استدعت وزارة الخارجية، أمس الأول الإثنين، السفير الأردني لدى الخرطوم، عايد جميل الدرارجة، وقامت بتسليمه "رسالة احتجاج واستنكار بأقوى العبارات"، على مداخلة نائب المندوب الدائم للأردن بالأمم المتحدة، تعقيباً على بيان المدعية العامة للمحكمة الدولية. المدعية كانت قد وجهت اتهامات صريحة إلى مجلس الأمن ب"التساهل" حيال ملف دارفور، و"التقاعس" في توقيف المسؤولين السودانيين المتهمين بارتكاب "انتهاكات جسيمة" في الإقليم، ومثولهم أمام المحكمة الدولية. مداخلة نائب المندوب الأردني في المحفل الأممي محمود الحمود، ذهبت في ذات الاتجاه الذي ذهبت فيه المدعية العامة، الأمر الذي قالت عنه الخرطوم إنه "محل دهشة واستغراب السودان، كونه يأتي من دولة عربية شقيقة، علاوة على تناقضه مع الموقف العربي والإسلامي الرافض تماماً لمواقف المحكمة الجنائية الدولية تجاه السودان". ويعيد استدعاء السفير الأردني من قبل الخارجية للأذهان قصص وأسباب استدعاءات متكررة تقوم بها الوزارة تجاه السفراء المقيمين في الخرطوم لا سيما سفراء الدول الغربية. تقرير: سوسن محجوب ///////////////////////////////////////// ماذا يعني الاستدعاء في العرف الدبلوماسي؟ تمر العلاقات الدبلوماسية بين أيِّ دولتين بمراحل عدة في سياق نشوب أزمة بين الدولتين، تتراوح في حدتها وطبيعة الرسائل التي تحويها. وفي كل مرحلة يكون هنالك إجراء دبلوماسي محدد. ويقول خبراء الدبلوماسية إن الاستدعاء يمثل خطوة أولى يمكن أن تليها خطوات أخرى أكثر تصعيداً ويمكن أن ينتهي الأمر عند حد الاستدعاء نفسه. والخرطوم مع تعدد جبهاتها وتعقيداتها الخارجية، كثيراً ما تضطر إلى اللجوء إلى الاستدعاء، وقد لا يمر شهر حتى تكون هنالك حالة استدعاء على الأقل لسفير من السفراء في موضوع ما. قطعاً البلدان الغربية هي الأكثر حظوة في قصص استدعاء السفراء، وعلى رأسهم طاقم البعثة الأمريكية في الخرطوم، إذ أنه لم ينجُ سفير أمريكي أو قائم بالأعمال من إجراء الاستدعاء. وهنالك نوع من الاستدعاءات لا يكون احتجاجياً، بل استدعاء إحاطة، مثل آخر استدعاء للسفراء أثناء مزاعم الاغتصاب في قرية تابت بولاية شمال دارفور. أما بشأن استدعاء السفير الأردنيبالخرطوم، فقد كان احتجاجيَّاً في المقام الأول، ومعه طلب واضح ومحدد؛ إذ شدَّدت الخارجية السودانية على "ضرورة تقديم اعتذار رسمي وعلني من الأردن، خاصة أن جميع أهل السودان استنكروا بشدة هذا الموقف غير المبرر، والذي لا يتسق مع طبيعة العلاقات الأخوية المتميزة، التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين"، بحسب البيان. ونقل البيان عن السفير الدرارجة تأكيده "حرص بلاده على تطوير علاقات الأخوَّة والتعاون مع السودان"، كما أكد "عدم وجود أي تغيير في السياسة الأردنية تجاه السودان"، موضحاً أن "بيان نائب المندوب الأردني الدائم في نيويورك في تلك الجلسة، كان بياناً مرتجلاً ولم يكن مقرراً أو معتمداً من قبل وزارة الخارجية الأردنية". =========== القائم بالأعمال الأمريكي.. أرقام قياسية في الاستدعاء!! منذ فترة طويلة، لم تسمِّ الولاياتالمتحدةالامريكية سفيراً لها في السودان، وبقي مستوى التمثيل في حد "قائم بالأعمال". وخلال السنوات الماضية، تعددت أسماء أولئك "القائمين"، وفي نفس الوقت كانوا هم الأكثر عرضة للاستدعاء من قبل الخارجية، وتتعدد استدعاءاتهم بتعدد مواقف بلادهم تجاه قضايا الخرطوم المتشعبة، سواء كان قبل أو بعد انفصال الجنوب؛ ففي 2011م استدعت الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي وقتها روبرت وايتهد وأحاطته علماً بشأن احتجاز المسؤول السياسي في القنصلية الأمريكية في جوبا، بواسطة القوات المسلحة السودانية في منطقة مقينص ومعه القنصل البريطاني، فور وصولهما على متن طائرة تتبع لليوناميد دون أخذ إذن من الحكومة. وفي العام 2012 أيضاً، وجد القائم بأعمال السفارة الأمريكي الجديد في الخرطوم دينس هانكنسن نفسه تحت طائلة الاستدعاء والمطالبة بتحديد موقف واضح لبلاده حول مؤتمر استانبول الاقتصادي لدعم السودان المحدد له نهاية مارس من ذات العام، لا سيما بعد إرجاء انعقاده لثلاث مرات بسبب موقف واشنطن منه. وفي