تؤثر عليه الحرب ويتهدده تدني الأسعار نفط الجنوب .. مخاطر على دولتين ..!! وزير النفط بجنوب السودان ستيفن ديو : الصراع الدائر بالجنوب والانخفاض السريع في النفط عالمياً سبب رئيسي في تراجع إيرادات النفط في الجنوب . د. حسن أحمد طه:الأحداث الأمنية بالجنوب ستؤثر سلباً على السودان بتراجع كميات النفط التي يتم ترحيلها عبر الميناء السوداني، وتراجع عائدات السودان من رسوم العبور. د. عبده مختار: الأوضاع الأمنية بمنطقتي إنتاج النفط الجنوبي يجعل تدخل الدولة السودانية أكثر إلحاحاً، بالتوسط بين الفرقاء بالاستعانة بمظلة الاتحاد الإفريقي والايقاد تقرير: هالة حمزة مصطفى أكد عدد من المحللين الاقتصاديين ل(السوداني) أثر الأحداث الأمنية الراهنة بالجنوب واندلاع الصراع بين الحركة الشعبية والمتمردين بمواقع آبار البترول(ولاية الوحدة وأعالي النيل) على السودان من حيث تراجع كميات النفط التي يتم ترحيلها عبر الميناء السوداني، وتراجع عائدات السودان من رسوم العبور والتي يعتمد عليها في سد الفجوة الإيرادية التي خلفها الانفصال، داعين لاستمرار الترابط الاقتصادي بين الدولتين رغم انفصالهما عن بعض الأمر الذي يؤدي لتأثر كلا الاقتصادين بالأوضاع الأمنية الراهنة بالإقليم. تراجع إيرادي أمين الأمانة الاقتصادية بالمؤتمر الوطني، الوزير الأسبق بوزارة المالية والاقتصاد الوطني د. حسن أحمد طه قال ل(السوداني) إن أي تدهور في اقتصاد وأمن الجنوب يؤثر سلباً على السودان باعتبار استمرارية التوافق الاقتصادي بينهما، ينسحب على النفط والذي قال إنه يؤثر سلباً على السودان من حيث العائد من رسوم العبور حيث يؤدي تراجع الكميات المنتجة من النفط الجنوبي لتراجع الإيرادات، إلى جانب تأثر الإنتاج بالنواحي الأمنية كذلك. ووصف د. طه الاشتباكات الدائرة بين الجيش الشعبي والمتمردين بولايتي أعالي النيل والوحدة بغير الجديدة باعتبار اندلاعها من وقت لآخر، مشيرًا لتأثر إنتاج الجنوب النفطي وفقاً لتقارير وبيانات إنتاج البترول في الجنوب للعام الماضي، حيث انخفض الإنتاج ل(39) مليون برميل في العام 2014، فضلاً عن انخفاض عائدات النفط الجنوبية بأكثر من النصف نظرًا للأسباب المذكورة ولتراجع القيمة السوقية للنفط المنتج من عدارييل وللتراجع العالمي في أسعار النفط، مؤكدًا تسبب عدم الاستقرار الأمني في ارتفاع تكلفة الإنتاج. وقال د.طه: رغم عدم تركيز السودان الكبير على عائدات رسوم عبور النفط الجنوبي باعتبارها ليست مكوناً رئيسياً إلا أنها تعتبر مورداً مهماً من موارد الموازنة لا يمكن تجاوزه ويؤدي تناقصها بسبب تراجع الإنتاج للتأثير على الميزانية العامة، مبيناً أن ذلك ينعكس سلبا على الميزانية العامة من حيث عدم تحقيق النسبة المحددة لرسوم العبور فيها، داعياً الحكومة السودانية لمعاونة دولة الجنوب على زيادة الإنتاج والسماح بمرور مدخلات الإنتاج النفطي الخاصة بالشركات المنتجة عبره لدولة الجنوب . تأثير جماعي: وقال وزير الدولة الأسبق بالنفط المهندس إسحق بشير جماع ل(السوداني) إن لحكومة الجنوب ترتيباتها الخاصة بحماية آبارها النفطية من الصراع والتفلتات الأمنية الراهنة ، غير أن هذه الترتيبات لن تكون كفيلة للحماية حال تمدد الحرب والتي صارت الآن بمواقع إنتاج البترول (الوحدة وأعالي النيل) ، مشيرًا لتراجع إنتاج النفط خاصة من آبار بترودار بالجنوب ل(160) ألف برميل في اليوم ،قاطعًا بتأثر دولتي السودان والجنوب معا بكل ما يجري بالجنوب من أحداث تنعكس سلباً على اقتصادياتهما والتي تعتمد بشكل كبير على النفط . تدخل عاجل: وقال المحلل الأكاديمي د.