إدارة الطب الوقائي: قرار إغلاق مطعم فينيسيا جاء بناءً على وقوعه في (16) مخالفة صحية رئيس قسم الأغذية والمشروبات بمطعم فينيسيا: لم نُغلق أبواب المطعم ولا دقيقة.. ووزارة الصحة أخذت فطورها – أمس- مِنَّا..!! المطعم لشركة وليس لابن وزير مدير الإدارة العامة للطب الوقائى بوزارة الصحة: لن أتحدَّث لكم إلا بإذن من الوزارة مُدير إدارة السياحة: لا أسمح بالتدخل في عملي وإن حدث ذلك سأقدم استقالتي فوراً حتى إذا تجاوزنا (السياسة) بمنعرجاتها وتقاطعاتها (المركبة)؛ نجد أن الأحداث في بلادنا تسير بوتيرة سريعة جداً، لدرجة أنك قبل أن تُكمل مُتابعة مَشَاهِد (قضية ساعة)، تفاجئك (المقادير) بأخرى لا تقل (سخونة) عن سابقتها؛ وهكذا تدور الأحداث في السودان. أما إذا سُئلنا عن حدث الساعة الآن فهو بلا شك (مطعم فينيسيا)، الذي أصدرت وزارة الصحة الولائية ممثلة في الإدارة العامة للطب الوقائي قراراً بإغلاقه لوقوعه في (16) مُخالفة كما تقول الوزارة، لكن الغريب بل العجيب في الأمر أنه وقبل أن يسمع الناس –كل الناس- بقرار الإغلاق، مارس المطعم (الشهير) عمله وكأنَّ شيئاً لم يكُن، ليس ذلك فحسب؛ بل أننا عندما دلفنا إلى صالة المطعم وتحدَّثنا مع المسؤولين به قالوا لنا: (صدِّقوا أو لا تصدِّقوا.. فوزارة الصحة التي أصدرت القرار –هي ذات نفسها- شالت فطورها اليوم –أمس الأحد- من عِندنا "أي من مطعم فينيسيا"!!!).. صدر تحت توقيعي من غرائب الصُّدَف أنه وفي يوم 11/11/2014م وبينما لا تزال المجالس مشغولة ب(فزَّورة) ال(100) متر التي (انتهجتها) وزارة الصحة بولاية الخرطوم؛ إذ المذكورة نفسها ممثلة في الإدارة العامة للطب الوقائي تُصدر أمراً مستعجلاً بإغلاق مطعم فينيسيا الكائن بشارع النيل بموجب مخالفات صحية بالمطعم رصدتها إدارة صحة البيئه بمحلية الخرطوم. وحسبما قال د. أمجد عبيد مدير الإدارة العامة للطب الوقائي بالوزارة في تعميم صحفي إن إدارة صحة البيئة بمحلية الخرطوم قد رصدت (16) مخالفة صحية بالمطعم بجانب استخدام مواد منتهية الصلاحية بمواقع تصنيع وتحضير الطعام، بموجب ذلك تم سحب الرخصة الصحية للمطعم وتمت مصادرة جميع الأدوات غير الصالحة فى موقع تحضير الطعام إضافة للمواد منتهية الصلاحية. (السوداني) في (فينيسيا) (السوداني) خفَّت إلى هناك حيث مطعم فينيسيا الذي كنا في مدخله في تمام الساعة الثانية من ظهر أمس (الأحد) المُشاهدات التي رصدناها بالعين المُجرَّدة، هي خلو الطابق الأرضي للمطعم من الزبائن، اللهم إلا من اثنين وجدناهما يحتسيان القهوة، مع وجود تام للعاملين الذين بدأوا في أُهبة الاستعداد لاستقبال زبائنهم من المواطنين والأجانب، أما عن المطعم نفسه فهو فخيم بمعنى الكلمة ولذا استحق تماماً لقباً (سياحياً)، من الملاحظات اللافتة للانتباه أيضاً أن أغلب طاقم المطعم من الإناث. سألنا مديرة التسويق بالمطعم مها حسن عن تفاصيل ماحدث، فردَّت علينا بثقة: (دي فرقعة إعلامية ساى بدليل أن هنالك مؤسسات حكومية حجزت عندنا أمس لوجبات.. مُش كدا وبس وزارة الصحة ذاتها جاءت لشراء إفطارها صباح أمس من هذا المطعم). ومضت مديرة التسويق بقولها اعتدنا على الكشف الدوري الذي تقوم به وزارة الصحة، لكن في هذه المرة قامت الوزارة بملاحظات داخل المطعم متمثلة في النفايات والتسريب من بعض مواسير المياه، وأيضاً هنالك دواليب لحفظ المناديل في الطابق العلوي بها خلل بالأبواب، وكذلك البلاط به تكسير وأن وزارة الصحة وجدت نوعاً من المأكولات هي ال(لاذنية) وهي مادة مثل المكرونة للأشخاص النباتين بها تاريخ الانتاج فقط، والسبب الذي قررت به وزارة الصحة الإغلاق عدم وجود تاريخ انتهاء الصلاحية. حكاية ال(16) مخالفة وبالعودة إلى حيثيات قرار وزارة الصحة الصادر من إدارة الطب الوقائي بالإغلاق الفوري لمطعم فينيسيا نجد أنه رصد (16) مخالفة تمثلت في سوء المدخل وتراكم الزيوت في الأرضية، كما أن غرفة الوجبات السريعة فيها ذباب طائر وفتحات مياه الغسيل من غير غطاء ووجود فتحات في السقف تعطل مصائد الحشرات والتهوية الصناعية غير كافية وصالة مولد الكهرباء توجد فيها كمية من الأشياء المتراكمة وغير مستخدمة ما يشكل بيئة صالحة لتوالد الحشرات، إضافة إلى أن أرفف ثلاجة الخضر من الحديد غير مطلية ولا توجد روافع للخضر ولا يوجد تصنيف للمواد الغذائية والأواني غير نظيفة ووجود شنط العمال وملابسهم واستخدام براميل بلاستيك لحفظ المواد الغذائية على الأرضيات ووضع المنظفات مع المواد الغذائية كما أن الحلواني يخزن المواد بطريقة غير جيدة وتعطل مصيدة الحشرات والحمامات غير نظيفة ووجود ذباب وتسرب في توصيلات مياه الشرب. فينيسيا.. لم نُغلق المطعم ورغم هذه المخالفات ال(16) التي حددتها إدارة الطب الوقائي، إلا أن رئيس قسم الأغذية والمشروبات بمطعم فينيسيا منى عبداللطيف قالت ل(السوداني) إنهم ملتزمون بكل القوانين والدليل علي ذلك أن وزارة الصحة نفسها حضرت صباح أمس الأحد لأخذ إفطارها من المطعم، وزادت بالقول: منذ افتتاح المطعم إلى اليوم لم يتم البلاغ عن حالة تسمم وأنهم لم ينصاعوا للقرار ولم يتم إغلاق المطعم ولا (دقيقة) كما أن جميع المخالفات التي نبهت بها وزارة الصحة تمت إزالتها بنسبة 98% خلال اليوم ذاته ولكن النفايات هي من مهام المحلية وهي غير ملتزمة بأخذها كل يوم، وقالت منى إن عملهم لم يتعطل ولا لحظة بالقرار وأن جميع زبائنهم مازالوا متعاملين معهم، وأن بعضهم اتصلوا على المطعم مستنكرين القرار مجددين ثقتهم بالمطعم وقالت إن هذا المطعم يتبع إلى شركة الأمن الغذائي، مفندة روايات على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه لابن وزير (كبير). جهات نافذة!!! وتأكيداً لحديث رئيس قسم الأغذية والمشروبات بمطعم فينيسيا منى عبداللطيف، إن عملهم لم يتعطل ولا لحظة بسبب القرار، كشف الأمين للجمعية د.ياسر ميرغني عن مزاولة المطعم لنشاطه عقب إغلاقه بنصف ساعة فقط، بفعل تدخل جهة وصفها د.ياسر ب(النافذة) بالدولة، غير أنه لم يسمِّها. وقال الأمين العام للجمعية السودانية لحماية المستهلك إن السلطات المختصة اكتشفت وجود (16) مخالفة بالمطعم، وبالتالي لم يكن أمام الجهات المختصة بُدٌّ سوى إصدار قرار بإغلاقه غير أن تدخل جهة النافذة بالحكومة حال دون ذلك. المطاعم نوعان ولأنَّ مطعم فيتيسيا يندرج حتى مصاف المطاعم السياحية كان من الضرورة بمكان استنطاق مدير إدارة السياحة عثمان الإمام والذي قال ل(السوداني): إنَّ المطاعم السياحية نوعان الأول رأس ماله أجبني ونشرف عليه نحن وزارة السياحة الاتحادية، أما الثاني فهو ما كان رأس ماله وطنياً وتشرف عليه الولاية. مضيفاً بأن حملات التفتيش إحياناً تكون معلنة كما أنها تكون غير معلنة والهدف من هذه الحملات ليس التشفي وإنما تصحيح الأوضاع. وأوضح الإمام أنهم عندما يقومون بحملات يستصحبون معهم جميع الجهات ذات الصلة (الدفاع المدني لمعرفة مدى تطبيق أنظمة السلامة داخل المطعم أو المُنشأة من طفايات ومدى جاهزيتها ويتابع من ضمن الذين يكونون معنا في التفتيش أفراد من وزارة صحة ولاية الخرطوم ومهمتهم تنحصر في الأواني هل هي نظيفة ومعقمة أم لا؟ وكذلك المواصفات والمقاييس لمعرفة مطابقة المنشأة من حيث تصميم المطعم ومكان الطهي والصالة والعاملين به وكذلك الصالة التي يجلس عليها رواد المطعم. لا نرحم أحداً مهما كان وبسؤالنا له عن العقوبات المفروضة على المُخالفين قال مدير إدارة السياحة بوزارة السياحة الاتحادية عثمان إمام ل(السوداني) إن المخالفات تتدرج من لفت النظر كأن تكون البيئة المحيطة بالمنشأة غير صالحة (وجود نفايات وأوساخ) أو أواني منقسمة بين الجديدة والقديمة ونطلب منه – أي المُخالف- إزالة الأوساخ واستبدال الأواني القديمة ونقوم بمنحه مهلة حتى يصلح الحال، وإن لم يفعل نقوم بإغلاق المطعم. ويضيف أمَّا المخالفات التى تستوجب الإغلاق المباشر فمنها مثلا انفجار في الصرف الصحي للمطعم. هذا بالنسبة للمطاعم أما الفنادق فلا يتخذ فيها قرار الإغلاق المباشر لأن الوضع هنا مختلف فليس من المنطقي إغلاق فندق به نزلاء مما يعرضهم (للبهدلة). وأشار عثمان الإمام إلى أن المواطن السوداني بطبعه مجامل فإذا وجد مخالفة بالمطعم الذي يرتاده لا يبلغ السلطات المعنية المتمثلة في وزارة السياحة أو الصحة الولائية أو المحلية وإنما يذهب لمطعم آخر ويقول (وأنا مالي). وبسؤالنا له هل هنالك جهات عليا تقوم بتعطيل تنفيذ العقوبات على المخالفين؟ قال: (أنا لا أسمح بالتدخل في عملي وإن حدث ذلك سأقدم استقالتي فوراً)، ويضيف قائلاً هنالك منشآت تتبع لجهات عسكرية وأخرى شرطية ونحن لم نجاملهم على الإطلاق. وعن المخالفات التى وجدت في مطعم فينيسيا، قال: (المطعم لا يتبع لنا إشرافياً وإنما يخص الولاية). من المُحررين رغم أن وزارة الصحة قد أصدرت قرارها بإغلاق مطعم فينيسيا إلا أن المطعم يُمارس نشاطه وكأنَّ شيئاً لم يكن، هذا الأمر جعلنا نسعى حثيثاً للوصول إلى مدير الإدارة العامة للطب الوقائي بوزارة الصحة الولائية د. أمجد عبيد، وهو الرجل الذي صدر القرار تحت توقيعه، كُنا نود استفساره عن الذي حدث لأنَّ المطعم؛ وكما قالت رئيسة قسم الاغذية والمشروبات بمطعم فينيسيا منى عبداللطيف ل(السوداني): "لم يتوقف ولا ساعة، بل أن وزارة الصحة أخذت (حصة فطورها) من المطعم نفسه". لكن د. أمجد قال إنه لن يُصرِّح لنا إلا بموجب خطاب أو إذن من الوزارة. وهذا ما لم يكُن ممكناً بالنسبة لنا أمس!!!!.