ذات العام كان الدبوماسي الأمريكي جوزيف ستانفورد، ضيفاً أيضاً في مباني الخارجية، ولكن هذه المرة بسبب الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم) لتبلغه الخارجية رفض السودان لموقف واشنطون الداعم لمنتج هذا الفيلم الذي أثار احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي. بدأ العام 2013م بتصعيد للعلاقات بين الخرطوموواشنطن، واُستدعي ستانفورد مرة أخرى، وذلك على خلفية مماطلة الحكومة الأمريكية في إصدار تأشيرة دخول للرئيس عمر البشير للمشاركة في أعمال الدورة الثامنة والستين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإبلاغه احتجاج السودان على ذلك. وفي 2014 واصل الدبلوماسيون الأمريكيون الإنصات إلى الاحتجاجات الدبلوماسية السودانية حينما استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي بالإنابة "كريستوفر روان" على خلفية إصدار سفارة الولاياتالمتحدة في الخرطوم بياناً مشتركاً يشير إلى أن القوات المسلحة السودانية قامت بقصف مستشفى في ولاية جنوب كردفان، وأبلغت الخارجية رفضها للبيان واللغة التي كتب بها، كما شدّدت على أن ما فيه من مزاعم ينافي التقاليد والأعراف الدبلوماسية. وبعد شهور قليلة جاء القائم بالأعمال الأمريكي جيري لانير لمباني الخارجية في استدعاء جديد حيث استمع إلى احتجاج وشجب السودان لمحاولة السفارة الأمريكية مساعدة المواطنة أبرار الهادي على مغادرة البلاد بمنحها تأشيرة على وثيقة سفر (مُزوَّرة)، كما قالت الخرطوم وقتها وأبلغته الوزارة بأن هذا التصرف يمثل انتهاكاً واحتقاراً للقوانين والنظم الهجرية في السودان. استدعاء سفراء ليبيا ما بعد القذافي من الملاحظ أن سفراء ليبيا بالخرطوم يحلون في مراتب متقدمة من حيث عدد الاستدعاءات عطفاً على توتر استمر طويلاً في العلاقة بين الخرطوم وطرابس بعد سقوط نظام القذافي، وعلى الرغم من أن السودان وبشهادة الجميع ساهم في سقوط القذافي إلا أن مرحلة من تبادل الاتهامات بدأت في تاريخ العلاقة بين البلدين، حيث شهد العام 2011 أزمة دبلوماسية بعد أن طردت الخارجية الليبية طاقم قنصلية السودان بالكفرة وإغلاقها، فسارعت وزارة الخارجية السودانية باستدعاء السفير الليبي في الخرطوم لاستجلاء الموقف وبعدها اعتاد الدبلوماسيون الليبيون في الخرطوم على الذهاب إلى وزارة الخارجية حيث كان العام 2014 هو عام الاستدعاءات، حيث احتجت الخرطوم بعد استدعاء القائم بأعمال السفارة في الخرطوم بسبب تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني اتهم فيها السودان بتقديم الدعم لبعض الفصائل الليبية، ثم استدعي مرة أخرى في أكتوبر من العام الحالي على تصريحات أحد منسوبي الجيش الليبي في بعض وسائل الإعلام، متهماً السودان بدعم الجماعات المتطرفة بليبيا. وفي موضوع مختلف استدعت وزارة الخارجية السودانية العام الماضي القائم بأعمال السفارة الليبية بالسودان للبحث في حادثة مقتل 12 سودانيًا من المهاجرين إلى طرابلس بطرق غير رسمية. ===================== السفير الإيراني... استدعاء وطرد وإغلاق أبرز استدعاءات عام 2014م هو الاستدعاء للقائم بالأعمال الإيراني بالإنابة وأبلغته الخارجية حينها بقرار طرد الملحق الثقافي في الخرطوم وإمهاله 72 ساعة لمغادرة البلاد، كما أبلغت الخارجية القائم بالأعمال الإيراني بقرار السلطات السودانية بإغلاق المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم، وأمهلت موظفيه 72 ساعة لمغادرة البلاد. وأعلنت وزارة الخارجية أن إغلاق المركز الثقافي الإيراني جاء نظراً إلى أنه أصبح مهدداً للأمن الفكري والاجتماعي في السودان. