الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    نادي دبيرة جنوب يعزز صفوفه إستعداداً لدوري حلفا    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزارة الخارجية.. سفراء مطلوب حضورهم فوراً
نشر في السوداني يوم 24 - 12 - 2014

استدعت وزارة الخارجية، أمس الأول الإثنين، السفير الأردني لدى الخرطوم، عايد جميل الدرارجة، وقامت بتسليمه "رسالة احتجاج واستنكار بأقوى العبارات"، على مداخلة نائب المندوب الدائم للأردن بالأمم المتحدة، تعقيباً على بيان المدعية العامة للمحكمة الدولية.
المدعية كانت قد وجهت اتهامات صريحة إلى مجلس الأمن ب"التساهل" حيال ملف دارفور، و"التقاعس" في توقيف المسؤولين السودانيين المتهمين بارتكاب "انتهاكات جسيمة" في الإقليم، ومثولهم أمام المحكمة الدولية.
مداخلة نائب المندوب الأردني في المحفل الأممي محمود الحمود، ذهبت في ذات الاتجاه الذي ذهبت فيه المدعية العامة، الأمر الذي قالت عنه الخرطوم إنه "محل دهشة واستغراب السودان، كونه يأتي من دولة عربية شقيقة، علاوة على تناقضه مع الموقف العربي والإسلامي الرافض تماماً لمواقف المحكمة الجنائية الدولية تجاه السودان".
ويعيد استدعاء السفير الأردني من قبل الخارجية للأذهان قصص وأسباب استدعاءات متكررة تقوم بها الوزارة تجاه السفراء المقيمين في الخرطوم لا سيما سفراء الدول الغربية.
تقرير: سوسن محجوب
/////////////////////////////////////////
ماذا يعني الاستدعاء في العرف الدبلوماسي؟
تمر العلاقات الدبلوماسية بين أيِّ دولتين بمراحل عدة في سياق نشوب أزمة بين الدولتين، تتراوح في حدتها وطبيعة الرسائل التي تحويها. وفي كل مرحلة يكون هنالك إجراء دبلوماسي محدد. ويقول خبراء الدبلوماسية إن الاستدعاء يمثل خطوة أولى يمكن أن تليها خطوات أخرى أكثر تصعيداً ويمكن أن ينتهي الأمر عند حد الاستدعاء نفسه.
والخرطوم مع تعدد جبهاتها وتعقيداتها الخارجية، كثيراً ما تضطر إلى اللجوء إلى الاستدعاء، وقد لا يمر شهر حتى تكون هنالك حالة استدعاء على الأقل لسفير من السفراء في موضوع ما. قطعاً البلدان الغربية هي الأكثر حظوة في قصص استدعاء السفراء، وعلى رأسهم طاقم البعثة الأمريكية في الخرطوم، إذ أنه لم ينجُ سفير أمريكي أو قائم بالأعمال من إجراء الاستدعاء. وهنالك نوع من الاستدعاءات لا يكون احتجاجياً، بل استدعاء إحاطة، مثل آخر استدعاء للسفراء أثناء مزاعم الاغتصاب في قرية تابت بولاية شمال دارفور.
أما بشأن استدعاء السفير الأردني بالخرطوم، فقد كان احتجاجيَّاً في المقام الأول، ومعه طلب واضح ومحدد؛ إذ شدَّدت الخارجية السودانية على "ضرورة تقديم اعتذار رسمي وعلني من الأردن، خاصة أن جميع أهل السودان استنكروا بشدة هذا الموقف غير المبرر، والذي لا يتسق مع طبيعة العلاقات الأخوية المتميزة، التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين"، بحسب البيان.
ونقل البيان عن السفير الدرارجة تأكيده "حرص بلاده على تطوير علاقات الأخوَّة والتعاون مع السودان"، كما أكد "عدم وجود أي تغيير في السياسة الأردنية تجاه السودان"، موضحاً أن "بيان نائب المندوب الأردني الدائم في نيويورك في تلك الجلسة، كان بياناً مرتجلاً ولم يكن مقرراً أو معتمداً من قبل وزارة الخارجية الأردنية".
===========
القائم بالأعمال الأمريكي.. أرقام قياسية في الاستدعاء!!
منذ فترة طويلة، لم تسمِّ الولايات المتحدة الامريكية سفيراً لها في السودان، وبقي مستوى التمثيل في حد "قائم بالأعمال". وخلال السنوات الماضية، تعددت أسماء أولئك "القائمين"، وفي نفس الوقت كانوا هم الأكثر عرضة للاستدعاء من قبل الخارجية، وتتعدد استدعاءاتهم بتعدد مواقف بلادهم تجاه قضايا الخرطوم المتشعبة، سواء كان قبل أو بعد انفصال الجنوب؛ ففي 2011م استدعت الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي وقتها روبرت وايتهد وأحاطته علماً بشأن احتجاز المسؤول السياسي في القنصلية الأمريكية في جوبا، بواسطة القوات المسلحة السودانية في منطقة مقينص ومعه القنصل البريطاني، فور وصولهما على متن طائرة تتبع لليوناميد دون أخذ إذن من الحكومة.
