حملت صحيفة المشهد الآن يوم الخميس عنوانا رئيساً من والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر يقول "والي الخرطوم: أي زول ما لاقي شغل يجيني أنا مباشرة" ..!! وجاء الخبر بصيغ أخرى في صحف مختلفة. وجد الخبر رواج واسع في وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك، واتس آب، مواقع اسفيرية" .. وأعلنت أعداد كبيرة من "البطالة" الذهاب للأخ الوالي الذي وعد بتوظيفهم وأعلنوا يوم الأحد العاشرة صباحاً موعداً للذهاب إليه. حملتي "أرح، أنا عاطل" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وجدت رواجاً كبيراً من خلال متابعتي لها عبر "الهاش تاق"، وكانت تيرموميترا حقيقيا للأعداد المهولة من خريجي الجامعات الذين لم يحصلوا على عمل. أجبرت تلك الحملات، الوالي وإدارة إعلام مكتبه لعمل تعميم صحفي قال فيه إن حديثه عن البطالة أُخرج عن سياقه، في محاولة لتجريم الصحف التي نقلت الخبر. الراجح أن النفي لن يجد رواجاً كما الخبر، واليوم سيتوافد "العطالة إلى مكتب الأخ الوالي ليقوم بتنفيذ ما وعد به، وسيكون للموضوع تبعاته. جاء في تعميم "النفي" أن الوالي سيعالج قضية البطالة عبر تمليك بصات النقل العام والتمويل الأصغر، وليس فرص وظيفية حسب المؤهلات الأكاديمية للدماء الحارة التي يحتاجها السودان لتنهض به من الدرك الآسن. مشروعات الدعم الاجتماعي التي جعلها الوالي مخرجاً له من تصريحه ذاك، موجودة لكنها غير متوفرة في الوقت نفسه، فالذين يحتاجون فرص عمل ليست لديهم "خمسين مليون" لتدفع قسطا مقدما للبصات وعربات التكسي التي يتحدث عنها الوالي، إذا كان فعلا جادا في هذا الجانب عليه تعديل شرط القسط الأول فالمستحقون الحقيقيون لا يمتلكون ذلك المبلغ الكبير. حديث الوالي ونفيه ليس ببعيد عن موجه أحاديث المسؤولين الارتجالية، التي تحدث البلبلة، وسبقه في نفس الأسبوع وزير الخارجية علي أحمد كرتي في حديثه لصحيفة الحياة عن المنصات الحربية الإيرانية وتبعه وزير الدولة بوزارة الخارجية عبد الله الأزرق بحديثه عن إطلاق سراح مريم يحيى المحكوم عليها بحد الردة، والاثنين تم احراجهما بإنزال تصريحاتهما صوتا وصورة على الانترنت وتفرج عليهم الغاشي والماشي ليتعظوا. من قبل تحدثنا عن أحاديث المسؤولين بصفتهم الرسمية، وخطاباتهم الإرتجالية، واكدنا على أهمية دراسة الخطابات والتصريحات قبل وقت كاف والاستعانة بالمستشارين الإعلاميين الذين يتم تعيينهم لهذا الغرض، لكن يبدو أن المستشار الإعلامي مجرد وظيفة في الهيكل لا مهام لها. عزيزي المسؤول تقديراً لمشاعر الرأي العام، قم بتحضير حديثك، فالكلمة كالسيف، يعانيه الشارع حالياً من إحباط ضيق في العيش يكفي. حافظ أنقابو هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته