اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    بعد رحلة شاقة "بورتسودان.. الدوحة ثم الرباط ونهاية بالخميسات"..بعثة منتخب الشباب تحط رحالها في منتجع ضاية الرومي بالخميسات    على هامش مشاركته في عمومية الفيفا ببانكوك..وفد الاتحاد السوداني ينخرط في اجتماعات متواصلة مع مكاتب الفيفا    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(السوداني) تنتقل إلى الزنتان وتروي من هناك تفاصيل الساعات الأخيرة في ليلة القبض على سيف الإسلام القذ
نشر في السوداني يوم 21 - 11 - 2011


هذا الخطأ أوقع بابن القذافي القوي
ماذا قال الثوار لسيف الإسلام بعد أن تعرفوا عليه؟
ما حقيقة رشوة سيف للثوار؟
الزنتان: رفيدة ياسين
السوداني: وكالات
رغم برودة الطقس هذه الأيام في ليبيا إلا أن حرارة استقبال خبر إلقاء القبض على نجل القذافي الهارب كان له دور في تكيف كل الليبيين وتصالحهم مع بيئتهم قبل أرواحهم التي غمرتها الفرحة. وبعد شهور من المعاناة إبان الحرب التي أريقت فيها الكثير من دماء الشعب الليبي، حتى حُسمت المعركة لصالح الثوار، واستجاب القدر لشعب ليبيا الذي أراد الحياة بلا حاكم اختزل الدولة الليبية في شخصه وأبنائه فقط ليكون الماضي والحاضر والمستقبل.
لم يكن يرتدي السترة السوداء الأنيقة وسروال الجينز ولا ملابس القتال ذات اللون الكاكي التي كان يرتديها في آخر ظهور تليفزيوني له بطرابلس فيما تحولت اللحية القصيرة إلى لحية سوداء كثيفة عقب فراره على مدى أشهر، لكن النظارة الطبية التي ترسم إطاراً لعينيه الحادتين فوق ذلك الأنف المستقيم المدبب تفضح هويته على الرغم من تغطيته جزءاً من وجهه بوشاح، إنه سيف الإسلام القذافي، الذى قال وزير العدل في الحكومة الليبية الانتقالية إنه سيحاكم في ليبيا بتهم خطيرة عقوبتها الإعدام، فى وقتٍ ترددت فيه أنباء عن اعتقال مدير مخابرات القذافي عبدالله السنوسي في منزل نسيب له في منطقة قيرا بالقرب من مدينة سبها جنوب ليبيا.
اقتربت مراسلة (رويترز) ماريا لويس من الأسير وهو يجلس على مقعد بمؤخرة الطائرة الانتونوف التي ترجع إلى الحقبة السوفيتية، إن الرجل الذي حاكم وسائل الإعلام العالمية في الأشهر الأولى من موجة انتفاضات الربيع العربي على متن طائرة متجهة إلى الزنتان قرب طرابلس في رحلة تستغرق 90 دقيقة.
شارد الذهن
جلس مقطب الجبين صامتاً وشارداً يعتني بيده اليمنى التي غطت الضمادات إبهامها وإصبعين آخرين. في أحيان أخرى كان يتحدث مع آسريه بل ويأخذ أوضاعاً لتلتقط له الصور.
قبل ذلك ببضع ساعات تحت جنح الظلام بمنطقة صحراوية كانت نهاية رحلة فرار سيف الإسلام حين حاول بصحبة بعض مرافقيه الموثوقين شق طريقهم بين دوريات مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الذين عقدوا العزم على منع هروبهم عبر الحدود. وقال أحمد عمار وهو واحد من 15 مقاتلاً ألقوا القبض على سيف الإسلام "في البداية كان خائفاً جداً. كان يظن أننا سنقتله." وكان مقاتلون من كتيبة خالد بن الوليد وهي من الزنتان اعترضوا سيارتين رباعيتي الدفع تقلان الهاربين على مسافة 64 كيلومترا تقريباً في الصحراء. وقال عمار "لكننا تحدثنا له بطريقة ودية وحاولنا تهدئته وقلنا له 'لن نؤذيك'."
الاختباء جنوباً
وتعتمد رواية اعتقاله والشهر الأخير الذي قضاه هارباً على مقابلات مع من ألقوا القبض على سيف الإسلام ومعه هو شخصياً. وشهدت مراسلة (رويترز) ومصورها التليفزيوني والفوتوغرافي على رحلته بالطائرة إلى المكان الذي حبس فيه حيث كانوا جميعاً على متن الطائرة. ألقي القبض عليه بعد أن انتهت حياة والده نهاية عنيفة وهو مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بزعم إصدار أوامر بقتل محتجين عزل في فصل الربيع الماضي.ويريد زعماء ليبيا المؤقتون محاكمته داخل البلاد ويقولون إنهم لن يرحلوه فيما قال وزير العدل إنه يواجه عقوبة الإعدام.