وفي العام 2012 أيضاً، وجد القائم بأعمال السفارة الأمريكي الجديد في الخرطوم دينس هانكنسن نفسه تحت طائلة الاستدعاء والمطالبة بتحديد موقف واضح لبلاده حول مؤتمر استانبول الاقتصادي لدعم السودان المحدد له نهاية مارس من ذات العام، لا سيما بعد إرجاء انعقاده لثلاث مرات بسبب موقف واشنطن منه. وفي ذات العام كان الدبوماسي الأمريكي جوزيف ستانفورد، ضيفاً أيضاً في مباني الخارجية، ولكن هذه المرة بسبب الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم) لتبلغه الخارجية رفض السودان لموقف واشنطون الداعم لمنتج هذا الفيلم الذي أثار احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي.
بدأ العام 2013م بتصعيد للعلاقات بين الخرطوم وواشنطن، واُستدعي ستانفورد مرة أخرى، وذلك على خلفية مماطلة الحكومة الأمريكية في إصدار تأشيرة دخول للرئيس عمر البشير للمشاركة في أعمال الدورة الثامنة والستين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإبلاغه احتجاج السودان على ذلك. وفي 2014 واصل الدبلوماسيون الأمريكيون الإنصات إلى الاحتجاجات الدبلوماسية السودانية حينما استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي بالإنابة "كريستوفر روان" على خلفية إصدار سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم بياناً مشتركاً يشير إلى أن القوات المسلحة السودانية قامت بقصف مستشفى في ولاية جنوب كردفان، وأبلغت الخارجية رفضها للبيان واللغة التي كتب بها، كما شدّدت على أن ما فيه من مزاعم ينافي التقاليد والأعراف الدبلوماسية.
وبعد شهور قليلة جاء القائم بالأعمال الأمريكي جيري لانير لمباني الخارجية في استدعاء جديد حيث استمع إلى احتجاج وشجب السودان لمحاولة السفارة الأمريكية مساعدة المواطنة أبرار الهادي على مغادرة البلاد بمنحها تأشيرة على وثيقة سفر (مُزوَّرة)، كما قالت الخرطوم وقتها وأبلغته الوزارة بأن هذا التصرف يمثل انتهاكاً واحتقاراً للقوانين والنظم الهجرية في السودان.
استدعاء سفراء ليبيا ما بعد القذافي
من الملاحظ أن سفراء ليبيا بالخرطوم يحلون في مراتب متقدمة من حيث عدد الاستدعاءات عطفاً على توتر استمر طويلاً في العلاقة بين الخرطوم وطرابس بعد سقوط نظام القذافي، وعلى الرغم من أن السودان وبشهادة الجميع ساهم في سقوط القذافي إلا أن مرحلة من تبادل الاتهامات بدأت في تاريخ العلاقة بين البلدين، حيث شهد العام 2011 أزمة دبلوماسية بعد أن طردت الخارجية الليبية طاقم قنصلية السودان بالكفرة وإغلاقها، فسارعت وزارة الخارجية السودانية باستدعاء السفير الليبي في الخرطوم لاستجلاء الموقف وبعدها اعتاد الدبلوماسيون الليبيون في الخرطوم على الذهاب إلى وزارة الخارجية حيث كان العام 2014 هو عام الاستدعاءات، حيث احتجت الخرطوم بعد استدعاء القائم بأعمال السفارة في الخرطوم بسبب تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني اتهم فيها السودان بتقديم الدعم لبعض الفصائل الليبية، ثم استدعي مرة أخرى في أكتوبر من العام الحالي على تصريحات أحد منسوبي الجيش الليبي في بعض وسائل الإعلام، متهماً السودان بدعم الجماعات المتطرفة بليبيا.
وفي موضوع مختلف استدعت وزارة الخارجية السودانية العام الماضي القائم بأعمال السفارة الليبية بالسودان للبحث في حادثة مقتل 12 سودانيًا من المهاجرين إلى طرابلس بطرق غير رسمية.
=====================
السفير الإيراني... استدعاء وطرد وإغلاق
أبرز استدعاءات عام 2014م هو الاستدعاء للقائم بالأعمال الإيراني بالإنابة وأبلغته الخارجية حينها بقرار طرد الملحق الثقافي في الخرطوم وإمهاله 72 ساعة لمغادرة البلاد، كما أبلغت الخارجية القائم بالأعمال الإيراني بقرار السلطات السودانية بإغلاق المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم، وأمهلت موظفيه 72 ساعة لمغادرة البلاد. وأعلنت وزارة الخارجية أن إغلاق المركز الثقافي الإيراني جاء نظراً إلى أنه أصبح مهدداً للأمن الفكري والاجتماعي في السودان. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير يوسف الكردفاني، في تصريحات صحافية، إن المركز تجاوز التفويض الممنوح له والاختصاصات التي تحدد الأنشطة التي يخول له القيام بها، الأمر الذي أصبح مُهَدِّدَاً للأمن الفكري والاجتماعي في السودان، وأصبح من الضروري اتخاذ موقف من هذا المركز بصورة رسمية.
