رياك مشار... سر تأجيل الزيارة! رغم أن قواته وحراسه من جهة، وعلاقاته الدولية من جهة أخرى، قادرتان إلى حد ما على أن توفرا له الحماية المطلوبة، أثناء حله وترحاله، إلا أنه سفره عبر البر والبحر والجو، تحيطه سرية تامة، الأمر الذي يجعل معظم الدول التي زارها لا تعلن موعد وصوله!. كان من المتوقع أن يكون د.رياك مشار، النائب الأسبق للرئيس سلفاكير، والمتمرد حالياً، موجوداً في الخرطوم منذ أمس الأول، في إطار زيارة قرر أن يقوم بها لأربع دول إقليمية، ولكنه لم يأتِ رغم وصول وفد المقدمة التابع له إلى الخرطوم. تقرير: لينا يعقوب كان من اللافت قبل كل شيء، أن لا أحد من مسؤولي الدولة أو الحزب الحاكم تحدث أو أبدى علمه بزيارة رياك مشار إلى الخرطوم، بل إن وزير الخارجية علي كرتي حينما طرحت عليه (السوداني) استفسارا، حول موعد وصول مشار، قال إنه لا يعلم به، ولم يسمع بقدومه إلى الخرطوم إلا عبر وسائل الإعلام. وكذلك كان رأى بعض أعضاء المؤتمر الوطني، الذين أبدوا عدم علمهم بالزيارة أو الجهة المنسقة لها. كما أن مراسم القصر أو رئاسة الجمهورية لم يأتِ إليها ما يفيد بأن ترتب للزيارة من الناحية الأمنية أو تستقبل الرجل في المطار. وبذلك بدا أن جهة ما، أو مجموعة ما حزبية كانت أم من الدولة، أعطت إشارة الموافقة لمشار بالزيارة والذي أعلنها مكتبه الخاص قبل نحو عشرة أيام، بأنه سيزور السودان وكينيا والصومال وجيبوتي. انقسام أم تهرب؟! ولأن مشار لم يصل في موعده المحدد (الإثنين) الماضي، فقد كثرت الاستفسارات والتأويلات والتحليلات. إلا أن أهم ما ذكر، وجود انقسام داخل الحزب الحاكم بشأن الزيارة التي أغضبت جوبا، وجعلتها تحتج عند الخارجية رسميا عليها. مصادر جنوبية مقربة من مشار، قالت ل(السوداني) إن أحد أهداف زيارة مشار يتمثل في لقاء الرئيس البشير شخصيا، وأن الأمر بدا صعبا حيث لم يتم يُحدد موعد معين مع الرئيس لظروف خاصة كما تم إبلاغهم، وأضافت أن مندوبين من مشار اتصلوا ببعض الأشخاص، لكنهم لم يتلقوا ردا. تحركات أهم الذين يرافقون مشار في سفر وتسفاره، هو الدكتور ضيو مطوك الوزير السابق ورئيس مفوضية الانتخابات في جوبا، بالإضافة إلى اثنين من القيادات العسكرية وشخصيات أخرى سياسية وفنية، معنية بمتابعة اللقاءات والاجتماعات والتنظيم لها. أما زوجته الموجودة حاليا في أديس أبابا، أنجيلينا تينق، فكان متوقعاً أن تأتي معه إلى الخرطوم. على الأرض تتواصل الدعومات القبلية لرياك مشار حيث أصدرت قوات تابعة لقبيلة الشلك تساند مشار بيانا أشارت فيه إلى أن المواجهات التي حدثت بينهم والنوير بمدينة ملكال كان وراءها مخابرات سلفاكير التي عملت على إثارة الخلافات الجهوية وإنهم ماضون في طريق إسقاط النظام نسبة للظلم الواقع على أبناء أعالي النيل وشعب جنوب السودان، بجانب ذلك قال البيان إنهم يدعمون مطالب الثورة التي تطالب بنظام ديمقراطي فيدرالي بجانب إقامة ولاية خاصة للشلك وتحرير المناطق التي تم احتلالها من قبل أفراد قبيلة دينكا فدانق بدعم من سلفاكير –بحسب البيان. جوبا غاضبة على الرغم من أن زيارة مشار كان ظاهرها إيجاد حل سلمي لما يحدث في الجنوب، ولكنها قد تجلب إشكالات أخرى للخرطوم مع جوبا خاصة إن لم تتفهمها الأخيرة بشكل جيد. فسفير جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت أبدى انزاعجه من الزيارة واعتبر أن زيارة مشار للخرطوم غير موفقة، وقال ل(السوداني) إن زيارة الرجل للسودان تعني الاعتراف به مشيراً إلى أنهم عندما استفسروا الخارجية أبلغتهم بعدم علمها بموضوع الزيارة، فيما قال إن دوائر أخرى كشفت لهم أن الزيارة جاءت بترتيب من الإيقاد منوهاً إلى أن الإيقاد لم تبلغهم بالزيارة. واعتبر دوت أن زيارة مشار ليست موفقة، وليس له صفة في الوقت الراهن، لافتاً إلى أن الزيارة يجب أن ترجأ إلى حين توقيع الاتفاق النهائي.