أبو عيسى: لم تصلنا دعوة ونسعى للقاء الجبهة الثورية حزب الأمة: وصلتنا دعوة لكن لن نشارك الشيوعي: نرحب بالدعوة حال وصولها جبريل: قيادات الجبهة الثورية في أوروبا للالتقاء بقوى الإجماع تقرير: القسم السياسي الترتيب يجري بهدوء، وبعيداً عن عيون الناس، وثمة خيوط تتسرب عن المعلومة، لتلهث الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة، عن ما وراء المعلومة، التي همس بها البعض دون أن يدري أين ترسو. وخيط الخبر يصل للقارئ ويتعقبه المراقبون والمهتمون، وتداعيات ما يرتبط به. تباين واتفاق رشحت معلومات عن توجهات لمؤتمر يعقد بألمانيا بمشاركة أطراف الأزمة السودانية حكومة ومعارضة وحملة سلاح تنطلق فعالياته غداً، ورغم أن الحديث عن ترتيبات ألمانية للقاء فرقاء الأزمة ليس بجديد ومشروع للمساهمة في حل الأزمة لا سيما أن معهد ماكس بلانك الألماني بالتعاون مع معهد أبحاث السلم بجامعة الخرطوم أنتجا وثيقة هايلدبييرج كمشروع لتحقيق السلام في دارفور في يونيو 2010م، إلا أن تأكيدات الخبر تباينت لدى أحزاب المعارضة، فقد نفى تحالف قوى الإجماع الوطني تلقيه دعوة للمشاركة في المؤتمر المزمع عقدة بألمانيا في الثالث من الشهر الجاري. وقال رئيس الهيئة العامة لتحالف قوى الإجماع الوطني، فاروق أبو عيسى، إن ما يشاع عن دعوتهم للمشاركة في مؤتمر يعقد بألمانيا غير صحيح. وأضاف أبو عيسى ل(السوداني): "لم تصلنا أي دعوة لأي مؤتمر في أي مكان، وأنا موجود بالخرطوم، ونشاطي مع تحالف قوى الإجماع على الأرض". غير أن الرجل أماط اللثام عن اتصالات مع الجبهة الثورية لتحديد لقاء مشترك بينهما، لكنه قطع بعدم تحديدهم لميقات معين واستطرد مبيناً: "لا المكان ولا الزمان لم يحدد"، رغم تفضيلهم للقاء داخل السودان، إلا أنه اعتبر أن الظروف الداخلية لا تسمح لقادة الثورية للمشاركة في فعاليات داخل الوطن، وليس بعيداً عن رؤية التحالف ما جاء على لسان الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي صديق يوسف من تأكيده عدم تلقيهم لدعوة مؤتمر في ألمانيا. وقال يوسف ل(السوداني): "لم نتلقَّ دعوة للمشاركة في مؤتمر بألمانيا"، لكنه يلفت إلى أن حزبه يرحب بالدعوة حال وصولها، ومضى في ذات المنوال رصيفهم الآخر حزب البعث العربي الذي أكد الناطق الرسمي باسمه محمد ضياء عن عدم تلقيهم دعوة لمشاركة في مؤتمر بألمانيا. إلى هنا يتضح الموقف المتسق لأحزاب تحالف قوى الإجماع الوطني، أي رافضي الحوار، فقد اتفقت رؤاهم على عدم وصول الدعوة، لكن في الضفة الأخرى أكد نائب الأمين السياسي لحزب الأمة القومي محمد المهدي حسن عدم تمكن حزبه من المشاركة في المؤتمر المزمع عقده بألمانيا في الثالث من الشهر الجاري. حسن أكد أنهم تلقوا الدعوة بقيام المؤتمر في التاريخ المحدد، وأبلغوا الجهات المنظمة بعدم حضورهم. وأضاف ل(السوداني): "لم نتمكن من المشاركة لظروف تتعلق بالوضع الداخلي". ثمة خيوط رفيعة ورتوش من الحقيقة تؤكد توق أطراف المعارضة من تحالف قوى الإجماع لا سيما الأحزاب الرافضة للحوار للتنسيق مع الجبهة الثورية على مواقف مشتركة، ويمكن تلمس ذلك في حديث رئيس حركة العدل والمساواة د.جبريل إبراهيم، إذ كشف عن اتصالات مع المعارضة في الداخل، بهدف الاتفاق على برنامج مشترك يؤهل قوى المعارضة بشقيها السياسي والعسكري على التفاوض مع النظام لإحداث التحول الديمقراطي أو تطبيقه كرؤية مشتركة في حال سقوط النظام. ومضى جبريل في حديثه ل(الفرنسية) قائلاً: "نحن نسعى الآن لتوحيد الصف المعارض حول خارطة الطريق المطروحة من الجبهة الثورية وهي ليست بكتاب منزل وإنما قابلة للتطوير كما أننا مستعدون للأخذ بآراء الآخرين لتطويرها وفي نهاية المطاف يكون لدينا برنامج عمل مشترك". جبريل يوجد حالياً بفرنسا، ويقوم بجولة أوروبية، يقول إن الغرض منها اللقاء بقوى المعارضة، غير أن الرجل لفت إلى أن كل قيادات الجبهة الثورية ستكون في أوروبا خلال الأيام القليلة القادمة للالتقاء بقوى الإجماع وسائر الأحزاب السياسية المعارضة التي ارتضت المشاركة في الحوار الوطني، ورغم أن جبريل أوضح أن اللقاء ليس له علاقة بجهود ألمانيا لتنظيم مؤتمر شامل في الخارج بين الحكومة والجبهة الثورية والمعارضة السياسية، إلا أن نائب رئيس المكتب السياسي محمد المهدي حسن قال إن ألمانيا تعقد مؤتمرين أحدهما يبدأ في الثالث من الشهر الجاري، والآخر لم تحدد مواعيده، في وقت كشفت فيه مصادر ل(السوداني) عن استعدادات تجري لقيام مؤتمر منظمات المجتمع المدني بين السودان وجنوب السودان خلال الفترة القليلة القادمة بألمانيا.