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير يوسف الكردفاني، في تصريحات صحافية، إن المركز تجاوز التفويض الممنوح له والاختصاصات التي تحدد الأنشطة التي يخول له القيام بها، الأمر الذي أصبح مُهَدِّدَاً للأمن الفكري والاجتماعي في السودان، وأصبح من الضروري اتخاذ موقف من هذا المركز بصورة رسمية. ============== منذ "واقعة أم درمان" لم يتم استدعاء سفير مصري: السفراء العرب.. الأقل استدعاءً السفراء العرب هم الأقل استدعاء لوزارة الخارجية على الرغم من أنه وفي فترة ما، شاب علاقات الخرطوم بعضٌ من التوتر ببعض البلدان العربية خاصة مصر ودول الخليج مثل السعودية والإمارات، وحتى حينما راجت أنباء هذا العام بأن وزير الخارجية استدعى السفير الإماراتي بالخرطوم جاء النفي سريعاً بأن ما حدث كان لقاءً عادياً، أما بالنسبة للسفير المصري فقد شهدت تسعينيات القرن الماضي استدعاءات متكررة له إلا أن ذلك خف بدرجة كبيرة في الألفية الجديدة بدليل أن آخر استدعاء لسفير مصري حدث في العام 2009 حيث دعي إلى الوزارة لإبلاغه رفض السودان للأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام المصرية بخصوص الأحداث التي حصلت بعد استضافة الخرطوم للمباراة الفاصلة بين المنتخب المصري والجزائري. =============== الأفارقة.. كينيا في المقدمة استدعت وزارة الخارجية عدداً من الدبلوماسيين الكينيين لأكثر من مرة ووصل أمرهم للطرد. ففي العام 2011م أبلغت وزارة الخارجية السفير الكيني بالخرطوم وطالبته بمغادرة السودان خلال (72) ساعة وذلك على خلفية قرار محكمة كينية أصدرته أمس بشأن الرئيس عمر البشير. وفي ذات العام استدعت الخارجية، دوداكا التنجو القائم بالأعمال الكيني في الخرطوم، ونقلت له احتجاج وتحفظات السودان حول إنتاج فيلم (الانتقام) بشأن مزاعم إبادة جماعية في دارفور جرى تصويره ما بين معسكرات النازحين في كينيا وبعض المدن الدنماركية، أيضاً لم ينجُ بعض الدبلوماسيين الأفارقة من عرف الاستدعاء مثل السفير التشادي بالخرطوم وأبلغته احتجاجاً شديد اللهجة على العدوان السافر الذي قام به سلاح الطيران التشادي على الأراضي السودانية في العام 2009. ====== سفير جوبا.. استدعاء على وقع قضية مريم (أبرار) رغم حداثة طاقم بعثة الجنوب في الخرطوم إلا أن سفيرها أيضاً تردد مستدعىً مِن قِبَلِ الخارجية أحدها بشأن منح بلاده المواطنة أبرار الهادي لمغادرة البلاد بمنحها وثيقة سفر (مزورة) كما قالت الخرطوم وقتها وأبلغته بأن هذا التصرف يمثل انتهاكاً واحتقاراً للقوانين والنظم الهجرية. === يان برونك.. استدعاء وطرد الممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة يان برونك كان قد نقل في موقعه على الإنترنت 2009 مواضيع حول معارك في دارفور، وتحدث كذلك عن ما اعتبره هزائم تعرض لها الجيش السوداني ومواضيع أخرى اعتبرتها الخارجية مساساً بالأمن القومي فاستدعته بعنف وأبلغته احتجاجاً، ويبدو أن ذلك لم يكن كافياً حتى جاء القرار بطرده من السودان واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه. كاد الأمر أن يتكرر مع محمد بن شمباس رئيس بعثة اليوناميد الشهر الماضي، على خلفية تحركات للبعثة الدولية وموقفها من مزاعم أثيرت عن تعرض نساء في قرية تابت للاغتصاب. ا + آخرهم السفير الأردني: وزارة الخارجية.. سفراء مطلوب حضورهم فوراً استدعت وزارة الخارجية، أمس الأول الإثنين، السفير الأردني لدى الخرطوم، عايد جميل الدرارجة، وقامت بتسليمه "رسالة احتجاج واستنكار بأقوى العبارات"، على مداخلة نائب المندوب الدائم للأردن بالأمم المتحدة، تعقيباً على بيان المدعية العامة للمحكمة الدولية. المدعية كانت قد وجهت اتهامات صريحة إلى مجلس الأمن ب"التساهل" حيال ملف دارفور، و"التقاعس" في توقيف المسؤولين السودانيين المتهمين بارتكاب "انتهاكات جسيمة" في الإقليم، ومثولهم أمام المحكمة الدولية. مداخلة نائب المندوب الأردني في المحفل الأممي محمود الحمود، ذهبت في ذات الاتجاه الذي ذهبت فيه المدعية العامة، الأمر الذي قالت عنه الخرطوم إنه "محل دهشة واستغراب السودان، كونه يأتي من دولة عربية شقيقة، علاوة على تناقضه مع الموقف العربي والإسلامي الرافض تماماً لمواقف المحكمة الجنائية الدولية تجاه السودان". ويعيد استدعاء السفير الأردني من قبل الخارجية للأذهان قصص وأسباب استدعاءات متكررة تقوم بها الوزارة تجاه السفراء المقيمين في الخرطوم لا سيما سفراء الدول الغربية. تقرير: سوسن محجوب ///////////////////////////////////////// ماذا يعني الاستدعاء في العرف الدبلوماسي؟ تمر العلاقات الدبلوماسية بين أيِّ دولتين بمراحل عدة في سياق نشوب أزمة بين الدولتين، تتراوح في حدتها وطبيعة الرسائل التي تحويها. وفي كل مرحلة يكون هنالك إجراء دبلوماسي محدد. ويقول خبراء الدبلوماسية إن الاستدعاء يمثل خطوة أولى يمكن أن تليها خطوات أخرى أكثر تصعيداً ويمكن أن ينتهي الأمر عند حد الاستدعاء نفسه. والخرطوم مع تعدد جبهاتها وتعقيداتها الخارجية، كثيراً ما تضطر إلى اللجوء إلى الاستدعاء، وقد لا يمر شهر حتى تكون هنالك حالة استدعاء على الأقل لسفير من السفراء في موضوع ما. قطعاً البلدان الغربية هي الأكثر حظوة في قصص استدعاء السفراء، وعلى رأسهم طاقم البعثة الأمريكية في الخرطوم، إذ أنه لم ينجُ سفير أمريكي أو قائم بالأعمال من إجراء الاستدعاء. وهنالك نوع من الاستدعاءات لا يكون احتجاجياً، بل استدعاء إحاطة، مثل آخر استدعاء للسفراء أثناء مزاعم الاغتصاب في قرية تابت بولاية شمال دارفور. أما بشأن استدعاء السفير الأردنيبالخرطوم، فقد كان احتجاجيَّاً في المقام الأول، ومعه طلب واضح ومحدد؛ إذ شدَّدت الخارجية السودانية على "ضرورة تقديم اعتذار رسمي وعلني من الأردن، خاصة أن جميع أهل السودان استنكروا بشدة هذا الموقف غير المبرر، والذي لا يتسق مع طبيعة العلاقات الأخوية المتميزة، التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين"، بحسب البيان. ونقل البيان عن السفير الدرارجة تأكيده "حرص بلاده على تطوير علاقات الأخوَّة والتعاون مع السودان"، كما أكد "عدم وجود أي تغيير في السياسة الأردنية تجاه السودان"، موضحاً أن "بيان نائب المندوب الأردني الدائم في نيويورك في تلك الجلسة، كان بياناً مرتجلاً ولم يكن مقرراً أو معتمداً من قبل وزارة الخارجية الأردنية". =========== القائم بالأعمال الأمريكي.. أرقام قياسية في الاستدعاء!! منذ فترة طويلة، لم تسمِّ الولاياتالمتحدةالامريكية سفيراً لها في السودان، وبقي مستوى التمثيل في حد "قائم بالأعمال". وخلال السنوات الماضية، تعددت أسماء أولئك "القائمين"، وفي نفس الوقت كانوا هم الأكثر عرضة للاستدعاء من قبل الخارجية، وتتعدد استدعاءاتهم بتعدد مواقف بلادهم تجاه قضايا الخرطوم المتشعبة، سواء كان قبل أو بعد انفصال الجنوب؛ ففي 2011م استدعت الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي وقتها روبرت وايتهد وأحاطته علماً بشأن احتجاز المسؤول السياسي في القنصلية الأمريكية في جوبا، بواسطة القوات المسلحة السودانية في منطقة مقينص ومعه القنصل البريطاني، فور وصولهما على متن طائرة تتبع لليوناميد دون أخذ إذن من الحكومة. وفي العام 2012 أيضاً، وجد القائم بأعمال السفارة الأمريكي الجديد في الخرطوم دينس هانكنسن نفسه تحت طائلة الاستدعاء والمطالبة بتحديد موقف واضح لبلاده حول مؤتمر استانبول الاقتصادي لدعم السودان المحدد له نهاية مارس من ذات العام، لا سيما بعد إرجاء انعقاده لثلاث مرات بسبب موقف واشنطن منه. وفي ذات العام كان الدبوماسي الأمريكي جوزيف ستانفورد، ضيفاً أيضاً في مباني الخارجية، ولكن هذه المرة بسبب الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم) لتبلغه الخارجية رفض السودان لموقف واشنطون الداعم لمنتج هذا الفيلم الذي أثار احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي. بدأ العام 2013م بتصعيد للعلاقات بين الخرطوموواشنطن، واُستدعي ستانفورد مرة أخرى، وذلك على خلفية مماطلة الحكومة الأمريكية في إصدار تأشيرة دخول للرئيس عمر البشير للمشاركة في أعمال الدورة الثامنة والستين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإبلاغه احتجاج السودان على ذلك. وفي 2014 واصل الدبلوماسيون الأمريكيون الإنصات إلى الاحتجاجات الدبلوماسية السودانية حينما استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي بالإنابة "كريستوفر روان" على خلفية إصدار سفارة الولاياتالمتحدة في الخرطوم بياناً مشتركاً يشير إلى أن القوات المسلحة السودانية قامت بقصف مستشفى في ولاية جنوب كردفان، وأبلغت الخارجية رفضها للبيان واللغة التي كتب بها، كما شدّدت على أن ما فيه من مزاعم ينافي التقاليد والأعراف الدبلوماسية. وبعد شهور قليلة جاء القائم بالأعمال الأمريكي جيري لانير لمباني الخارجية في استدعاء جديد حيث استمع إلى احتجاج وشجب