محاولة فرار
بدأت محاولته للفرار في 19 نوفمبر تحت نيران حلف شمال الأطلسي من بني وليد على بعد 160 كيلومتراً تقريباً من العاصمة. وقال عمار وزملاؤه من المقاتلين إنهم يعتقدون أنه كان يختبيء منذ ذلك الحين في أجزاء مقفرة من منطقة براك الشاطيء الجبلية. وقال مساعدون اعتقلوا في بني وليد إن قافلة سيف الإسلام قصفت في غارة جوية شنها حلف شمال الأطلسي في مكان قريب يحمل اسم وادي زمزم. منذ ذلك الحين سرت تكهنات بأن القبائل البدوية التي كان يرعاها والده ربما تعمل على تهريبه عبر الحدود الجنوبية لليبيا مثل أخويه وأخته ووالدتهم إلى النيجر أو الجزائر.
أوباري على بعد 322 كيلومتراً تقريباً من الاثنتين، لكن آسريه يعتقدون أنه كان متجها إلى النيجر التي كانت من بين المستفيدين من سخاء القذافي الأب ومنحت حق اللجوء للساعدي شقيق سيف الإسلام.
لحظة القبض
قال العجمي علي العتيري وهو رجل اربعيني من ابناء الزنتان وقائد السرية التي ألقت القبض على سيف الإسلام إن وحدته كانت تجوب الصحراء منذ أسابيع وصلتها معلومة سرية بأن مجموعة صغيرة من الموالين للقذافي تتحرك في المنطقة على طريق معين نحو أوباري، ولم تكن الوحدة تعلم هوية هؤلاء الموالين، فانتظروا ليرصدوا سيارتين تمران تحت جنح الظلام، وقال عمار "أطلقنا النيران في الهواء وعلى الأرض أمامهم... أوقفوا السيارتين ربما ليظهروا أنهم ليسوا خائفين." وزاد العتيري ل(السوداني) إنه تم القبض علي ستة اشخاص بينهم سيف وخمسة من معاونيه دون مقاومة. ورغم ما تردد من أنباء انتشرت في أنحاء متفرقة من الشارع الليبي بأن سيف الإسلام عرض على الثوار الذين قاموا بأسره مبلغ ملياري دولار وسبائك من الذهب مقابل تهريبه، إلا أن العتيري قائد السرية كشف أن سيف لحظة إلقاء القبض عليه ..القي جسده أرضاً ووضع رأسه في التراب معلنا استسلامه ولم يطلب العفو عنه بحسب العتيري الذي ذكر أن نجل القذافي المدلل طلب من الثوار أن يقتلوه بإطلاق رصاصة في رأسه أو نقله إلى مدينة الزنتان، وكان له ما أراد ثانياً حيث نقله الثوار إلى مدينة الزنتان حيث هو حتى الآن.
"لم يغير موقفه البتة ولم يعتذر" هكذا قال الهمالي أحمد الهمالي من ثوار البرقن أحد الثوار الذين كانوا ضمن السرية ..مشدداً على أنه يعامل معاملة أسير وفقاً للشريعة الإسلامية ويتلقى معاملة جيدة من الجميع.
وقد ظهر سيف الإسلام في فيديو وثلاثة من أصابع إحدى يديه مبتورة، لكن الهمالي ومن معه من الثوار أكدوا أن إصابته ناتجة من قصف الناتو وقت الحرب وليس من قبل من ألقوا القبض عليه.
وفى السياق يقول عادل علي أحمد قائد المقاتلين إنه حاول معرفة هوية الرجل الذي بدا أنه الراكب الرئيسي ضمن المجموعة وسأله "من أنت." جاءت الإجابة "عبد السلام." بدأ أحمد يتعرف على الرجل فانفرد بعمار وهمس له قائلاً "أعتقد إنه سيف." عادا إلى السيارة وقال عمار "أعرف من تكون. أعرفك."انتهت المباراة.