عبده مختار موسى ل(السوداني) إن الصراع الدائر بين الحركة الشعبية والمتمردين يؤثر بشكل مباشر على السودان أكثر من أي دولة أخرى خاصة في الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية، اقتصادياً بتوقف ضخ النفط ، أمنياً من خلال زيادة تدفقات اللاجئين والاضطراب الأمني في الحدود بين الدولتين مشيرًا لاستفادة الحركات المسلحة من انعدام الاستقرار الأمني بشراء الأسلحة أو دعم أحد الطرفين لتحقيق أجندة معينة ، أما سياسياً فإن الاستقرار السياسي بالجنوب مدعاة للاستقرار في السودان خاصة في حسم القضايا الخلافية بين الدولتين . وأكد أن الأوضاع الأمنية بمنطقتي إنتاج النفط الجنوبي (ولاية الوحدة، أعالي النيل) يجعل تدخل الدولة السودانية أكثر إلحاحاً، داعياً الحكومة السودانية للتوسط بين الفرقاء والتحرك العاجل لاحتواء الصراع بالاستعانة بمظلة الاتحاد الإفريقي والإيقاد. لا أثر محلي: ومن جهته عزا مصدر موثوق بوزارة النفط فضل عدم ذكر اسمه في وقت سابق ل(السوداني) تراجع النفط الجنوبي لتوقف الإنتاج النفطي بحقول ولاية الوحدة بسبب الأحداث الأمنية ، مشيرًا إلى أن الحقول العاملة والمنتجة بالجنوب هي حقول أعالي النيل فقط ، وقال إن الإنتاج يصل في أفضل الحالات إلى (250)ألف برميل في اليوم بينما يصل في أسوأ حالاته ل(160) ألف برميل كما هو الحال الآن. ونفى المصدر تأثر الاستهلاك المحلي بالسودان بهذا التراجع في نفط الجنوب باعتبار أن نفط الجنوب صادر لصالح دولة الجنوب ولا يمت بصلة للاستهلاك المحلي في السودان ، أما فيما يلي عائدات رسوم عبور النفط عبر ميناء السودان فإن ذلك أثره يحدد وفقًا للتقديرات التي تضعها وزارة المالية والاقتصاد الوطني لرسوم العبور في الموازنة والتي يحدد بناءً عليها حجم أثر الانخفاض على هذه الرسوم والميزانية العامة للسودان . صراع وتراجع: وأكد وزير النفط بجنوب السودان ستيفن ديو داو في بيان أصدره مؤخرًا تأثر إيرادات النفط في الجنوب العام الماضي بتراجع الإنتاج بسبب الصراع في البلاد والانخفاض السريع في أسعار النفط والذي يعتبر مصدرًا رئيسياً للدخل في جنوب السودان وبلغت الإيرادات النفطية الإجمالية العام الماضي 3.38 مليار دولار من بيع 36.6 مليون برميل مع تراجع الإنتاج جراء القتال الذي اندلع في ديسمبر كانون الأول عام 2013 في أعقاب صراع على السلطة بين رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار والذي ألحق أضرارًا ببعض حقول النفط في البلاد في حين تأثر الإنتاج في حقول أخرى بسبب نقص قطع الغيار.وانخفض الإنتاج بنحو الثلث ليبلغ 160 ألف برميل يومياً في المتوسط منذ اندلاع القتال مقارنة مع 245 ألف برميل يوميا قبل العنف. وأضاف داو في البيان أنه بعد خصم 884 مليون دولار من المدفوعات المستحقة للسودان وسداد قروض حجمها 781 مليون دولار يتبقى للحكومة 1.71 مليار دولار من إيرادات النفط ، مؤكداً الأثر السالب للانخفاض السريع في أسعار النفط عالمياً على إيرادات البلاد. خروج آبار الوحدة: ومن جهتها لم تنفِ سفارة دولة جنوب السودان بالخرطوم ما ورد من نسب تدهور إنتاج دولتها من النفط، وقالت عبر سفيرها ميان دوت وول في حديث سابق ل(السوداني) إن إنتاج دولة الجنوب من النفط كان قبل الأحداث الأمنية الراهنة (245) ألف برميل في اليوم أما الآن فقد تراجعت الكمية المنتجة ل(160) ألف برميل بسبب توقف إنتاج حقول ولاية الوحدة عن العمل وهذا الإنتاج الحالي معظمه من آبار عدارييل وفلج . وفي السياق أكد رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان د. عمر آدم رحمة ل(السوداني) حدوث تراجع بشكل عام في الإنتاج الكلي للنفط الجنوبي ولكن لا يزال الصادر ينساب بصورة جيدة ، واصفاً الوضع الحالي لتراجع الإنتاج بالجنوب بغير المؤثر، غير أن تفاقمه مستقبلاً من شأنه التأثير سلباً على السودان من حيث تراجع عائدات إيجار الأنابيب السودانية، مشيراً إلى أن ذلك يتوقف على حجم الصراع الذي يدور حالياً بالإقليم والسيطرة على الآبار النفطية ، مبيناً أن كلا الطرفين ليس من مصلحتهما توقف انسياب النفط عبر ميناء الصادر السوداني ، وقال إن رياك مشار أشار في وقت سابق إلى أن عائدات نفط الجنوب لا يجب أن تكون تحت سيطرة حكومة جنوب السودان وأن يتم إيداعها في صندوق لحين حسم الصراع الراهن وتوظيفها لتنمية الجنوب. وأشار د.رحمة لتحوطات حكومة السودان لهكذا إشكاليات من خلال الموازنة العامة فيما يلي عائدات إيجار الأنابيب للجنوب وهذه التحوطات والتحسبات تتمثل في أهمية أن يتعامل الاقتصاد السوداني وكأنما بترول الجنوب غير موجود.