السودان لمحاولة السفارة الأمريكية مساعدة المواطنة أبرار الهادي على مغادرة البلاد بمنحها تأشيرة على وثيقة سفر (مُزوَّرة)، كما قالت الخرطوم وقتها وأبلغته الوزارة بأن هذا التصرف يمثل انتهاكاً واحتقاراً للقوانين والنظم الهجرية في السودان. استدعاء سفراء ليبيا ما بعد القذافي من الملاحظ أن سفراء ليبيا بالخرطوم يحلون في مراتب متقدمة من حيث عدد الاستدعاءات عطفاً على توتر استمر طويلاً في العلاقة بين الخرطوم وطرابس بعد سقوط نظام القذافي، وعلى الرغم من أن السودان وبشهادة الجميع ساهم في سقوط القذافي إلا أن مرحلة من تبادل الاتهامات بدأت في تاريخ العلاقة بين البلدين، حيث شهد العام 2011 أزمة دبلوماسية بعد أن طردت الخارجية الليبية طاقم قنصلية السودان بالكفرة وإغلاقها، فسارعت وزارة الخارجية السودانية باستدعاء السفير الليبي في الخرطوم لاستجلاء الموقف وبعدها اعتاد الدبلوماسيون الليبيون في الخرطوم على الذهاب إلى وزارة الخارجية حيث كان العام 2014 هو عام الاستدعاءات، حيث احتجت الخرطوم بعد استدعاء القائم بأعمال السفارة في الخرطوم بسبب تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني اتهم فيها السودان بتقديم الدعم لبعض الفصائل الليبية، ثم استدعي مرة أخرى في أكتوبر من العام الحالي على تصريحات أحد منسوبي الجيش الليبي في بعض وسائل الإعلام، متهماً السودان بدعم الجماعات المتطرفة بليبيا. وفي موضوع مختلف استدعت وزارة الخارجية السودانية العام الماضي القائم بأعمال السفارة الليبية بالسودان للبحث في حادثة مقتل 12 سودانيًا من المهاجرين إلى طرابلس بطرق غير رسمية. ===================== السفير الإيراني... استدعاء وطرد وإغلاق أبرز استدعاءات عام 2014م هو الاستدعاء للقائم بالأعمال الإيراني بالإنابة وأبلغته الخارجية حينها بقرار طرد الملحق الثقافي في الخرطوم وإمهاله 72 ساعة لمغادرة البلاد، كما أبلغت الخارجية القائم بالأعمال الإيراني بقرار السلطات السودانية بإغلاق المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم، وأمهلت موظفيه 72 ساعة لمغادرة البلاد. وأعلنت وزارة الخارجية أن إغلاق المركز الثقافي الإيراني جاء نظراً إلى أنه أصبح مهدداً للأمن الفكري والاجتماعي في السودان. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير يوسف الكردفاني، في تصريحات صحافية، إن المركز تجاوز التفويض الممنوح له والاختصاصات التي تحدد الأنشطة التي يخول له القيام بها، الأمر الذي أصبح مُهَدِّدَاً للأمن الفكري والاجتماعي في السودان، وأصبح من الضروري اتخاذ موقف من هذا المركز بصورة رسمية. ============== منذ "واقعة أم درمان" لم يتم استدعاء سفير مصري: السفراء العرب.. الأقل استدعاءً السفراء العرب هم الأقل استدعاء لوزارة الخارجية على الرغم من أنه وفي فترة ما، شاب علاقات الخرطوم بعضٌ من التوتر ببعض البلدان العربية خاصة مصر ودول الخليج مثل السعودية والإمارات، وحتى حينما راجت أنباء هذا العام بأن وزير الخارجية استدعى السفير الإماراتي بالخرطوم جاء النفي سريعاً بأن ما حدث كان لقاءً عادياً، أما بالنسبة للسفير المصري فقد شهدت تسعينيات القرن الماضي استدعاءات متكررة له إلا أن ذلك خف بدرجة كبيرة في الألفية الجديدة بدليل أن آخر استدعاء لسفير مصري حدث في العام 2009 حيث دعي إلى الوزارة لإبلاغه رفض السودان للأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام المصرية بخصوص الأحداث التي حصلت بعد استضافة الخرطوم للمباراة الفاصلة بين المنتخب المصري والجزائري. =============== الأفارقة.. كينيا في المقدمة استدعت وزارة الخارجية عدداً من الدبلوماسيين الكينيين لأكثر من مرة ووصل أمرهم للطرد. ففي العام 2011م أبلغت وزارة الخارجية السفير الكيني بالخرطوم وطالبته بمغادرة السودان خلال (72) ساعة وذلك على خلفية قرار محكمة كينية أصدرته أمس بشأن الرئيس عمر البشير. وفي ذات العام استدعت الخارجية، دوداكا التنجو القائم بالأعمال الكيني في الخرطوم، ونقلت له احتجاج وتحفظات السودان حول إنتاج فيلم (الانتقام) بشأن مزاعم إبادة جماعية في دارفور جرى تصويره ما بين معسكرات النازحين في كينيا