قال أستاذ الدراسات الإسلامية، د.عمر محيي الدين إن حكم الردة الذي صدر بحق الفتاة أبرار (مريم)، صاحبتْه عجلة، وأضاف أن الفتاة لم تعطَ وقتاً كافياً، فالقانون لم يحدد الاستتابة بثلاثة أيام، وأضاف في حلقة برنامج (حتى تكتمل الصورة)، أن البعد السياسي كان غائباً عمن أمسكوا بملف القضية. وتساءل محيي الدين عن كيف يمكن لنا أن نستدل بحديث آحاد، مقابل آيات قطعية الدلالة، تفيد النهي ابتداءً واستمراراً، وزاد: "الحنفية استثنوا المرأة من حد الردة، لأنها لا تحارب بموجب ثقافتهم". واعتبر محيي الدين أن حروب الردة كانت ضد مجموعات متمردة، أرادت هدم الدولة الإسلامية، وشدد على أن الكفر ليس مبيحاً للدم في حد ذاته، وقال: (لا إكراه في الدين)، ومن ارتد يواجه بالدعوة وقوة المنطق دون استتابة أو عقوبة سلطان. في المقابل، استنكر أستاذ الفلسلفة الإسلامية د.محمد علي الجزولي، على من يرفضون حد الردة، وقال إنهم يجعلون الشريعة الإسلامية مقابل شريعة جنيف، وأضاف أن الأمة متفقة على حكم الردة ومختلفة على مدة الاستتابة، ووصف حملة المناهضة لحكم الردة بأنها (تهويش علمانيين)، وقال: "نحن أمام مهزلة، والمعركة الآن بين شرع محمد وشرعة جنيف". في ذات الوقت، قال رئيس تحرير صحيفة (السوداني) ضياء الدين بلال، إن وعي المحكمة بأهمية القضية كان ضعيفاً. واقترح بلال تدخل وزير العدل في القضية، عبر إخضاع مسألة الردة لنقاش مستفيض بين العلماء والقانونيين، وأضاف: "أساءت القضية للإسلام أكثر من الرسوم المسيئة".