تناولت في مقال سابق اتجاه حكومة المملكة العربية السعودية لإصدار بطاقة موحدة لكل المعاملات، تبدأ بالمواطنين وتنتقل بعدها لكل المقيمين، وتشمل: الهوية الوطنية، رخصة القيادة، سجل الأسرة، شهادة الميلاد، التوقيع الإلكتروني، تأمين المركبة، معلومات جواز السفر. وغيرها في بطاقة ذكية واحدة يتعامل بها المواطن أو المقيم مع كل الجهات الحكومية. في دولة الإمارات العربية الموحدة تجربة مماثلة، حيث شرعت الإمارات في تنفيذ مشروع يسمي "بطاقة الهوية" وقد أنشئت الإمارات هيئة متخصصة تتبع لوزارة الداخلية اسمها هيئة الإمارات للهوية. ويتم من خلال الهيئة إصدار بطاقة متعددة الاستخدامات، حيث يتم استخدام البطاقة لعبور المطارات من خلال قارئ للتحقق من الشخصية، هو قارئNFC ، ويمكن وصله بأي نظام للجهات المختلفة لاسترجاع معلومات البطاقة. نظام Nfc " near filed communication " أصبحت تجهز به أغلب الجوالات الحديثة، مما يفتح الباب لوجود نسخة من هذه البطاقة او اي بطاقة اخري في الموبايل. ويمكن استخدام البطاقات من هذا النوع مع اجهزة نقاط البيع او أنظمة الATM العادية. ويمكنك ان تتخيل كم العمليات الرسمية الممكن إجراؤها من خلال هذه الأجهزة. وهي منتشرة في كل الولايات. مثلا يمكن للحكومة وضع جهاز رسمي لإصدار وثيقة رسمية مثل شهادات البحث او رخصة محل تجاري وطباعتها. البطاقة ما هي الا بنية تحتية وتعتبر حجر زاوية لانطلاق التعاملات الالكترونية للحكومة، وتفتح المجال للجهات الرسمية لتكامل انظمتها الالكترونية. ما يميز المشروع الإماراتي هو التوجه لوضع مختلف الوثائق في الشريحة، وربطها برقم مرجعي واحد. بحيث يتيح لأية جهة قراءة نفس البطاقة واسترجاع المعلومات التي تهمها لإنجاز المعاملة المطلوبة. على سبيل المثال التحقق من الأهلية للإنتخابات من خلال قراءة شهادات الميلاد، أو أداء الخدمة الوطنية، أو دمج رقم الطالب الجامعي، أو حتي صرف خبز مدعوم. وحقيقة في هذا النظام لا حدود للاستخدام Sky is the limit غير أن تنفيذه يحتاج بالطبع للعزيمة والإرادة السياسية. التقنية الجديدة وهي تقنيةNFC التي تدعمها الموبايلات من أهم التطبيقات فيها هو ما أعلنته شركة apple في يوليو الماضي عن شراكتها مع شركات الفيزا والماستركارد وأمريكان إكسبرس حيث تم دمج البطاقات في الأجهزة من خلال خدمة apple pay حيث يتم تسجيل البطاقة الإئتمانية في جهاز الiPhone في شريحة خاصة من خلال أخذ صورة لها بعد التسجيل في الخدمة. ومن ثم يتم الدفع عند الشراء في أجهزة نقاط البيع التي تدعم خدمة NFC عن طريق تمرير جهاز التلفون على الجهاز وإدخال كلمة السر. وتقوم apple بتمرير العملية من خلال البنك المعني إلى الشركة المصدرة للبطاقة مقابل رسوم تؤخذ من هذه الشركة. إن عملية إصدار البطاقات المصرفية التقليدية الحالية وأمنها، وما يتبعها من الطباعة والدعم الفني في حالة الفقد، عملية مكلفة جداً للبنوك. التقنية الجديدة التي تضع البطاقة في التلفون توفر مبالغ هائلة للبنوك ويزيد من الأمان. حيث يمكن من خلال تقنيات تحديد المواقع في الأجهزة متابعة العمليات المنفذة من خلال ربطها برقم الهاتف. التلفونات الجوالة موجودة حالياً في أيدي الجميع وجزء كبير من التطبيقات لهذه التقنيات ظهرت نتائجها العملية في حياة المواطنين. التطبيقات الإلكترونية الحديثة، سواء في السعودية أو في دولة الإمارات، يشارك في تنفيذها بكفاءة عالية مهندسون وإداريون سودانيون، وهم على استعداد لتقديم علمهم وخبراتهم لبلدهم السودان. المهم الآن اقناع متخذي القرارات أن هذه التطبيقات ممكنة في السودان، وأنها السبيل الأمثل لمكافحة البيروقراطية وتوطيد مفهوم (تسهيل الخدمة) وهو الأهم في المعاملات الحكومية في كل دول العالم في الوقت الحالي. د/ عادل عبد العزيز الفكي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته