اضبط.. زوجات ب(النهار) فقط! الخرطوم: محاسن أحمد عبد الله يعتبر الزواج رباطا مقدسا يستطيع من خلاله الشخص أن يلتقي من خلاله بنصف دينه في عش الزوجية الحلال, يمنح كل منهما للآخر ما بداخله من حب ومودة صادقة لتكون بمثابة أرضية ثابتة يستطيعان من خلالها توطيد العلاقة التي بينهما ليكونا أسرة عامرة بالبنين والبنات، ودائما ما يكون الإشهار في الزواج هو مربط الفرس بالإعلان عنه واحتفاء الآخرين به على مرأى ومسمع الجميع؛ إلا أنه وفي الفترة الأخيرة تفشت ظاهرة غريبة علي المجتمع السوداني ولفئات بعينها ممن يدخلون عش الزوجية ولكن في الخفاء مع السرية التامة بعدم إطلاع أمر ذلك الزواج على أحد عدا المقربين من أهل الزوجة لتخوف الطرف الثاني من المشاكل التي قد تنجم عنها تلك الزيجة ويُسخط عليه خصوصا إذا كان الزوج متزوجا بأخرى وله من البنين والبنات.. لتبقى هناك أسئلة مشروعة في حاجة لإجابة وهي: ماذا يحدث إذا احتاجت الزوجة الأولى لزوجها في أوقات الشدة مثل المرض الشديد أو حالات الوضوع وغيرها من الظروف الطارئة؟ ماذا يحدث إذا وصل الخبر للزوجة الأولي؟ وكيف يمكن معالجة حرمان الزوجة المصنفة أصلاً ك(زوجة بالنهار) فقط؟ زوجة لساعات: حول الموضوع تحدث الأستاذ الجامعي الشفيع جاد السيد قائلا ل(فلاشات): (أنا من أنصار تعدد الزوجات وبشدة ولكن ما يؤسفني حقيقة إخفاء بعض الأزواج أمر الزيجة الثانية أو الثالثة وهم يتنقلون كما اللصوص للالتقاء بالزوجة التي تم إخفاء أمر زواجها وهو ما يضر بها كثيرا ويجعلها تكون زوجة لساعات معدودة فقط خوفا من يُكشف أمر الزاوج ما يخلق نوعا من البلبلة وإشعال نيران الخلاف)، مضيفا: (ما يحدث فيه ظلم كبير يقع على الزوجة المغلوب على أمرها لذا أنا ضد فكرة إخفاء الزواج تماما). توتر وقلق: في ذات السياق أكد المهندس حسين تيمان أن هناك ظلما واضحا يقع على الزوجة معضدا حديثه بما ساقه الأستاذ الشفيع جاد السيد بأن التخوف في أمر الزواج لا مبرر له ما دام أن ذلك على سنة الله ورسوله وهو ما لا يتنافى مع الشرع, مبينا: (في مثل هذه الزيجات تكون الزوجة هي المظلومة فيها، لأنها لا تتمتع بحقوقها الشرعية كاملة وتكون دائما في حالة من التوتر والخوف والقلق). كشف المستور: فيما سرد الموظف (خ.ع) تجربة حقيقية في ذات الموضوع اكتوى بنارها كثيرا قائلا: ( قبل خمسة أعوام تزوجت زميلتي في المكتب في الخفاء دون علم أهلي لأنني متزوج ابنة خالتي فهي لم تكن اختياري بل فرضتها على ظروف الأسرة ومتلازمات (غطّي قدحك) فرضخت لرغبة والدتي التي هددتني بعدم العفو إن لم أتزوجها وبالفعل تزوجتها ولكن أصبحت الحياة بيننا جحيما لا يطاق ففكرت بالزواج عليها إلا أن أسرتي رفضت ذلك رفضا قاطعا فقررت أن أتزوج دون علمهما, فتزوجت زميلتي وكنت أذهب معها بعد الدوام مباشرة للشقة التي نسكن فيها وأقضي معها عددا من الساعات و في المساء أعود إلى منزلي، وكنت وقتها أعيش حالة من القلق لدرجة أنني أصبحت أضع هاتفي بعيدا عن زوجتي بعد أن بدأت تشك في الأمر وتطور الأمر بعد أن مرضت زوجتي الثانية وكان لا بد من السفر معها إلى الخارج من أجل العلاج ولكن شاءت الأقدار اثناء سفري أن تقع قسيمة الزواج في يد زوجتي فما كان منها إلا أن طلبت الطلاق فيما أصرت أسرتي أن أتخلّى عن زوجتي الثانية ولكن حدث أن حبلت زوجتي ووضعت مولودها ما جعلني أعلن زواجي منها رغم الاعتراضات إلا أنهم رضخوا بعدها جميعهم للواقع حتى وإن كان مرّاً)! الخوف والمخاطرة: الموظفة تيسيرعادل جاء حديثها وهو يحوي عددا من التساؤلات قائلة: (إذا افترضنا أن هناك أسبابا تدعو الرجل لأن يقدم على تلك الخطوة التي من المؤكد أن الزوجة ستكون المتضرر الأول والأخير فيها, يبقى السؤال: كيف تستطيع أن تتمتع تلك الزوجة بحقوقها الزوجية كاملة التي كفلها لها الشرع ما دام أن الزواج على سنة الله ورسوله؟.. كما أنه ومن المعروف أن الأغلبية من الرجال المتزوجين في الخفاء تكون زيارتهم لمنزل الزوجة الأولى في أوقات النهار لأن وقت المساء لا بد من أن يكون الزوج موجودا مع زوجته المعلن عنها رسميا بين الملأ, لذلك أرى أن مجرد التفكير في الموضوع يعتبر نوعا من المخاطرة). مفاجأة صادمة: حول الموضوع كان لا بد ل(فلاشات) من اصطحاب آراء لها تجارب حقيقية، فما كان منا إلا أن تحدثت إلينا السيدة (م,ح) وهي تُخرج الهواء الساخن من داخلها بالحديث عن تجربة حوت الكثير من المآسي والأوجاع وهي تقول: (لقد ندمت أشد الندم بعد أن ارتضيت على نفسي أن أكون زوجة في الخفاء لمدة ثلاثة أعوام وكانت المفاجأة الصادمة بأن هناك زوجة أخرى لزوجي أيضا في الخفاء ولا علم لي بذلك إلا بعد فترة جمعتنا فيها إحدى المناسبات وتعرفت عليها عن طريق الصدفة وتبادلنا أرقام الهواتف فصادف أن اتصلت ذات مرة بهاتفي وكان زوجي ممسكا به فاندهش عندما رأى الرقم والاسم فوقع الهاتف من يده فسألته عن سبب توتره فلم يخبرني وسألت صديقتي عن زوجها فما كان منها إلا أن أخبرتني بالحقيقة كاملة وهي أيضا في حالة من الدهشة فطالبناه بالطلاق وبالفعل حدث ما أردنا)! تجربة أليمة: إلا أن تجربة الموظفة بأحد البنوك سعاد خليفة فيها الكثير من الألم والمعاناة وهي تقول ل(فلاشات): (لقد تزوجته وأنا أعلم أن لديه امرأة أخرى ووافقت على أن يتم الزواج في الخفاء وبالفعل حدث إلا أنني تذوقت من العذاب ألوانا بعد أن حبلت بمولودي الأول وكان زوجي يأتي أوقات النهار فقط وفي ذاك اليوم داهمتني آلام المخاض ليلا وكنت وحدي في المنزل ولم أستطع الاتصال بأهلي فهم يقيمون خارج الخرطوم فاضطررت للاتصال بزوجي فوجدت هاتفه مغلقا حتى ساءت حالتي ولم أقوَ على الحركة فصرخت بصوت عالٍ مما جعل النساء اللائي يسكن بجواري يهرعن لإنقاذي ولكن بعد أن توفي الجنين اختناقا بالحبل السري ونحن في طريقنا للمستشفى, فكانت تجربة أليمة بالنسبة لي ما جعلني أطلب منه إعلان زواجنا على الملأ وحدث ما أردت). أسباب مجتمعة: عدد من أستاذة علم الاجتماع أكدوا أنّ هناك أسبابا تدفع الرجل للزواج بالثانية، حيث تختلف دوافع الرجال في هذه المسألة، وبالتالي لا يمكن تعميم سبب واحد رئيس أو القول إنّ لدى الرجال دافعا يشتركون به جميعاً أو حتى أغلبهم، مبيّنين أنّ بعض الرجال -على سبيل المثال- يمارسون التعدد لأسباب شائعة، وربما مبررة اجتماعياً، كمرض الزوجة الأولى، أو عدم إنجابها أبناء، أو توقفها عن الإنجاب لسبب ما، في حين أنّ الزوج يريد ذرية، وبعضهن قد تكون ذريتها بنات، ومن ثم يقترن بأخرى، معتبراً أنّ هذه الأسباب هي الأكثر شيوعاً والتي يميل البعض إلى تعميمها كدافع للاقتران بزوجة ثانية، مع وجود استثناءات، كوجود رجال لا تنجب زوجاتهم أو مريضات أو أنهن ينجبن فقط بنات، ومع ذلك يفضلون عدم التنغيص على الزوجة (بضرة) وذلك من باب حفظ الود والعشرة، مضيفين أنّ غياب التوافق من الأسباب التي تدفع الرجل للاقتران بزوجة ثانية، سواءً كان ذلك فكرياً، أو اجتماعياً، أو نفسياً، أو حتى جنسياً، ويكون الطلاق مستبعداً إذا أنجبا عدداً من الأبناء، مما يدفع الزوج للجوء إلى الزواج، مبيّنين أنّ الزواج بالثانية قد يعزز مكانة الرجل اجتماعياً في المجتمعات التقليدية وذات الصبغة القبلية، معتبراً أنّها طريقة لعرض الفحولة وتعزيز النزعة الرجولية في مجتمعات ذكورية بامتياز تجنح نحو التقليل من مكانة المرأة، وأضافوا أنّ بعض الرجال قد يمرون بأزمة نفسية يطلق عليها علماء النفس (أزمة منتصف العمر) وهي تبدأ في المرحلة العمرية بين (45-55) سنة، وربما أقل أو أكثر، إذ قد ينظر الرجل إلى شريك حياته الماضية ثم يكتشف أنه لم يحقق إنجازات تذكر -حسب تقديره- ومن ثم يتخذ بعض القرارات المفاجئة وربما غير المحسوبة بدقة، كتغيير وظيفته أو بيع مسكنه وشراء آخر، أو الاندماج بهواية جديدة غير مألوفة، أو السفر بغرض الترفيه، أو التفكير بزوجة ثانية، موضحاً أنّ بعض الرجال في هذه الفئة قد لا تطول مدة زيجاتهم الثانية، حيث تستمر لأشهر محدودة!