*رغم عوامل الإحباط الداخلية الناجمة من استمرار الضائقة المعيشية والاختناقات الاقتصادية وتداعيات الخلافات والكيد السياسي، فإننا نبارك كل خطوة نجد فيها بصيص أمل لتحقيق السلام وإيقاف نزف الدم السوداني وفتح الطريق نحو التوافق السياسي. *نقول هذا بمناسبة استئناف المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية الشمالية في أديس أبابا، التي يحرص على إنجاحها حكيم أفريقيا الرئيس ثامبو أمبيكي الذي يستحق إشادة من الشعب السوداني كافة، لصبره على مشكلات النخب السودانية وخلافاتهم وكيد بعضهم لبعض، وهو يقود الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى لدفعهم للوصول إلى اتفاق عجزوا للأسف عن الوصول إليه بالتي هي أحسن. *للأسف إن القراءة الواقعية لمجريات حوار الداخل تشير إلى تعثر مسار الحوار في ظل استمرار المواقف المتخندقة خلف أجندة حزبية. *لا نريد سبق الأحداث ونحن نرقب بأمل مشوب بالقلق والحذر، مجريات المفاوضات المقرر أن تكون قد بدأت بالأمس في أديس بين الحكومة والحركة الشعبية الشمالية، لكننا نقول بأن النوايا الحسنة وحدها لن تجدي لإحداث اختراق حقيقي في هذه المفاوضات التي يهمنا أن تنجح، على الأقل لإيقاف نزف الدم السوداني في جنوب كردفان والنيل الأزرق. *لكن كما قلنا أكثر من مرة من قبل، فإن الحل السياسي الشامل يتطلب أولاً دفع استحقاقات تهيئة الأجواء السياسية للحوار، التي بدأت خطواتها الأولى مع انطلاقة مبادرة الحوار في يناير الماضي، لكنها للأسف تعثرت نتيجة لما جرى على أرض الواقع من اعتقالات وتضييق على الحريات، خاصة الحريات الصحفية، وما زلنا نرى أن الفرصة مواتية لاستكمال هذه الخطوات وتنزيلها عملياً على أرض الواقع وحمايتها من كل صنوف الالتفاف عليها وعرقلتها. *إن استكمال خطوات تهيئة الأجواء السياسية يحتاج إلى عزم الإرادة السياسية لدفع الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل في كل ربوع السودان، والانتقال من مربع الهيمنة الحزبية الأحادية إلى رحاب الديمقراطية والتعددية السياسية الحقة، والسلام والاستقرار والتعايش الإيجابي بين كل مكونات الأمة السودانية، وبسط الحريات والعدالة والتنمية المتوازنة، وإعمار علاقات السودان مع العالم من حولنا، لصالح الإنسان السوداني الذي ظل يعاني وحده من التداعيات السالبة جراء استمرار الخلافات والنزاعات المسلحة والكيد السياسي الجائر. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته