عبد الماجد عبد الحميد روشتة علاج من كادوقلي !! كنا ظهر أمس حضوراً لاجتماع نوعي بالقصر الجمهوري .. قبل الدخول في القضية المهمة موضوع الاجتماع الذي ترأسه نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن تجدني سعيداً بما لمسته ووجدته في باحة وردهات القصر الجمهوري .. لمسات اهتمام ومتابعة لأدق التفاصيل ..أسرني التنظيم الدقيق لحديقة قصرنا الجمهوري .. تنسيق الزهور ورعايتها بالسقاية والعناية يجبرك على تقديم زهرة مودة وشكر لكل الذين وقفوا على هذه اللوحة الخضراء والتي زينتها يد تراقب بدقة أمر النظافة هنا .. ردهات القصر تكتسي هيبة ووقاراً يضرب في عمق التاريخ لكنه يلامس الدواخل بلمسة تنظيم وترتيب تستحق التقدير والإشادة .. آمل أن تمتد العين والرؤية التي وقفت خلف المنظر الجميل للقصر ..آمل أن تمتد لمراجعة طريقة مراجعة أسماء الزائرين واستلام بطاقاتهم بطريقة يمكن للجهة المسؤولة هنا وضع فكرة جديدة أكثر سلاسة مما هي عليه .. هذا مدخل يبدو شكلياً ..أما الجوهر فمنه أن الاجتماع والذي شارك فيه طيف من أهل الفكر والثقافة والإعلام والاقتصاد تقدمهم رموز ولاية جنوب كردفان الذين تم اختيارهم بعناية فائقة ليمثلوا ألوان الطيف الإثني ليضعوا مع آخرين من كل ولايات السودان القاعدة الأساسية لمشروع كادقلي عاصمة التراث السوداني للعام 2015 .. الإطار الذي تلاقى الحاضرون داخله كان القرار الجمهوري الذي قضى بتشكيل اللجنة القومية العليا والأمانة العامة لمشروع كادوقلي عاصمة التراث السوداني 2015 .. بسلاسة وبساطة قدم الأستاذ الطيب حسن بدوي فكرة المشروع مستنداً على خلفيات سابقة ولاحقة ومواسم مماثلة في مرات سبقت لاختيار رمزي لمدن سودانية عريقة لتكون عواصم للثقافة والتراث السوداني .. وهي مناسبات يتلاقى فيها كل أبناء السودان لتجديد وتعزيز ذات القيم التي شدد نائب رئيس الجمهورية حسبو عبد الرحمن في حديثه ظهر أمس أمام أعضاء اللجنة القومية على ضرورة الأخذ بها واستدعائها في كل مراحل التحضير والتنفيذ للمشروع ومنها تعزيز مرتكزات الوحدة العرقية لكل أبناء السودان وتعزيز الوجدان السوداني وتذكيره بالمشترك من الثقافات والتراث وتبصير الأجيال الحاضرة بأهمية التعرف علي تراث كل أهل السودان ليكون الوطن حاضرًا في دواخلهم عبر لوحة تلاقح تراثي وثقافي لا تكاد تتوفرلأي شعب آخر غير شعب السودان المتعدد بتراث قبائله وجهاته .. المتحد في وجدانه وتعاطيه مع الموروث القيمي والجمعي لوطن بحجم قارة .. استوقفتني ملاحظة ذكية للأخ الأستاذ يوسف عبد المنان والذي أشاد بحضور وزير المالية الاتحادي ومشاركته بالحديث والالتزام بتوفير الدعم المالي للمشروع ذلك أن وزراء المالية والحديث لصاحب خارج النص لا يحرصون على حضور المناسبات ذات الصلة بالشأن الثقافي والفكري .. وأعجبني جداً حديث وزير المالية الذي قال إن الثقافة هي التي تقود الحياة .. وما لم يقله وزير المالية صراحة إن الإنقاذ خسرت كثيرًا عندما نسي بعض من قادتها أن مشروعهم الحضاري هو بالأساس مشروع ثقافي كان منتظرًا منه إحداث أخطر تحول في تاريخ السودان الحديث إن تم التركيز علي التغيير الناعم عبر رافعة الثقافة ..وما الاعتراف الداوي بتنامي ظاهرة الخطاب الجهوي والقبلي في الواقع الذي نعيشه إلا بعض من تجاهلنا للتغيير عبر بوابة الثقافة التي تقدم لأهل السودان روشتة علاج ناجعة هذه المرة من كادوقلي عاصمة التراث السوداني خلال العام القادم .