==============
منذ "واقعة أم درمان" لم يتم استدعاء سفير مصري:
السفراء العرب.. الأقل استدعاءً
السفراء العرب هم الأقل استدعاء لوزارة الخارجية على الرغم من أنه وفي فترة ما، شاب علاقات الخرطوم بعضٌ من التوتر ببعض البلدان العربية خاصة مصر ودول الخليج مثل السعودية والإمارات، وحتى حينما راجت أنباء هذا العام بأن وزير الخارجية استدعى السفير الإماراتي بالخرطوم جاء النفي سريعاً بأن ما حدث كان لقاءً عادياً، أما بالنسبة للسفير المصري فقد شهدت تسعينيات القرن الماضي استدعاءات متكررة له إلا أن ذلك خف بدرجة كبيرة في الألفية الجديدة بدليل أن آخر استدعاء لسفير مصري حدث في العام 2009 حيث دعي إلى الوزارة لإبلاغه رفض السودان للأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام المصرية بخصوص الأحداث التي حصلت بعد استضافة الخرطوم للمباراة الفاصلة بين المنتخب المصري والجزائري.
===============
الأفارقة.. كينيا في المقدمة
استدعت وزارة الخارجية عدداً من الدبلوماسيين الكينيين لأكثر من مرة ووصل أمرهم للطرد. ففي العام 2011م أبلغت وزارة الخارجية السفير الكيني بالخرطوم وطالبته بمغادرة السودان خلال (72) ساعة وذلك على خلفية قرار محكمة كينية أصدرته أمس بشأن الرئيس عمر البشير. وفي ذات العام استدعت الخارجية، دوداكا التنجو القائم بالأعمال الكيني في الخرطوم، ونقلت له احتجاج وتحفظات السودان حول إنتاج فيلم (الانتقام) بشأن مزاعم إبادة جماعية في دارفور جرى تصويره ما بين معسكرات النازحين في كينيا وبعض المدن الدنماركية، أيضاً لم ينجُ بعض الدبلوماسيين الأفارقة من عرف الاستدعاء مثل السفير التشادي بالخرطوم وأبلغته احتجاجاً شديد اللهجة على العدوان السافر الذي قام به سلاح الطيران التشادي على الأراضي السودانية في العام 2009.
======
سفير جوبا.. استدعاء على وقع قضية مريم (أبرار)
رغم حداثة طاقم بعثة الجنوب في الخرطوم إلا أن سفيرها أيضاً تردد مستدعىً مِن قِبَلِ الخارجية أحدها بشأن منح بلاده المواطنة أبرار الهادي لمغادرة البلاد بمنحها وثيقة سفر (مزورة) كما قالت الخرطوم وقتها وأبلغته بأن هذا التصرف يمثل انتهاكاً واحتقاراً للقوانين والنظم الهجرية.
===
يان برونك.. استدعاء وطرد
الممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة يان برونك كان قد نقل في موقعه على الإنترنت 2009 مواضيع حول معارك في دارفور، وتحدث كذلك عن ما اعتبره هزائم تعرض لها الجيش السوداني ومواضيع أخرى اعتبرتها الخارجية مساساً بالأمن القومي فاستدعته بعنف وأبلغته احتجاجاً، ويبدو أن ذلك لم يكن كافياً حتى جاء القرار بطرده من السودان واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه. كاد الأمر أن يتكرر مع محمد بن شمباس رئيس بعثة اليوناميد الشهر الماضي، على خلفية تحركات للبعثة الدولية وموقفها من مزاعم أثيرت عن تعرض نساء في قرية تابت للاغتصاب.
ا
+
آخرهم السفير الأردني:
وزارة الخارجية.. سفراء مطلوب حضورهم فوراً
استدعت وزارة الخارجية، أمس الأول الإثنين، السفير الأردني لدى الخرطوم، عايد جميل الدرارجة، وقامت بتسليمه "رسالة احتجاج واستنكار بأقوى العبارات"، على مداخلة نائب المندوب الدائم للأردن بالأمم المتحدة، تعقيباً على بيان المدعية العامة للمحكمة الدولية.
المدعية كانت قد وجهت اتهامات صريحة إلى مجلس الأمن ب"التساهل" حيال ملف دارفور، و"التقاعس" في توقيف المسؤولين السودانيين المتهمين بارتكاب "انتهاكات جسيمة" في الإقليم، ومثولهم أمام المحكمة الدولية.
مداخلة نائب المندوب الأردني في المحفل الأممي محمود الحمود، ذهبت في ذات الاتجاه الذي ذهبت فيه المدعية العامة، الأمر الذي قالت عنه الخرطوم إنه "محل دهشة واستغراب السودان، كونه يأتي من دولة عربية شقيقة، علاوة على تناقضه مع الموقف العربي والإسلامي الرافض تماماً لمواقف المحكمة الجنائية الدولية تجاه السودان".
ويعيد استدعاء السفير الأردني من قبل الخارجية للأذهان قصص وأسباب استدعاءات متكررة تقوم بها الوزارة تجاه السفراء المقيمين في الخرطوم لا سيما سفراء الدول الغربية.
تقرير: سوسن محجوب
/////////////////////////////////////////
ماذا يعني الاستدعاء في العرف الدبلوماسي؟
تمر العلاقات الدبلوماسية بين أيِّ دولتين بمراحل عدة في سياق نشوب أزمة بين الدولتين، تتراوح في حدتها وطبيعة الرسائل التي تحويها. وفي كل مرحلة يكون هنالك إجراء دبلوماسي محدد. ويقول خبراء الدبلوماسية إن الاستدعاء يمثل خطوة أولى يمكن أن تليها خطوات أخرى أكثر تصعيداً ويمكن أن ينتهي الأمر عند حد الاستدعاء نفسه.
والخرطوم مع تعدد جبهاتها وتعقيداتها الخارجية، كثيراً ما تضطر إلى اللجوء إلى الاستدعاء، وقد لا يمر شهر حتى تكون هنالك حالة استدعاء على الأقل لسفير من السفراء في موضوع ما. قطعاً البلدان الغربية هي الأكثر حظوة في قصص استدعاء السفراء، وعلى رأسهم طاقم البعثة الأمريكية في الخرطوم، إذ أنه لم ينجُ سفير أمريكي أو قائم بالأعمال من إجراء الاستدعاء. وهنالك نوع من الاستدعاءات لا يكون احتجاجياً، بل استدعاء إحاطة، مثل آخر استدعاء للسفراء أثناء مزاعم الاغتصاب في قرية تابت بولاية شمال دارفور.
أما بشأن استدعاء السفير الأردني بالخرطوم، فقد كان احتجاجيَّاً في المقام الأول، ومعه طلب واضح ومحدد؛ إذ شدَّدت الخارجية السودانية على "ضرورة تقديم اعتذار رسمي وعلني من الأردن، خاصة أن جميع أهل السودان استنكروا بشدة هذا الموقف غير المبرر، والذي لا يتسق مع طبيعة العلاقات الأخوية المتميزة، التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين"، بحسب البيان.
ونقل البيان عن السفير الدرارجة تأكيده "حرص بلاده على تطوير علاقات الأخوَّة والتعاون مع السودان"، كما أكد "عدم وجود أي تغيير في السياسة الأردنية تجاه السودان"، موضحاً أن "بيان نائب المندوب الأردني الدائم في نيويورك في تلك الجلسة، كان بياناً مرتجلاً ولم يكن مقرراً أو معتمداً من قبل وزارة الخارجية الأردنية".
===========
القائم بالأعمال الأمريكي.. أرقام قياسية في الاستدعاء!!
منذ فترة طويلة، لم تسمِّ الولايات المتحدة الامريكية سفيراً لها في السودان، وبقي مستوى التمثيل في حد "قائم بالأعمال". وخلال السنوات الماضية، تعددت أسماء أولئك "القائمين"، وفي نفس الوقت كانوا هم الأكثر عرضة للاستدعاء من قبل الخارجية، وتتعدد استدعاءاتهم بتعدد مواقف بلادهم تجاه قضايا الخرطوم المتشعبة، سواء كان قبل أو بعد انفصال الجنوب؛ ففي 2011م استدعت الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي وقتها روبرت وايتهد وأحاطته علماً بشأن احتجاز المسؤول السياسي في القنصلية الأمريكية في جوبا، بواسطة القوات المسلحة السودانية في منطقة مقينص ومعه القنصل البريطاني، فور وصولهما على متن طائرة تتبع لليوناميد دون أخذ إذن من الحكومة.
وفي العام 2012 أيضاً، وجد القائم بأعمال السفارة الأمريكي الجديد في الخرطوم دينس هانكنسن نفسه تحت طائلة الاستدعاء والمطالبة بتحديد موقف واضح لبلاده حول مؤتمر استانبول الاقتصادي لدعم السودان المحدد له نهاية مارس من ذات العام، لا سيما بعد إرجاء انعقاده لثلاث مرات بسبب موقف واشنطن منه. وفي ذات العام كان الدبوماسي الأمريكي جوزيف ستانفورد، ضيفاً أيضاً في مباني الخارجية، ولكن هذه المرة بسبب الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم) لتبلغه الخارجية رفض السودان لموقف واشنطون الداعم لمنتج هذا الفيلم الذي أثار احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي.
بدأ العام 2013م بتصعيد للعلاقات بين الخرطوم وواشنطن، واُستدعي ستانفورد مرة أخرى، وذلك على خلفية مماطلة الحكومة الأمريكية في إصدار تأشيرة دخول للرئيس عمر البشير للمشاركة في أعمال الدورة الثامنة والستين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإبلاغه احتجاج السودان على ذلك. وفي 2014 واصل الدبلوماسيون الأمريكيون الإنصات إلى الاحتجاجات الدبلوماسية السودانية حينما استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي بالإنابة "كريستوفر روان" على خلفية إصدار سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم بياناً مشتركاً يشير إلى أن القوات المسلحة السودانية قامت بقصف مستشفى في ولاية جنوب كردفان، وأبلغت الخارجية رفضها للبيان واللغة التي كتب بها، كما شدّدت على أن ما فيه من مزاعم ينافي التقاليد والأعراف الدبلوماسية.
وبعد شهور قليلة جاء القائم بالأعمال الأمريكي جيري لانير لمباني الخارجية في استدعاء جديد حيث استمع إلى احتجاج وشجب السودان لمحاولة السفارة الأمريكية مساعدة المواطنة أبرار الهادي على مغادرة البلاد بمنحها تأشيرة على وثيقة سفر (مُزوَّرة)، كما قالت الخرطوم وقتها وأبلغته الوزارة بأن هذا التصرف يمثل انتهاكاً واحتقاراً للقوانين والنظم الهجرية في السودان.
استدعاء سفراء ليبيا ما بعد القذافي
من الملاحظ أن سفراء ليبيا بالخرطوم يحلون في مراتب متقدمة من حيث عدد الاستدعاءات عطفاً على توتر استمر طويلاً في العلاقة بين الخرطوم وطرابس بعد سقوط نظام القذافي، وعلى الرغم من أن السودان وبشهادة الجميع ساهم في سقوط القذافي إلا أن مرحلة من تبادل الاتهامات بدأت في تاريخ العلاقة بين البلدين، حيث شهد العام 2011 أزمة دبلوماسية بعد أن طردت الخارجية الليبية طاقم قنصلية السودان بالكفرة وإغلاقها، فسارعت وزارة الخارجية السودانية باستدعاء السفير الليبي في الخرطوم لاستجلاء الموقف وبعدها اعتاد الدبلوماسيون الليبيون في الخرطوم على الذهاب إلى وزارة الخارجية حيث كان العام 2014 هو عام الاستدعاءات، حيث احتجت الخرطوم بعد استدعاء القائم بأعمال السفارة في الخرطوم بسبب تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني اتهم فيها السودان بتقديم الدعم لبعض الفصائل الليبية، ثم استدعي مرة أخرى في أكتوبر من العام الحالي على تصريحات أحد منسوبي الجيش الليبي في بعض وسائل الإعلام، متهماً السودان بدعم الجماعات المتطرفة بليبيا.
وفي موضوع مختلف استدعت وزارة الخارجية السودانية العام الماضي القائم بأعمال السفارة الليبية بالسودان للبحث في حادثة مقتل 12 سودانيًا من المهاجرين إلى طرابلس بطرق غير رسمية.
=====================
السفير الإيراني... استدعاء وطرد وإغلاق
أبرز استدعاءات عام 2014م هو الاستدعاء للقائم بالأعمال الإيراني بالإنابة وأبلغته الخارجية حينها بقرار طرد الملحق الثقافي في الخرطوم وإمهاله 72 ساعة لمغادرة البلاد، كما أبلغت الخارجية القائم بالأعمال الإيراني بقرار السلطات السودانية بإغلاق المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم، وأمهلت موظفيه 72 ساعة لمغادرة البلاد. وأعلنت وزارة الخارجية أن إغلاق المركز الثقافي الإيراني جاء نظراً إلى أنه أصبح مهدداً للأمن الفكري والاجتماعي في السودان. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير يوسف الكردفاني، في تصريحات صحافية، إن المركز تجاوز التفويض الممنوح له والاختصاصات التي تحدد الأنشطة التي يخول له القيام بها، الأمر الذي أصبح مُهَدِّدَاً للأمن الفكري والاجتماعي في السودان، وأصبح من الضروري اتخاذ موقف من هذا المركز بصورة رسمية.
==============
منذ "واقعة أم درمان" لم يتم استدعاء سفير مصري:
السفراء العرب.. الأقل استدعاءً
السفراء العرب هم الأقل استدعاء لوزارة الخارجية على الرغم من أنه وفي فترة ما، شاب علاقات الخرطوم بعضٌ من التوتر ببعض البلدان العربية خاصة مصر ودول الخليج مثل السعودية والإمارات، وحتى حينما راجت أنباء هذا العام بأن وزير الخارجية استدعى السفير الإماراتي بالخرطوم جاء النفي سريعاً بأن ما حدث كان لقاءً عادياً، أما بالنسبة للسفير المصري فقد شهدت تسعينيات القرن الماضي استدعاءات متكررة له إلا أن ذلك خف بدرجة كبيرة في الألفية الجديدة بدليل أن آخر استدعاء لسفير مصري حدث في العام 2009 حيث دعي إلى الوزارة لإبلاغه رفض السودان للأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام المصرية بخصوص الأحداث التي حصلت بعد استضافة الخرطوم للمباراة الفاصلة بين المنتخب المصري والجزائري.
===============
الأفارقة.. كينيا في المقدمة
استدعت وزارة الخارجية عدداً من الدبلوماسيين الكينيين لأكثر من مرة ووصل أمرهم للطرد. ففي العام 2011م أبلغت وزارة الخارجية السفير الكيني بالخرطوم وطالبته بمغادرة السودان خلال (72) ساعة وذلك على خلفية قرار محكمة كينية أصدرته أمس بشأن الرئيس عمر البشير. وفي ذات العام استدعت الخارجية، دوداكا التنجو القائم بالأعمال الكيني في الخرطوم، ونقلت له احتجاج وتحفظات السودان حول إنتاج فيلم (الانتقام) بشأن مزاعم إبادة جماعية في دارفور جرى تصويره ما بين معسكرات النازحين في كينيا وبعض المدن الدنماركية، أيضاً لم ينجُ بعض الدبلوماسيين الأفارقة من عرف الاستدعاء مثل السفير التشادي بالخرطوم وأبلغته احتجاجاً شديد اللهجة على العدوان السافر الذي قام به سلاح الطيران التشادي على الأراضي السودانية في العام 2009.
