أضبط ... البرلمان أول حالة طرد ....!! تقرير:مياده صلاح هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته في سابقة هي الأولى طرد رئيس المجلس الوطني (البرلمان ) د.الفاتح عز الدين زعيم الكتلة البرلمانية المعارضة عن المؤتمر الشعبي د.إسماعيل حسين من الجلسة ، ووجه الحجاب بإخراجه من القاعة بالقوة قبل أن يغادر العضو من نفسه طوعاً قبة البرلمان. ولطالما شهدت القبة في دورات منصرمة تهديدات بالطرد وانسحاب للكتل لكنها لم تصل في أية مرحلة من المراحل لحد الطرد .. ووصف البعض حادثة الأمس بالسابقة الخطيرة والمهينة بينما اعتبرت كتلة المؤتمر الشعبي تصرف رئيس البرلمان ب(الاستبداد) ، وهددت باتخاذ موقف حاسم بعد الرجوع لقيادة الحزب. قال نواب تحدثوا ل"السوداني" إن الموقف يطعن في مصداقية المؤتمر الوطني في استمرار الحوار ووصفوا التوقيت بغير المناسب. كيف حدث ذلك ? كانت بداية التوتر بنقطة نظام أثارها عضو البرلمان "المستقل" عماد الدين بشرى احتجاجاً علي عدم إفساح المجال لرؤساء الكتل بالتساوي للتداول حول مشروع قانون الانتخابات، تلك النقطة النظامية واجهها رئيس البرلمان د.الفاتح عز الدين بعنف وقاطع محاولات عديدة للعضو للدفاع عن نفسه ، وقال:( بالمجلس كتلة واحدة معترف بها) وفيما دعا إلى إغلاق باب الحديث، عبارة عز الدين بأن بالمجلس كتلة واحدة معترف بها فهمت علي ما يبدو بأن كتلة المؤتمر الوطني وحدها هي المعترف بها ويبدو أن هذا الفهم هو الذي استفز رئيس كتلة المعارضة د.إسماعيل حسين وتدخل بصورة مفاجئة ليدخل مباشرة في ملاسنة مع الفاتح عز الدين وقال له بالحرف الواحد (أنت لست وصياً على النواب ولا تملك الصفة لذلك وأن العلاقة بينك وبين النواب ليست علاقة معلم وتلاميذ ووصف الأمر بالمهزلة). سادت بعدها حالة من الهرج في قبة البرلمان العتيقة ... أوصدت خلالها المنصة الباب أمام أي محاولات لاحتواء الموقف قام بعدها رئيس البرلمان بطرد إسماعيل حسين من الجلسة لتعمد مقاطعته للمنصة ووجه الحجاب بإخراجه ... غادر إسماعيل القاعة طوعاً وهو يردد عبارات "لو داير أطردنا تماماً من المجلس ده وأنت بتقدر تعملها أو أسقط عضويتنا ..دخلنا السجن أقتلنا لكن لن نذل ولن نهان" وانسحبت كتلة الشعبي من الجلسة خلفه.. جودية سريعة بعد تسربت عضوية المؤتمر الوطني من القاعة في محاولة لاحتواء الموقف... وتكللت جهود "جودية" كتلة الوطني بالنجاح بإعادة كتلة الشعبي عدا إسماعيل للقاعة ، وشهدت الجلسة أمس هرجاً ومرجلً رضخ بعدها الفاتح لمطالب نواب المؤتمر الوطني لاحتواء الموقف وإعادة الأعضاء، وقال الفاتح"لا حرج وأتنازل نيابة عنكم ليدخلوا القاعة لكنه قرار"وواجه عضو الوطني حسن صباحي تصرف رئيس البرلمان بالرفض ووصف الطريقة بالحادة والمهينة واعتبرها سابقة .. علي هامش الجلسة وبعد خروجه وصف إسماعيل في تصريحات صحفية ما حدث له بالاستبداد، وقال بأن الكتلة ستتخذ موقفاً بعد الرجوع لقيادة الحزب. هدوء منقسم عادت الأمور لطبيعتها بعد دقائق ساخنة وساد الصمت القاعة.. مطالبات غير مباشرة بتأجيل الانتخابات أدت لانقسام المجلس لشقين ما بين مؤيد ومعارض ففيما تمسكت كتلة الوطني بإقامة الانتخابات في موعدها المضروب بإبريل 2015م، و ناشدت بعض القوى السياسية خلال الجلسة أمس المشاركة بالبرلمان بتأجيل تعديلات القانون إلى ما بعد مخرجات الحوار ومن ثم النظر لإجراء الانتخابات ودعا عضو كتلة الحركة الشعبية يحي صالح لجلب السلام وأكد أن تعطيله يعني مزيدًا من الاحقاد .حسمت بعدها المنصة الجدل بإخضاع مشروع القانون للتصويت ليتم إجازته بالأغلبية بمرحلة العرض الثاني وسط اعتراض فقط خمسة نواب وامتناع خمسة آخرين عن التصويت فيما صوت مع القانون 127 عضواً .وأقر رئيس البرلمان د.الفاتح عز الدين بأن التعارض بين القوى السياسية بالبلاد شوه صورة البلاد وجعلها على كل الألسن مؤكداً بأن بالبلاد محاصرة بحصار وصفه بالرهيب وقال"كله بما كسبت أيدينا" وأضاف"27 حزباً مشاركنا ولم نأتِِ بالاستقرار والنجاحات المرجوة". حسناً..يبدو أن الأيام القادمة ستحمل الكثير.آمال بحكومة عريضة وتأجيل للانتخابات أوصد بابها مساعد رئيس الجمهورية بروفسور إبراهيم غندور ومن المتوقع أن يحسم البرلمان اليوم الجدل القائم بإجازة التعديلات بقانون الانتخابات لسنة 2014م بمرحلة العرض الأخير اليوم.