*عندما بدأت في كتابة كلام الناس السبت وخصصته لتناول القضايا الاجتماعية والأسرية والعاطفية، انتقدني بعض الزملاء، خاصة عنما أتناول بعض التعقيدات المسكوت عنها في حياتنا الاجتماعية. *الآن لا تكاد تخلو صحيفة أو موقع من مواقع التواصل الاجتماعي من تناول جرئ لقضية من القضايا الاجتماعية، كما ارتادت بعض الكاتبات الصحفيات هذا الميدان المليء بالأشواك والمحاذير، وهذه ظاهرة صحية إذا أحسن تناولها والتعبير عنها. *العلاقة بين الرجل والمرأة في السودان مرت بمراحل لاتخلو من مطبات سالبة، لأسباب خارجة عن إرادة الطرفين، بعضها يتعلق بعادة الختان الفرعوني للبنات، ونحمد الله على شبه الاتفاق العام على محاربتها وترك البنت"سليمة" كما خلقها الله سبحانه وتعالى، وبعضها ناجم من التربية الخاطئة، خاصة للبنات. *أعود لموضوع كلام الناس اليوم الذي استوحيته من أكثر من إفادة حول العلاقة بين الرجل والمرأة، وأبدأ بأكثرها تطرفاً وحدة، أوردها مصعب شريف بهذا الحكم العجيب : الزواج غالباً ما ينتج عن سوء تفاهم في الوجود !!، الإفادة الثانية جاءت عبر استبيان طرحه عريس جديد لنج حول كثرة الرجال الذين يتأففون من البيت والأسرة. * الإفادة الثالثة وردت في الأحكام التي أطلقتها الكاتبة الصحفية رشا عوض على صفحتها في الفيس بوك وهي تخلص إلى أن من أغبى الأمثال الشعبية تلك التي تقول : ضل راجل ولا ضل حيطة، ومضت قائلة: ضل حيطة ولا راجل "خيخة". *والأمثلة كثيرة الدالة على القلق العاطفي المزمن الذي يعشعش حتى داخل بعض البيوت السودانيةً، نتيجة لأسباب التوترات العاطفية التي نرى ضرورة طرحها ومواجهتها بشجاعة وصدق،على الأقل كي تتجنبها الأجيال الصاعدة. *للأسف الأجيال السودانية الصاعدة تواجه تحديات صعبة تهدد مستقبلهم ومستقبل الحياة الأسرية، في مقدمة هذه التحديات العطالة وسط الشباب الذكور وتأخر سن الزواج للشابات، وما قد ينجم من ذلك من مغامرات مؤسفة خارج العلاقة الشرعية، المتضرر الأول منها البنات وما قد ينجم منها من أطفال خارج الرعاية الوالدية، وهذا يؤكد أهمية إلقاء الضوء على المسكوت عنه في حياتنا الاجتماعية، للعمل ما أمكن على تلافيه ومحاصرة تداعياته السالبة. *الجرائم الغريبة التي بدأت تطفح على سطح المجتمع السوداني ليست بعيدة عن هذه التوترات العاطفية وتداعياتها السالبة، التي تستوجب تكثيف الجهود لمساعدة الشباب من الجنسين لمساعدة أنفسهم ليشقوا طريقهم نحو الاستقرار والحياة الأسرية الصحية المعافاة. *الأسرة وحدها لاتستطيع مواجهة هذه التحديات، وبعض الأسر نفسها في حاجة لمن يأخذ بيدها وإعانتها على ما هي عليه، يبقى التحدي الأكبر الذي يواجه المجتمع السوداني هو كيف يستطيع المحافظة على أبنائه الذين بدأوا بكثرة مقلقة في الهروب من جحيم الواقع الاقتصادي والاجتماعي الآني، وفي الهروب الأخطر المتمثل في الهروب الذهني الذي للأسف بدأت وسائله تنتشر بمختلف الأشكال والسبل والعياذ بالله. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته