قال الرئيس عمر البشير، إن السودان يشارك حالياً على الأرض، ضمن قوات التحالف المساندة للسلطة الشرعية في اليمن، وترصّد المحاولات المتعددة خاصة مليشيات الحوثيين، لعرقلة الحوار الوطني والعملية السياسية التي ترعاها دول مجلس التعاون الخليجي، في وقت أوضح فيه أن التطرف والإرهاب، من أهم الأخطار التي تواجه أمتنا اليوم، خاصة أنه قد تمدَّد واستشرى، وأنه علاوة على ما له من أبعاد أمنية وعسكرية، فإن الأمر يحتاج إلى مواجهة تستدعي درجة عالية من حسن التشخيص. وطالب البشير خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية، التي بدأت أعمالها بمدينة شرم الشيخ المصرية، باختيار الأساليب وبناء مقاربة تقوم على أساس المعالجة الفكرية والثقافية والفقهية، ولا تستبعد التصدي للظاهرة أيضاً بالأدوات السياسية والأمنية التي تصون وتحمي الاستقرار والسلم الاجتماعي للدول والشعوب. وشدَّدَ على أهمية رفع درجة التنسيق اللازم، وضرورة استيعاب الشباب في مشروعات وطنية تستوعب طاقاتهم في البناء والإعمار، كما تستجيب لتطلعاتهم في الاستهداء بصحيح الدين في الحياة العامة بوسطية تهديهم إلى التدين الصحيح دون إفراط أو تفريط. وذكر أن السودان رغم الصعوبات والعقوبات الأمريكية الجائرة المفروضة عليه منذ سنوات، مضى أشواطاً في تحقيق السلام والتنمية، وحقق نجاحات مقدرة على الصعيد الاقتصادي، وتشهد بلاده استقراراً أمنياً في ربوعها كافة بفضل التفاف الشعب حول قواته المسلحة وحكومته. وأضاف البشير: "نجحنا بفضل الله على الصعيد السياسي في إدخال وإدماج أغلب المعارضين إلى العملية السياسية في الداخل، ووسعنا المشاركة السياسية، وأشركنا عدداً كبيراً من الأحزاب في الحكومة القائمة". وقال إن مبادرة الحوار الشامل دعت من خلالها الحكومة كل الأحزاب والجماعات السياسية حتى التي تقاتل الحكومة بالسلاح، وأضاف: "تعهدنا بإنفاذ ما يتوصل إليه الحوار الشامل من نتائج تُعيننا في وضع دستور دائم كما تُعيننا وتهدينا لكيفية تطوير نظام الحكم وإدارة الدولة". وزاد البشير: "نحن على وشك إنجاز الاستحقاق الانتخابي في أبريل القادم كاستحقاق دستوري واجب النفاذ، وستكون الانتخابات القادمة شاملة ونزيهة وشفافة ومشهودة من قبل العالم، وقد مضت إجراءات الإعداد منتهاها دون عزل أو إقصاء".