وبعض المدن الدنماركية، أيضاً لم ينجُ بعض الدبلوماسيين الأفارقة من عرف الاستدعاء مثل السفير التشادي بالخرطوم وأبلغته احتجاجاً شديد اللهجة على العدوان السافر الذي قام به سلاح الطيران التشادي على الأراضي السودانية في العام 2009. ====== سفير جوبا.. استدعاء على وقع قضية مريم (أبرار) رغم حداثة طاقم بعثة الجنوب في الخرطوم إلا أن سفيرها أيضاً تردد مستدعىً مِن قِبَلِ الخارجية أحدها بشأن منح بلاده المواطنة أبرار الهادي لمغادرة البلاد بمنحها وثيقة سفر (مزورة) كما قالت الخرطوم وقتها وأبلغته بأن هذا التصرف يمثل انتهاكاً واحتقاراً للقوانين والنظم الهجرية. === يان برونك.. استدعاء وطرد الممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة يان برونك كان قد نقل في موقعه على الإنترنت 2009 مواضيع حول معارك في دارفور، وتحدث كذلك عن ما اعتبره هزائم تعرض لها الجيش السوداني ومواضيع أخرى اعتبرتها الخارجية مساساً بالأمن القومي فاستدعته بعنف وأبلغته احتجاجاً، ويبدو أن ذلك لم يكن كافياً حتى جاء القرار بطرده من السودان واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه. كاد الأمر أن يتكرر مع محمد بن شمباس رئيس بعثة اليوناميد الشهر الماضي، على خلفية تحركات للبعثة الدولية وموقفها من مزاعم أثيرت عن تعرض نساء في قرية تابت للاغتصاب. آخرهم السفير الأردني: وزارة الخارجية.. سفراء مطلوب حضورهم فوراً استدعت وزارة الخارجية، أمس الأول الإثنين، السفير الأردني لدى الخرطوم، عايد جميل الدرارجة، وقامت بتسليمه "رسالة احتجاج واستنكار بأقوى العبارات"، على مداخلة نائب المندوب الدائم للأردن بالأمم المتحدة، تعقيباً على بيان المدعية العامة للمحكمة الدولية. المدعية كانت قد وجهت اتهامات صريحة إلى مجلس الأمن ب"التساهل" حيال ملف دارفور، و"التقاعس" في توقيف المسؤولين السودانيين المتهمين بارتكاب "انتهاكات جسيمة" في الإقليم، ومثولهم أمام المحكمة الدولية. مداخلة نائب المندوب الأردني في المحفل الأممي محمود الحمود، ذهبت في ذات الاتجاه الذي ذهبت فيه المدعية العامة، الأمر الذي قالت عنه الخرطوم إنه "محل دهشة واستغراب السودان، كونه يأتي من دولة عربية شقيقة، علاوة على تناقضه مع الموقف العربي والإسلامي الرافض تماماً لمواقف المحكمة الجنائية الدولية تجاه السودان". ويعيد استدعاء السفير الأردني من قبل الخارجية للأذهان قصص وأسباب استدعاءات متكررة تقوم بها الوزارة تجاه السفراء المقيمين في الخرطوم لا سيما سفراء الدول الغربية. تقرير: سوسن محجوب ///////////////////////////////////////// ماذا يعني الاستدعاء في العرف الدبلوماسي؟ تمر العلاقات الدبلوماسية بين أيِّ دولتين بمراحل عدة في سياق نشوب أزمة بين الدولتين، تتراوح في حدتها وطبيعة الرسائل التي تحويها. وفي كل مرحلة يكون هنالك إجراء دبلوماسي محدد. ويقول خبراء الدبلوماسية إن الاستدعاء يمثل خطوة أولى يمكن أن تليها خطوات أخرى أكثر تصعيداً ويمكن أن ينتهي الأمر عند حد الاستدعاء نفسه. والخرطوم مع تعدد جبهاتها وتعقيداتها الخارجية، كثيراً ما تضطر إلى اللجوء إلى الاستدعاء، وقد لا يمر شهر حتى تكون هنالك حالة استدعاء على الأقل لسفير من السفراء في موضوع ما. قطعاً البلدان الغربية هي الأكثر حظوة في قصص استدعاء السفراء، وعلى رأسهم طاقم البعثة الأمريكية في الخرطوم، إذ أنه لم ينجُ سفير أمريكي أو قائم بالأعمال من إجراء الاستدعاء. وهنالك نوع من الاستدعاءات لا يكون احتجاجياً، بل استدعاء إحاطة، مثل آخر استدعاء للسفراء أثناء مزاعم الاغتصاب في قرية تابت بولاية شمال دارفور. أما بشأن استدعاء السفير الأردنيبالخرطوم، فقد كان احتجاجيَّاً في المقام الأول، ومعه طلب واضح ومحدد؛ إذ شدَّدت الخارجية السودانية على "ضرورة تقديم اعتذار رسمي وعلني من الأردن، خاصة أن جميع أهل السودان استنكروا بشدة هذا الموقف غير المبرر، والذي لا يتسق مع طبيعة العلاقات الأخوية المتميزة، التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين"، بحسب البيان. ونقل البيان عن السفير الدرارجة تأكيده "حرص بلاده على تطوير علاقات الأخوَّة والتعاون مع السودان"، كما