من إحدى مقولات الكاتب الايرلندي الساخر أوسكار وايلد :"الصحة هي المظهر الأساسي للحياة" تعبير حقيقي إذ لا حياة بلا صحة، يعتبر القطاع الصحي في جميع دول العالم الأول أهم القطاعات على الإطلاق يليه قطاع التعليم، وهو ما يجعل الفرق شاسعاً معنا في دول العالم الثالث، فأهم أولويات حكوماتنا هي التأسيس والتثبت لأطول فترة ممكنة في السلطة، مهما كان ثمن بقاءها. كانت مقولة وايلد، والحكمة الشهيرة "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى" تجولان بخاطري بين الحين والآخر خلال الأسبوعين الماضيين، حيث كنت أستشفي من –تضخم الغدة الدرقية- وأجريت لي عملية جراحية ناجحة بمستشفى الأطباء بالخرطوم على يد إستشاري الجراحة محمود النيل وزميله معتز صلاح. هي المرة الأولى لي أذهب إلى المستشفى –وأنا المريض- الذي يتبرعون له "بالدم" ويدخلونه غرفة العمليات ويسكبون في أوردته المحاليل الوريدية ويرقدونه على "طاولة الجراحة" كان قرار إجراء العملية في السودان تجربة مخيفة للأهل والأصدقاء الذين تخوفوا من أنه يمكن أن أفقد صوتي خلالها والخوف من "التخدير الكامل" بينما كان يدفعني الضيق إلى إجرائها دون المبالاة بالنتائج والآثار التي يمكن أن تحدث على أمل أن يكون الشفاء بعدها ممكناً، وبحمد الله قد كان. كان آخر ما قلته للمستر النيل قبل التخدير " الصوت يا دكتور" وبعدها لم أشعر بأي شيء إلا وأنا أخرج محمولا على "نقالة" في مصعد المستشفى، لأجده مكتظاً بالأهل والأصدقاء والزملاء. ثلاثة أيام قضيتها في –غرفة الاستشفاء- التي ظلت مكتظة بالزوار من الأهل والأصدقاء والزملاء ولا تتسع هذه المساحة لذكرهم، لم أكن اتخيل يوما ما أن لي شعبية بهذا العدد الهائل الذي أدهشني قبل أن يدهش أهلي الذين كانوا يرافقونني، أما هاتفي الذي مُنعت من الرد عليه كان في معية "الأهل" الذين تناوبوا في الرد عليه وأوصلوا تحيات كل المتصلين من الداخل والخارج، وحتى لحظة كتابة هذه الزاوية اتلقى الاتصالات واستقبل الزوار، لا أقول شكراً فقد استدنت ديناً اجتماعيا كبيراً أسأل المولى عز وجل أن يمكنني من رده في "الأفراح" والمناسبات "السمحة" كانت تجربة إجراء الجراحة في السودان بالنسبة لي ليست هاجساً، فالأطباء السودانيون هم الأكثر نجاحاً في الخارج خاصة في دول الخليج العربي، ونكسات "الأخطاء الطبية" المتكررة النسبة الأعظم منها بسبب إمكانيات المستشفيات المتواضعة المتمثلة في المعدات المتطورة والتهيئة النفسية والمادية للكادر الطبي الذي يكدح ليله في "غرف العمليات". توكلت على المولى عز وجل، وكانت ثقتي كبيرة في الطبيب السوداني، وبحمد الله تمت بسلام. اللهم لك الحمد والشكر حافظ أنقابو هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته