تقرير: عمران الجميعابي شهدت مناطق عدة بولاية الجزيرة خلال الأيام الماضية تكرارا لموجات الأمطار التي هطلت على أجزاء من غرب وجنوب الجزيرة والمناقل لكن تظل محليتا المناقل والقرشي الأكثر تضررا، في وقت صنفت ولاية الجزيرة بأنها ثاني ولاية من حيث التضرر من السيول والفيضانات بعد ولاية الخرطوم إضافة إلى أن هطول الأمطار هو أعلى من المعدل الطبيعي في مثل هذا التوقيت لفصل الخريف كل عام. وقد عزلت الأمطار وموجات السيول قرى عن العالم الخارجي وتسببت في انقطاع الحركة التجارية والمرورية، وانقطاعها عن المراكز الصحية في الأيام الماضية، حيث تسبّبت في إحداث أضرار بالغة في الأرواح والمنازل والمدارس والمراحيض والأسوار، بعدما أغرقت الأمطار شوارع وطرقات القرى وتسبّبت في انهيار منازل في محلية المناقل والقرشي والحصاحيصا وفي هذه المناطق أصبحت الحركة ضعيفة جدا نتيجة غرق العديد من شوارعها بمياه الأمطار، ما أدى لانعدام الحركة التجارية خصوصا في عاصة الولاية ودمدني التي أصبحت شوارعها شبه خالية. واستمرت الأمطار، التي وصفت بأنها الأغزر منذ عقود، 5 أيام متتالية بحسب تقرير اللجنة العليا لطوارئ الخريف بجانب تفاقم الوضع الصحي والإنساني بهذه المناطق. وناشد المواطنون الجهات والمنظمات الطوعية التدخل الفوري متوقعين حدوث كارثة إنسانية ما لم يتم تلافي الموقف بتقديم الاحتياجات الغذائية خصوصا مياه الشرب والدواء بجانب (المشمعات) والخيام حيث ترك عدد من المواطنين قراهم بسبب انهيار منازلهم ووجودهم في العراء وهناك معاناة أخرى مع انتشار البعوض وقد طالبوا بمكافحته فورا. وكشفت غرفة طوارئ الخريف بولاية الجزيرة عن تضرر عدد كبير من قرى الولاية نتيجة السيول والأمطار. وقال وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة رئيس غرفة طوارئ الخريف بالولاية الصادق محمد علي عقب اجتماع المجلس الأعلى للدفاع المدني أمس إن ولاية الجزيرة صنفت ثاني ولاية من حيث التأثر بالأمطار والسيول والفيضانات بعد ولاية الخرطوم وأبان أن إحصائية الغرفة كشفت عن انهيار عدد (153) منزلا انهيارا كليا إضافة ل(300) منزل انهارت انهيارا جزئيا بجانب خسائر في الأرواح باحتساب 6 شهداء 3 منهم بالصاعقة الكهربائية و2 بالعاصفة الترابية والأخير بانهيار منزله. وقال الصادق إن أكثر محليات الولاية تضررا 3 محليات محلية القرشي إضافة للحصاحيصا بجانب محلية المناقل وإن أكثر القرى تضررا مجمع قرى ودمحمود بمحلية المناقل. الوزير أشار إلى أن استعداداتهم للخريف كانت مبكرة بالتنسيق مع إدارة مشروع الجزيرة والسدود بتجفيف قنوات الري (الترع) والتحكم في مياه مشروع الجزيرة وتفريغ الترع؛ كل ذلك حسب الوزير مكن من تصريف هذه الكميات الكبيرة من المياه عبر المصارف والترع لإتاحة الفرصة لتصريف مياه الأمطار، بجانب توفير 50 آلية تعمل في في المناطق المتأثرة بجميع أنحاء الولاية مكنت من فتح المصارف والقنوات المختلفة إضافة إلى توفير 14 عربة لاندكروزر بطلمبات غاطسة في ثلاث مناطق تجمعات (ارتكاز) بمدن 24 القرشي والمناقل وودمدني مما أدى إلى تصريف المياه بالسرعة المطلوبة، وقال إن الولاية قدمت المعينات المطلوبة للمتضررين وهي عبارة عن خيام ومشمعات إضافة لمجهودات المنظمات الطوعية خاصة الهلال الأحمر السوداني مضيفا أن الولاية لا زالت تتحسب للفترة القادمة لازدياد فيضانات المياه وهطول الأمطار الغزيرة بحسب توقعات الإرصاد الجوي مما يؤثر على بعض القرى موضحا أن نواقص وحاجة الولاية تتمثل في العديد من المعينات للمتضررين تتمثل في خيم ومشمعات، وقال إن الحكومة الاتحادية وعدت بتقديم الدعم للولاية. خسائر في الأرواح وأعلنت حكومة الولاية عن وفاة 6 أشخاص بالولاية نتيجة لأمطار وأعاصير عاتية وصقعة كهربائية إضافة إلى تأثر أكثر من (500) عمود كهرباء ما أدى لقطوعات الإمداد الكهربائي بمعظم قرى الولاية. وقال مصدر في قيادي بالوطني بالجزيرة إن "ما حصل يمثل كارثة إنسانية ومأساة للأسر"، داعيا الجهات المختصة إلى دعم الأسر الفقيرة والمناطق المتأثرة بتوفير الإيواء اللازم محملا وزارة التخطيط العمراني المسؤولية، وقال: "هي تتحمل جزءاً من المسؤولية نتيجة إخفاقها في تنفيذ مشاريع رصينة تسهم في تصريف مياه الأمطار رغم رصد مبالغ طائلة لها". مواطنون: أنقذونا من الغرق! ناشد مواطنون في محليات القرشي والمناقلوجنوب الجزيرة الحكومة الاتحادية وحكومة الولاية ومنظمات المجتمع المدني بإنقاذهم من طفح المجاري والفيضانات جراء الأمطار. وقال المواطن محمد محمود من قرية الصراف بمحلية جنوب الجزيرة إن المنطقة محاصرة بالمياه نتيجة الأمطار وكسور مصارف مشروع الجزيرة. وشن محمود هجوما عنيفا على إدارة مشروع الجزيرة لغياب أعمال الري بالترع وأيضا على حكومة الولاية لغياب الأعمال الهندسية بعمل مصارف بمواصفات لتصريف المياه مناشدا الجهات ذات الصلة إنقاذهم من الغرق وقال إنه (لو استمرّت الأمطار ليومين سنغرق ونهلك).