أكد "عدم وجود أي تغيير في السياسة الأردنية تجاه السودان"، موضحاً أن "بيان نائب المندوب الأردني الدائم في نيويورك في تلك الجلسة، كان بياناً مرتجلاً ولم يكن مقرراً أو معتمداً من قبل وزارة الخارجية الأردنية". =========== القائم بالأعمال الأمريكي.. أرقام قياسية في الاستدعاء!! منذ فترة طويلة، لم تسمِّ الولاياتالمتحدةالامريكية سفيراً لها في السودان، وبقي مستوى التمثيل في حد "قائم بالأعمال". وخلال السنوات الماضية، تعددت أسماء أولئك "القائمين"، وفي نفس الوقت كانوا هم الأكثر عرضة للاستدعاء من قبل الخارجية، وتتعدد استدعاءاتهم بتعدد مواقف بلادهم تجاه قضايا الخرطوم المتشعبة، سواء كان قبل أو بعد انفصال الجنوب؛ ففي 2011م استدعت الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي وقتها روبرت وايتهد وأحاطته علماً بشأن احتجاز المسؤول السياسي في القنصلية الأمريكية في جوبا، بواسطة القوات المسلحة السودانية في منطقة مقينص ومعه القنصل البريطاني، فور وصولهما على متن طائرة تتبع لليوناميد دون أخذ إذن من الحكومة. وفي العام 2012 أيضاً، وجد القائم بأعمال السفارة الأمريكي الجديد في الخرطوم دينس هانكنسن نفسه تحت طائلة الاستدعاء والمطالبة بتحديد موقف واضح لبلاده حول مؤتمر استانبول الاقتصادي لدعم السودان المحدد له نهاية مارس من ذات العام، لا سيما بعد إرجاء انعقاده لثلاث مرات بسبب موقف واشنطن منه. وفي ذات العام كان الدبوماسي الأمريكي جوزيف ستانفورد، ضيفاً أيضاً في مباني الخارجية، ولكن هذه المرة بسبب الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم) لتبلغه الخارجية رفض السودان لموقف واشنطون الداعم لمنتج هذا الفيلم الذي أثار احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي. بدأ العام 2013م بتصعيد للعلاقات بين الخرطوموواشنطن، واُستدعي ستانفورد مرة أخرى، وذلك على خلفية مماطلة الحكومة الأمريكية في إصدار تأشيرة دخول للرئيس عمر البشير للمشاركة في أعمال الدورة الثامنة والستين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإبلاغه احتجاج السودان على ذلك. وفي 2014 واصل الدبلوماسيون الأمريكيون الإنصات إلى الاحتجاجات الدبلوماسية السودانية حينما استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي بالإنابة "كريستوفر روان" على خلفية إصدار سفارة الولاياتالمتحدة في الخرطوم بياناً مشتركاً يشير إلى أن القوات المسلحة السودانية قامت بقصف مستشفى في ولاية جنوب كردفان، وأبلغت الخارجية رفضها للبيان واللغة التي كتب بها، كما شدّدت على أن ما فيه من مزاعم ينافي التقاليد والأعراف الدبلوماسية. وبعد شهور قليلة جاء القائم بالأعمال الأمريكي جيري لانير لمباني الخارجية في استدعاء جديد حيث استمع إلى احتجاج وشجب السودان لمحاولة السفارة الأمريكية مساعدة المواطنة أبرار الهادي على مغادرة البلاد بمنحها تأشيرة على وثيقة سفر (مُزوَّرة)، كما قالت الخرطوم وقتها وأبلغته الوزارة بأن هذا التصرف يمثل انتهاكاً واحتقاراً للقوانين والنظم الهجرية في السودان. استدعاء سفراء ليبيا ما بعد القذافي من الملاحظ أن سفراء ليبيا بالخرطوم يحلون في مراتب متقدمة من حيث عدد الاستدعاءات عطفاً على توتر استمر طويلاً في العلاقة بين الخرطوم وطرابس بعد سقوط نظام القذافي، وعلى الرغم من أن السودان وبشهادة الجميع ساهم في سقوط القذافي إلا أن مرحلة من تبادل الاتهامات بدأت في تاريخ العلاقة بين البلدين، حيث شهد العام 2011 أزمة دبلوماسية بعد أن طردت الخارجية الليبية طاقم قنصلية السودان بالكفرة وإغلاقها، فسارعت وزارة الخارجية السودانية باستدعاء السفير الليبي في الخرطوم لاستجلاء الموقف وبعدها اعتاد الدبلوماسيون الليبيون في الخرطوم على الذهاب إلى وزارة الخارجية حيث كان العام 2014 هو عام الاستدعاءات، حيث احتجت الخرطوم بعد استدعاء القائم بأعمال السفارة في الخرطوم بسبب تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني اتهم فيها السودان بتقديم الدعم لبعض الفصائل الليبية، ثم استدعي مرة أخرى في أكتوبر من العام الحالي على تصريحات أحد منسوبي الجيش الليبي في بعض وسائل