*مضى ربع قرن على سقوط حائط برلين الذي كان يفصل المانيا والشعب الألماني في دولتين شرقية وغربية، ويعد هذا الحدث محطة تأريخية مهمة ليس فقط في تأريخ ألمانيا وإنما في تأريخ العالم أجمع. *لن نرجع بكم إلى المشهد التأريخي، لكننا نتوقف عند دلالاته التي أكدت قوة الإرادة الشعبية في مواجهة جميع صنوف التمييز، حتى بين الشعب الواحد وداخل الأسرة الواحدة، فتوحد الشعب الألماني من جديد، بل وأسهم بفعالية في تعزيز الاتحاد الإوروبي. *أتيحت لي فرصة زيارة برلين وكان لابد لي من زيارة "أطلال" حائط برلين الذي تحول في جانب منه إلى نصب تذكاري تزينه بعض الأعمال التشكيلية التي تعبر عن تلك اللحظة التأريخية في حياة الشعب الألماني، وبالطبع تحسرت على ما حدث في السودان تحت مظلة تقرير مصير جنوبنا الحبيب، في عالم تتجه فيه الشعوب للتوحد إقليمياً في طريقها نحو الإنسان العالمي الذي بدأ يتشكل عملياً في بعض الدول التي لا تفرق بين أحد من مواطنيها. *لذلك احتفل الشعب الألماني بقيادة المستشارة انجيلا مريكل في اليومين الماضيين بهذه المناسبة التأريخية الفاصلة في تاريخ الإنسانية بمشاركة عدد من كبار الفنانيين الألمان، وأطلقت بهذه المناسبة آلاف البالونات في سماء برلين تعبيراً عن انتصار إرادة الشعب الألماني وتحقيق توقه للحرية والوحدة والسلام. *عزفت أوركسترا برلين مقطوعة" الطريق للسعادة" من السيموفونية التاسعة لبيتهوفن التي أصبحت النشيد الرسمي للوحدة والسلام في أوروبا، كما تم افتتاح معرض عند النصب التذكاري لحائط برلين. *" إن التعطش للحرية الذي يتعذر كبحه هو الذي أسقط حائط برلين منذ25 عاماً" كما قالت المستشارة انجيلا ميركل في هذه المناسبة، وأن التوق للحرية لا يمكن أن يظل مكبوتاً للأبد. *إن مشاركتنا للشعب الألماني الاحتفال بهذه المناسبة تنبع من إيماننا بوحدة الإنسانية كما تعلمناها من ديننا الحنيف الذي أكدها المولى عز وجل في قوله في القرآن الكريم : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)" سورة الحجرات. وعزز هذه المعاني الجامعة حديث خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وسلم بقوله : "لا فرق بين عربي على عجمي إلا بالتقوى". *كما يجسد سفوط حائط برلين أشواقنا نحو السلام والوحدة والاستقرار والتوافق السوداني على مستقبل أفضل لنا جميعا. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته