يؤدي إلى ارتفاع سعره لأكثر من خمسة آلاف جنيه. الحمام الإسرائيلي على الجانب الشمالي للسوق يجلس العم بابكر سر الختم الشهير ب(باور) الذي امتهن تلك التجارة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ويعتبر من أقدم العاملين بالسوق والذي يقول ل(فلاشات) إنه كان يطوف على أحياء أم درمان القديمة وهو يقود دراجته ليأخذ منهم الحمام ويأتي به إلى سوق أم درمان ويقوم ببيعه قبل إنشاء هذا السوق وبنائه بتلك الصورة الهندسية ليكون سوقاً نموذجياً لبيع الطيور بأنواعها وأشكالها المختلفة لأصحاب هوايات تربية الطيور والكلاب والقرود، وللذين أصبحت مهنة بيع الطيور والحيوانات لديهم تعود عليهم بمنافع مادية. وعن أنواع الحمام أشار بابكر إلى أنها كثيرة من بينها (الرقاص واليمني والزاجل والبارتدلو الذي يصل سعره إلى أكثر من ألف جنيه ويتحكم لونه في السعر والريدرام الذي يبلغ سعره ألف جنيه أيضاً, أما الدرة الهندية فهي الأغلى سعراً بين الحمام ويصل سعرها إلى أكثر من ألفي جنيه)، وأكد أن الذين يقوموا بشرائها هم فئات معينة من الأثرياء، وختم حديثه ل(فلاشات) ضاحكاً بقوله: (وعندنا كمان الحمام الإسرائيلي لكن دا بي 200 جنيه بس).