لأجل الكلمة لينا يعقوب معليش على التأخير يقولون لك "نرجو الحضور لتغطية مؤتمر صحفي في الساعة 12 ظهرًا".. فتأتي الأغلبية في الموعد، ولكنهم يحضرون في الثانية.. ومع ذلك، فنحن مجبورون أن نبقى.. يتصل مجلس الوزراء، وهو من أرفع الجهات السيادية على الصحفيين لتغطية جلسة المجلس في الساعة 12 ويأتي أغلبهم في الموعد، لكن لا أحد بإمكانه أن يدخل الجلسة ليرى ما يفعلون أو يسمع ما يقولون، الجميع ينتظرون الناطق باسم المجلس وهو الأمين العام د. عمر محمد صالح، فيأتي ليتلو ما دار في الجلسة، ماذا أجازوا وفي أي موضوع ثمنوا وأشادوا! الغريب أن المجلس وكان ذلك في عهد كمال عبداللطيف، أنشأ (استديو) صغيراً وجهزه بأحدث الوسائل وأفضل التقنيات، كي يشاهد ويستمع الإعلاميون عن بعد، لما يدور في الجلسة من مناقشات، وجربوا الأمر، ربما مرةً أو مرتين، وأوقفوه لاعتبارات كثيرة لا داعي لذكرها..! يطلب المؤتمر الوطني من المؤسسات الإعلامية والتليفزيونية أن تحضر في موعد محدد، لتغطية اجتماع أو مؤتمر.. لكن للأسف الجميع (يقيل) في المكان من الصباح الباكر حتى الغروب لانتظار تصريح واحد..! الوزيرة إشراقة سيد محمود.. تدعوك لاجتماع تفاكري في الحادية عشرة، فتأتيك في الواحدة، فلا تستطيع أن تفكر معها أو تقدم لها شيئاً.. ليس مرة أو مرتين أو ثلاث.. إشراقة والمؤتمر الوطني والأحزاب السياسية، دائماً هكذا.. المشكلة أصبحت في مؤسسات الدولة.! تذهب لتغطية ندوة سياسية قد تستمر ساعتين، ويتأخر المتحدثون ساعتين أخريين، لكن لا تملك إلا أن تجلس متململاً من الأمر، مجبورًا على ذلك، لأنك لا تملك قرارك، فأنت (هنا) تأتي ممثلاً لمؤسسة وليس لنفسك. في السفارة البريطانية، كنا مدعوين لحضور مؤتمر صحفي لوزير الدولة البريطاني، بعد مرور نصف ساعة من الموعد المحدد دون أن يظهر له أثر، أمهل الإعلاميون إعلام السفارة ربع ساعة فقط، لكي يأتي الوزير إليهم أو أنهم سيغادرون.. مرت ربع ساعة على الإمهال، فانتفض الصحفيون جميعهم وقرروا المغادرة.. ما أن وصلوا إلى الباب حتى ركض خلفهم الدبلوماسيون البريطانيون يعتذرون عن التأخير ويؤكدون أن الوزير سيأتي خلال بضعة ثواني.! كنت أتساءل، لِمَ كان ذلك الفعل في السفارة البريطانية فقط، ولِمَ لا يتكرر مع كافة المؤسسات التي يبدو أنها لا تحترم الصحافة والإعلام، ولن نقول إنها لا تحترم الوقت.. فمن المقبول يا سادتي أن يتأخر أحدهم عشر دقائق أو ثلث ساعة، ولكن أن يتأخر المسؤولون في الحضور لساعتين وثلاث، ولا يعتذرون عن ذلك فهو أمر يثير الاستياء ويرفع هرمونات الغضب، وإنهم في حال اعتذروا، يكون اعتذارهم مشابها لاعتذار إشراقة سيد محمود، لا يتعدى عبارتين تُقال في ثلاث ثواني "معليش على التأخير"..! ليت صلاحيات الصحفيين تتمدد بحيث يتخذون قرارًا بالمغادرة الجماعية، فالإعلام الأشبه بالحكومي من صحف وقنوات وإذاعة، ليس بإمكانه إغضاب المسؤول، لذا ينتظره لساعات تستمر من النهار وحتى المساء.. عدم تقدير الموعد سيقابل بعدم تقدير آخر من الصحفيين فيختلط حينها الحابل بالنابل.!