أكدت منظمة رعاية الطفولة (يونيسيف) ،أنّ حكومة جنوب السودان والمتمردين كثفوا التجنيد القسري للأطفال الذي شمل المئات منهم خلال شهر فبراير ، للانخراط في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ 15 شهرا. وقالت «اليونيسيف»، إن أكثر من 12 ألف طفل، ولا سيما من الفتيان جندوا للقتال، سواء في صفوف جيش جنوب السودان أو المتمردين ونحو 20 ميليشيا تقاتل معهما. وقال جوناثان فيتش ممثل المنظمة في جنوب السودان : «فرقنا الميدانية وشركاؤنا يؤكدون تكثيفا في عمليات التجنيد في هذا الوقت»، مضيفا خلال مؤتمر صحافي في جنيف أمس، أن «عمليات التجنيد تجري خصوصا في شمال البلاد، حيث يتم جمع الفتية وإرسالهم إلى خطوط الجبهة. هذا يحدث الآن وأنا أتحدث إليكم». وأكمل قائلا: «تلقينا معلومات موثوقة، تمكنا من التحقق منها في بعض الأحيان تفيد بأن قوات الحكومة والمعارضة خطفت خلال الشهر الماضي وحده مئات من الأطفال لتجنيدهم». وذكّر فيتش الطرفين المتحاربين بأن قرار مجلس الأمن الدولي «يذكر تجنيد الأطفال تحديدا بوصفه من المعايير التي ستؤدي إلى فرض عقوبات». وأضاف أن «مئات الأطفال اختطفوا خلال فبراير في مدينة واو شيلوك في ولاية أعالي النيل النفطية شمال شرقي البلاد خلال هجوم نفذته ميليشيات موالية للحكومة بقيادة الجنرال جونسون أولوني». ونوّه بأنه «لم يُطلق أي طفل من دون شروط على الرغم من النداءات الموجهة إلى الحكومة والميليشيات». وسمح لبعض الأطفال منذ ذلك الحين بالعودة إلى أهاليهم خلال النهار؛ لكن عليهم أن يعودوا إلى معسكرات التدريب ليلا، في حين أن لدى «اليونيسيف» معلومات موثوقة تفيد بأن آخرين أرسلوا إلى خط الجبهة في كاكا. وفي ولاية الوحدة في الشمال تدهور كذلك الوضع في المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون، حيث خطف مقاتلون الرجال والأطفال وفق فيتش. وأجرت منظمة اليونيسيف مفاوضات لإطلاق سراح ثلاثة آلاف طفل خطفتهم ميليشيا من ولاية جونقلي في الشرق بقيادة الزعيم المتمرد ديفيد ياو ياو الذي انضم إلى مشار. وحتى الآن، سُرّح 660 طفلا تكفلت بهم منظمات إنسانية، ويفترض أن يُفرج قريبا عن 585 آخرين وبينهم فتيات، وفق فيتش أيضا.