الإعلام، متهماً السودان بدعم الجماعات المتطرفة بليبيا. وفي موضوع مختلف استدعت وزارة الخارجية السودانية العام الماضي القائم بأعمال السفارة الليبية بالسودان للبحث في حادثة مقتل 12 سودانيًا من المهاجرين إلى طرابلس بطرق غير رسمية. ===================== السفير الإيراني... استدعاء وطرد وإغلاق أبرز استدعاءات عام 2014م هو الاستدعاء للقائم بالأعمال الإيراني بالإنابة وأبلغته الخارجية حينها بقرار طرد الملحق الثقافي في الخرطوم وإمهاله 72 ساعة لمغادرة البلاد، كما أبلغت الخارجية القائم بالأعمال الإيراني بقرار السلطات السودانية بإغلاق المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم، وأمهلت موظفيه 72 ساعة لمغادرة البلاد. وأعلنت وزارة الخارجية أن إغلاق المركز الثقافي الإيراني جاء نظراً إلى أنه أصبح مهدداً للأمن الفكري والاجتماعي في السودان. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير يوسف الكردفاني، في تصريحات صحافية، إن المركز تجاوز التفويض الممنوح له والاختصاصات التي تحدد الأنشطة التي يخول له القيام بها، الأمر الذي أصبح مُهَدِّدَاً للأمن الفكري والاجتماعي في السودان، وأصبح من الضروري اتخاذ موقف من هذا المركز بصورة رسمية. ============== منذ "واقعة أم درمان" لم يتم استدعاء سفير مصري: السفراء العرب.. الأقل استدعاءً السفراء العرب هم الأقل استدعاء لوزارة الخارجية على الرغم من أنه وفي فترة ما، شاب علاقات الخرطوم بعضٌ من التوتر ببعض البلدان العربية خاصة مصر ودول الخليج مثل السعودية والإمارات، وحتى حينما راجت أنباء هذا العام بأن وزير الخارجية استدعى السفير الإماراتي بالخرطوم جاء النفي سريعاً بأن ما حدث كان لقاءً عادياً، أما بالنسبة للسفير المصري فقد شهدت تسعينيات القرن الماضي استدعاءات متكررة له إلا أن ذلك خف بدرجة كبيرة في الألفية الجديدة بدليل أن آخر استدعاء لسفير مصري حدث في العام 2009 حيث دعي إلى الوزارة لإبلاغه رفض السودان للأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام المصرية بخصوص الأحداث التي حصلت بعد استضافة الخرطوم للمباراة الفاصلة بين المنتخب المصري والجزائري. =============== الأفارقة.. كينيا في المقدمة استدعت وزارة الخارجية عدداً من الدبلوماسيين الكينيين لأكثر من مرة ووصل أمرهم للطرد. ففي العام 2011م أبلغت وزارة الخارجية السفير الكيني بالخرطوم وطالبته بمغادرة السودان خلال (72) ساعة وذلك على خلفية قرار محكمة كينية أصدرته أمس بشأن الرئيس عمر البشير. وفي ذات العام استدعت الخارجية، دوداكا التنجو القائم بالأعمال الكيني في الخرطوم، ونقلت له احتجاج وتحفظات السودان حول إنتاج فيلم (الانتقام) بشأن مزاعم إبادة جماعية في دارفور جرى تصويره ما بين معسكرات النازحين في كينيا وبعض المدن الدنماركية، أيضاً لم ينجُ بعض الدبلوماسيين الأفارقة من عرف الاستدعاء مثل السفير التشادي بالخرطوم وأبلغته احتجاجاً شديد اللهجة على العدوان السافر الذي قام به سلاح الطيران التشادي على الأراضي السودانية في العام 2009. ====== سفير جوبا.. استدعاء على وقع قضية مريم (أبرار) رغم حداثة طاقم بعثة الجنوب في الخرطوم إلا أن سفيرها أيضاً تردد مستدعىً مِن قِبَلِ الخارجية أحدها بشأن منح بلاده المواطنة أبرار الهادي لمغادرة البلاد بمنحها وثيقة سفر (مزورة) كما قالت الخرطوم وقتها وأبلغته بأن هذا التصرف يمثل انتهاكاً واحتقاراً للقوانين والنظم الهجرية. === يان برونك.. استدعاء وطرد الممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة يان برونك كان قد نقل في موقعه على الإنترنت 2009 مواضيع حول معارك في دارفور، وتحدث كذلك عن ما اعتبره هزائم تعرض لها الجيش السوداني ومواضيع أخرى اعتبرتها الخارجية مساساً بالأمن القومي فاستدعته بعنف وأبلغته احتجاجاً، ويبدو أن ذلك لم يكن كافياً حتى جاء القرار بطرده من السودان واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه. كاد الأمر أن يتكرر مع محمد بن شمباس رئيس بعثة اليوناميد الشهر الماضي، على خلفية تحركات للبعثة الدولية وموقفها من مزاعم أثيرت عن تعرض نساء في قرية تابت للاغتصاب. ا