======
سفير جوبا.. استدعاء على وقع قضية مريم (أبرار)
رغم حداثة طاقم بعثة الجنوب في الخرطوم إلا أن سفيرها أيضاً تردد مستدعىً مِن قِبَلِ الخارجية أحدها بشأن منح بلاده المواطنة أبرار الهادي لمغادرة البلاد بمنحها وثيقة سفر (مزورة) كما قالت الخرطوم وقتها وأبلغته بأن هذا التصرف يمثل انتهاكاً واحتقاراً للقوانين والنظم الهجرية.
===
يان برونك.. استدعاء وطرد
الممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة يان برونك كان قد نقل في موقعه على الإنترنت 2009 مواضيع حول معارك في دارفور، وتحدث كذلك عن ما اعتبره هزائم تعرض لها الجيش السوداني ومواضيع أخرى اعتبرتها الخارجية مساساً بالأمن القومي فاستدعته بعنف وأبلغته احتجاجاً، ويبدو أن ذلك لم يكن كافياً حتى جاء القرار بطرده من السودان واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه. كاد الأمر أن يتكرر مع محمد بن شمباس رئيس بعثة اليوناميد الشهر الماضي، على خلفية تحركات للبعثة الدولية وموقفها من مزاعم أثيرت عن تعرض نساء في قرية تابت للاغتصاب.
آخرهم السفير الأردني:
وزارة الخارجية.. سفراء مطلوب حضورهم فوراً
استدعت وزارة الخارجية، أمس الأول الإثنين، السفير الأردني لدى الخرطوم، عايد جميل الدرارجة، وقامت بتسليمه "رسالة احتجاج واستنكار بأقوى العبارات"، على مداخلة نائب المندوب الدائم للأردن بالأمم المتحدة، تعقيباً على بيان المدعية العامة للمحكمة الدولية.
المدعية كانت قد وجهت اتهامات صريحة إلى مجلس الأمن ب"التساهل" حيال ملف دارفور، و"التقاعس" في توقيف المسؤولين السودانيين المتهمين بارتكاب "انتهاكات جسيمة" في الإقليم، ومثولهم أمام المحكمة الدولية.
مداخلة نائب المندوب الأردني في المحفل الأممي محمود الحمود، ذهبت في ذات الاتجاه الذي ذهبت فيه المدعية العامة، الأمر الذي قالت عنه الخرطوم إنه "محل دهشة واستغراب السودان، كونه يأتي من دولة عربية شقيقة، علاوة على تناقضه مع الموقف العربي والإسلامي الرافض تماماً لمواقف المحكمة الجنائية الدولية تجاه السودان".
ويعيد استدعاء السفير الأردني من قبل الخارجية للأذهان قصص وأسباب استدعاءات متكررة تقوم بها الوزارة تجاه السفراء المقيمين في الخرطوم لا سيما سفراء الدول الغربية.
تقرير: سوسن محجوب
/////////////////////////////////////////
ماذا يعني الاستدعاء في العرف الدبلوماسي؟
تمر العلاقات الدبلوماسية بين أيِّ دولتين بمراحل عدة في سياق نشوب أزمة بين الدولتين، تتراوح في حدتها وطبيعة الرسائل التي تحويها. وفي كل مرحلة يكون هنالك إجراء دبلوماسي محدد. ويقول خبراء الدبلوماسية إن الاستدعاء يمثل خطوة أولى يمكن أن تليها خطوات أخرى أكثر تصعيداً ويمكن أن ينتهي الأمر عند حد الاستدعاء نفسه.
والخرطوم مع تعدد جبهاتها وتعقيداتها الخارجية، كثيراً ما تضطر إلى اللجوء إلى الاستدعاء، وقد لا يمر شهر حتى تكون هنالك حالة استدعاء على الأقل لسفير من السفراء في موضوع ما. قطعاً البلدان الغربية هي الأكثر حظوة في قصص استدعاء السفراء، وعلى رأسهم طاقم البعثة الأمريكية في الخرطوم، إذ أنه لم ينجُ سفير أمريكي أو قائم بالأعمال من إجراء الاستدعاء. وهنالك نوع من الاستدعاءات لا يكون احتجاجياً، بل استدعاء إحاطة، مثل آخر استدعاء للسفراء أثناء مزاعم الاغتصاب في قرية تابت بولاية شمال دارفور.
أما بشأن استدعاء السفير الأردني بالخرطوم، فقد كان احتجاجيَّاً في المقام الأول، ومعه طلب واضح ومحدد؛ إذ شدَّدت الخارجية السودانية على "ضرورة تقديم اعتذار رسمي وعلني من الأردن، خاصة أن جميع أهل السودان استنكروا بشدة هذا الموقف غير المبرر، والذي لا يتسق مع طبيعة العلاقات الأخوية المتميزة، التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين"، بحسب البيان.
