الانتخابات نبض الديمقراطية رفض الانتخابات والدعوة لمقاطعتها يعتبر امر غريب من اي قوي ترغب في دعم وتكريس الممارسة السياسية السلمية , فالانتخابات هي الركيزة الاساسية لاستقرار الحكم وبالتالي استقرار الدولة , وهي الوسيلة الوحيدة العادلة لاتاحة فرصة المشاركة في الحكم بصفة خاصة والحياة السياسية بصفة عامة .. كل القوي السياسية في العالم تحرص علي الانتخابات وتتمسك بها ليتم تداول السلطة سلميا ووفق ارادة الجماهير . تشير تجارب الدول الي ان المعارضة التي تتطلع الي الوصول للحكم تحرص علي قيام الانتخابات في مواقيتها , تطالب بها واحيانا تدعو لانتخابات استثنائية ادراكا منها ان هذه هي الوسيلة الانسب للمنافسة ومن ثم الفوز بالسلطة .. هذا الحال ينقلب في بلادنا عند بعض الاحزاب فترفض منهج الانتخابات , ولا ندري هل رفض الانتخابات يعتبر لدي اولئك جزءا من اداء المعارضة ام ماذا ؟ .. علي كل حال , مسيرة السياسة في بلادنا توضح ان هناك احزاب لا تثق (فيما نعتقد) في مقدرتها الجماهيرية فتحاول البعد عن المنافسة الانتخابية .. حدث ذلك بعد ثورة اكتوبر حينما حاولت احزاب ويبدو انها ذات الاحزاب واشخاص يبدو انهم ذات الاشخاص تأجيل الانتخابات ! .. ونذكر ايضا ماحدث عقب انتهاء الفترة الانتقالية بعد انتفاضة ابريل اذ طلبت بعض الاحزاب من حكومة المشير سوار الدهب مد الفترة الانتقالية الا انه رفض حرصا علي تسليم السلطة ..صحيح , ربما كانت هناك مبررات انذاك لان الاحزاب كانت تلملم اطرافها وترتب حالها بعد غياب عن الساحة لمدة فاقت العقد والنصف .. نقول اذا كان هناك ما يبرر ذلك في بعض الفترات , فرفض الانتخابات الان لا يوصف الا بانه موقف ضد الديمقراطية , حيث ان الانتخابات معلومة منذ اجازة دستور 2005 .. ان رفض الانتخابات والدعوة لمقاطعتها شيئ غير معتاد , بل المعتاد ان تكون هناك مطالبة بضمان شفافيتها وحياد اجراءاتها ونزاهة خطواتها وعموم مراقبتها .. صحيح ان هناك احزاب تري انه من الصعب منافسة المؤتمر الوطني الا ان ذلك لا يبرر مناهضة تأسيس جوهر الحياة الديمقراطية وهي ثقافة الانتخابات .. ان العمل علي تهيأة حياة سياسية معافاة اهم من ا ن يكون ذلك الحزب فائزا وذاك خاسرا , فالديمقراطية دورات تتواصل وسلطة تتداول .. نقول للذين يدعون لمقاطعة الانتخابات راجعوا موقفكم فلا يليق باي قوي سياسية ان تعمل لتعطيل اهم عناصر الحياة الديمقراطية , كما لا يجوز هدم اهم مقاصد الانتخابات وهي تسوية ا لخلافات بل الصراعات السياسية بالطرق السلمية , خاصة وان هناك خطوات واضحة – فيما نري - تهيئ للمشاركة ا لسياسية السلمية . علي عبد الكريم