حكاية أول روائية سودانية الأبيض: محاسن أحمد عبد الله يلفت انتباهك وأنت تتجول داخل ردهات مبنى التأهيل التربوي بمدينة الأبيض صورة معلقة على صدر المكان لامرأة ذات ملامح وتقاطيع سودانية أصلية تزيّن خديها شلوخ جعلتها أكثر تميزا، فكان لا بد من معرفة مَن هذه المرأة الشامخة التي تتوهط المكان بكبرياء وعزة، فكان الرد بأن الصورة لواحدة من نساء كردفان المشهورات بالعلم والمعرفة وهي (ملكة الدار محمد عبد الله)، أول كاتبة وأديبة كردفانية، ولدت في العام 1920 وكانت أول من كتبت رواية سودانية بعنوان (الفراغ العريض) وبُثت بعد ذلك كمسلسل إذاعي عبر الإذاعة الأم بأمدرمان، كتبت بعدها عددا من الروايات القصيرة التي دائما ما تتحدث عن حقوق المرأة وضرورة تعليمها لتربية النشء، وأثرت المجال النسوي بعدد من الكتابات طيلة الفترة التي قضتها منقبة بين كتب العلم والمعرفة. وبعد وفاتها أُسست جمعية (ملكة الدار) النسوية والخيرية تخليدا لذكراها وسيرتها العطرة من قبل الطالبات اللائي قامت بتدريسهن في العام 1940 وفاء وعرفانا لها.