ونقل البيان عن السفير الدرارجة تأكيده "حرص بلاده على تطوير علاقات الأخوَّة والتعاون مع السودان"، كما أكد "عدم وجود أي تغيير في السياسة الأردنية تجاه السودان"، موضحاً أن "بيان نائب المندوب الأردني الدائم في نيويورك في تلك الجلسة، كان بياناً مرتجلاً ولم يكن مقرراً أو معتمداً من قبل وزارة الخارجية الأردنية".
===========
القائم بالأعمال الأمريكي.. أرقام قياسية في الاستدعاء!!
منذ فترة طويلة، لم تسمِّ الولايات المتحدة الامريكية سفيراً لها في السودان، وبقي مستوى التمثيل في حد "قائم بالأعمال". وخلال السنوات الماضية، تعددت أسماء أولئك "القائمين"، وفي نفس الوقت كانوا هم الأكثر عرضة للاستدعاء من قبل الخارجية، وتتعدد استدعاءاتهم بتعدد مواقف بلادهم تجاه قضايا الخرطوم المتشعبة، سواء كان قبل أو بعد انفصال الجنوب؛ ففي 2011م استدعت الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي وقتها روبرت وايتهد وأحاطته علماً بشأن احتجاز المسؤول السياسي في القنصلية الأمريكية في جوبا، بواسطة القوات المسلحة السودانية في منطقة مقينص ومعه القنصل البريطاني، فور وصولهما على متن طائرة تتبع لليوناميد دون أخذ إذن من الحكومة.
وفي العام 2012 أيضاً، وجد القائم بأعمال السفارة الأمريكي الجديد في الخرطوم دينس هانكنسن نفسه تحت طائلة الاستدعاء والمطالبة بتحديد موقف واضح لبلاده حول مؤتمر استانبول الاقتصادي لدعم السودان المحدد له نهاية مارس من ذات العام، لا سيما بعد إرجاء انعقاده لثلاث مرات بسبب موقف واشنطن منه. وفي ذات العام كان الدبوماسي الأمريكي جوزيف ستانفورد، ضيفاً أيضاً في مباني الخارجية، ولكن هذه المرة بسبب الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم) لتبلغه الخارجية رفض السودان لموقف واشنطون الداعم لمنتج هذا الفيلم الذي أثار احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي.
بدأ العام 2013م بتصعيد للعلاقات بين الخرطوم وواشنطن، واُستدعي ستانفورد مرة أخرى، وذلك على خلفية مماطلة الحكومة الأمريكية في إصدار تأشيرة دخول للرئيس عمر البشير للمشاركة في أعمال الدورة الثامنة والستين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإبلاغه احتجاج السودان على ذلك. وفي 2014 واصل الدبلوماسيون الأمريكيون الإنصات إلى الاحتجاجات الدبلوماسية السودانية حينما استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي بالإنابة "كريستوفر روان" على خلفية إصدار سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم بياناً مشتركاً يشير إلى أن القوات المسلحة السودانية قامت بقصف مستشفى في ولاية جنوب كردفان، وأبلغت الخارجية رفضها للبيان واللغة التي كتب بها، كما شدّدت على أن ما فيه من مزاعم ينافي التقاليد والأعراف الدبلوماسية.
وبعد شهور قليلة جاء القائم بالأعمال الأمريكي جيري لانير لمباني الخارجية في استدعاء جديد حيث استمع إلى احتجاج وشجب السودان لمحاولة السفارة الأمريكية مساعدة المواطنة أبرار الهادي على مغادرة البلاد بمنحها تأشيرة على وثيقة سفر (مُزوَّرة)، كما قالت الخرطوم وقتها وأبلغته الوزارة بأن هذا التصرف يمثل انتهاكاً واحتقاراً للقوانين والنظم الهجرية في السودان.
استدعاء سفراء ليبيا ما بعد القذافي
من الملاحظ أن سفراء ليبيا بالخرطوم يحلون في مراتب متقدمة من حيث عدد الاستدعاءات عطفاً على توتر استمر طويلاً في العلاقة بين الخرطوم وطرابس بعد سقوط نظام القذافي، وعلى الرغم من أن السودان وبشهادة الجميع ساهم في سقوط القذافي إلا أن مرحلة من تبادل الاتهامات بدأت في تاريخ العلاقة بين البلدين، حيث شهد العام 2011 أزمة دبلوماسية بعد أن طردت الخارجية الليبية طاقم قنصلية السودان بالكفرة وإغلاقها، فسارعت وزارة الخارجية السودانية باستدعاء السفير الليبي في الخرطوم لاستجلاء الموقف وبعدها اعتاد الدبلوماسيون الليبيون في الخرطوم على الذهاب إلى وزارة الخارجية حيث كان العام 2014 هو عام الاستدعاءات، حيث احتجت الخرطوم بعد استدعاء القائم بأعمال السفارة في الخرطوم بسبب تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني اتهم فيها السودان بتقديم الدعم لبعض الفصائل الليبية، ثم استدعي مرة أخرى في أكتوبر من العام الحالي على تصريحات أحد منسوبي الجيش الليبي في بعض وسائل الإعلام، متهماً السودان بدعم الجماعات المتطرفة بليبيا.
وفي موضوع مختلف استدعت وزارة الخارجية السودانية العام الماضي القائم بأعمال السفارة الليبية بالسودان للبحث في حادثة مقتل 12 سودانيًا من المهاجرين إلى طرابلس بطرق غير رسمية.
=====================
السفير الإيراني... استدعاء وطرد وإغلاق
أبرز استدعاءات عام 2014م هو الاستدعاء للقائم بالأعمال الإيراني بالإنابة وأبلغته الخارجية حينها بقرار طرد الملحق الثقافي في الخرطوم وإمهاله 72 ساعة لمغادرة البلاد، كما أبلغت الخارجية القائم بالأعمال الإيراني بقرار السلطات السودانية بإغلاق المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم، وأمهلت موظفيه 72 ساعة لمغادرة البلاد. وأعلنت وزارة الخارجية أن إغلاق المركز الثقافي الإيراني جاء نظراً إلى أنه أصبح مهدداً للأمن الفكري والاجتماعي في السودان. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير يوسف الكردفاني، في تصريحات صحافية، إن المركز تجاوز التفويض الممنوح له والاختصاصات التي تحدد الأنشطة التي يخول له القيام بها، الأمر الذي أصبح مُهَدِّدَاً للأمن الفكري والاجتماعي في السودان، وأصبح من الضروري اتخاذ موقف من هذا المركز بصورة رسمية.
==============
منذ "واقعة أم درمان" لم يتم استدعاء سفير مصري:
السفراء العرب.. الأقل استدعاءً
السفراء العرب هم الأقل استدعاء لوزارة الخارجية على الرغم من أنه وفي فترة ما، شاب علاقات الخرطوم بعضٌ من التوتر ببعض البلدان العربية خاصة مصر ودول الخليج مثل السعودية والإمارات، وحتى حينما راجت أنباء هذا العام بأن وزير الخارجية استدعى السفير الإماراتي بالخرطوم جاء النفي سريعاً بأن ما حدث كان لقاءً عادياً، أما بالنسبة للسفير المصري فقد شهدت تسعينيات القرن الماضي استدعاءات متكررة له إلا أن ذلك خف بدرجة كبيرة في الألفية الجديدة بدليل أن آخر استدعاء لسفير مصري حدث في العام 2009 حيث دعي إلى الوزارة لإبلاغه رفض السودان للأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام المصرية بخصوص الأحداث التي حصلت بعد استضافة الخرطوم للمباراة الفاصلة بين المنتخب المصري والجزائري.
===============
الأفارقة.. كينيا في المقدمة
استدعت وزارة الخارجية عدداً من الدبلوماسيين الكينيين لأكثر من مرة ووصل أمرهم للطرد. ففي العام 2011م أبلغت وزارة الخارجية السفير الكيني بالخرطوم وطالبته بمغادرة السودان خلال (72) ساعة وذلك على خلفية قرار محكمة كينية أصدرته أمس بشأن الرئيس عمر البشير. وفي ذات العام استدعت الخارجية، دوداكا التنجو القائم بالأعمال الكيني في الخرطوم، ونقلت له احتجاج وتحفظات السودان حول إنتاج فيلم (الانتقام) بشأن مزاعم إبادة جماعية في دارفور جرى تصويره ما بين معسكرات النازحين في كينيا وبعض المدن الدنماركية، أيضاً لم ينجُ بعض الدبلوماسيين الأفارقة من عرف الاستدعاء مثل السفير التشادي بالخرطوم وأبلغته احتجاجاً شديد اللهجة على العدوان السافر الذي قام به سلاح الطيران التشادي على الأراضي السودانية في العام 2009.
======
سفير جوبا.. استدعاء على وقع قضية مريم (أبرار)
رغم حداثة طاقم بعثة الجنوب في الخرطوم إلا أن سفيرها أيضاً تردد مستدعىً مِن قِبَلِ الخارجية أحدها بشأن منح بلاده المواطنة أبرار الهادي لمغادرة البلاد بمنحها وثيقة سفر (مزورة) كما قالت الخرطوم وقتها وأبلغته بأن هذا التصرف يمثل انتهاكاً واحتقاراً للقوانين والنظم الهجرية.
===
يان برونك.. استدعاء وطرد
الممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة يان برونك كان قد نقل في موقعه على الإنترنت 2009 مواضيع حول معارك في دارفور، وتحدث كذلك عن ما اعتبره هزائم تعرض لها الجيش السوداني ومواضيع أخرى اعتبرتها الخارجية مساساً بالأمن القومي فاستدعته بعنف وأبلغته احتجاجاً، ويبدو أن ذلك لم يكن كافياً حتى جاء القرار بطرده من السودان واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه. كاد الأمر أن يتكرر مع محمد بن شمباس رئيس بعثة اليوناميد الشهر الماضي، على خلفية تحركات للبعثة الدولية وموقفها من مزاعم أثيرت عن تعرض نساء في قرية تابت للاغتصاب.
ا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.