وقال أحد مقاتلي الزنتان إنه تمت مصادرة عدة بنادق كلاشنكوف وقنبلة يدوية ونحو أربعة آلاف دولار كانت في السيارة. هذه إمكانات محدودة لرجل قاد والده واحداً من أفضل الجيوش تسلحاً في إفريقيا والذي يشتبه كثيرون أنه يحمل داخل ذهنه المفاتيح لمليارات مسروقة من الدولة الليبية ومخبأة في حسابات مصرفية سرية بالخارج.وقال عمار "لم يقل أي شيء... كان خائفاً جداً ثم سأل في نهاية المطاف إلى أين ننتمي فقلنا له كلنا ليبيون. وسأل من أي مدينة فقلنا الزنتان."
الشارع يتحدث
فى هذه الأثناء سادت حالة من الفرح الشارع الليبي وخرجت الجموع ابتهاجاً باعتقال سيف الإسلام.
"ما بدي شي غير صباعه اللي كان يرفعوا علينا في التليفزيون آخده ذكرى من ابن الطاغية هذا سيف الأحلام " هكذا ابتدر محمد السيد حديثه وهو شاب عشريني عندما سألته عن شعوره بعد إلقاء القبض على سيف الإسلام ، مطلقاً على يوم أسره يوم الوحدة الليبية.
أما هبة عمر السيدة الثلاثينية فقالت ودمعة تنهمر من عينيها فرحاً: " الآن فقط شُفي غليلنا على دماء شهدائنا والله إني فرحانة وسعيدة وطايرة عاد الحق يا ربي أحمدك يا رب أحمدك يا رب" ، وكان لهبة رأي بضرورة السير به في شوارع المدن الليبية ليدرك أن الله يؤتي الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء.
لم يعرف أحمد القماطي الرجل الثلاثيني كيف يعبر عن فرحته، فما كان منه إلا أن سجد لله حمداً وشكراً على توفيقه للثورة والثوار حتى تمكنوا من إسقاط النظام وإنهاء أسطورة القذافي وأبنائه. قائلاً : " لم يتبق لنا سوى إلقاء القبض على عبد الله السنوسي وبعض أزلام القذافي عشان نحس أننا انتصرنا حتى النهاية ".
نفي وتكذيب
على الجهة الأخرى، كذّبت مواقع إعلامية محسوبة على أنصار القذافي، أن يكون سيف الإسلام قد جرى اعتقاله من طرف ''الثوار'' يوم السبت، مشددة على أن نجل القذافي وقع في الأسر منذ الأسبوع الماضي، وتحديداً يوم الثلاثاء الماضي. وفي هذا الإطار، قال موقع ''سيفن دايز نيوز''، أنه تأكد له من مصادره الخاصة، خبر اعتقال سيف الإسلام لكن ليس بالأمس، موضحاً في نفس الوقت أن عملية الاعتقال جرت يوم الثلاثاء الماضي بعد خيانة من أحد مرافقيه. وقال نفس المصدر إن ''ثوار'' الزنتان رفضوا في البداية تسليم سيف الإسلام للمجلس الوطني الانتقالي، قبل أن تتدخل الحكومة الأمريكية لإجبارهم على تسليم الأسير، للسلطات الليبية الجديدة. "
العملية اكس
غير أن ثمة رواية أخرى كشفت عنها صحيفة "دايلي ستار صندي" حيث قالت إن "جواسيس من جهاز الأمن الخارجي البريطاني "إم آي 6" ساعدوا باعتقال سيف الإسلام القذافي في إطار عملية تنصت كلّفت 25 مليون جنيه استرليني".
وذكرت الصحيفة أن "العملية السرية أُطلق عليها اسم "إكس" لعدم تسريب أية أدلة عنها، واستخدمت أحدث تكنولوجيا الاستخبارات الإلكترونية للتنصت على سيف الإسلام وأصدقائه وأفراد أسرته، والذين كانوا يختبئون في الصحراء منذ شهر تقريباً".
وأضافت أن "الاختراق حصل حين أجرى سيف الإسلام مكالمتين هاتفيتين واحدة تلو الأخرى ليؤكد لمتلقيها أنه بمكان آمن، سمحت لعملية التنصت المشتركة البريطانية الفرنسية بتحديد مكان وجوده".
ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني بريطاني قوله إن "سيف الإسلام ارتكب خطأً وكنا بانتظاره، وعندما يقوم شخص ما بالانسحاب من المشهد لا يستطيع مقاومة الرغبة في الاتصال بأفراد مقربين منه ليبلغهم أنه على ما يرام، ومكننا ذلك من التعرف على جميع الهواتف وأجهزة الاتصال التي بحوزته".
وأضاف أن "سيف الإسلام كان مستهدفاً من قبلنا، لكن كان من الضروري أن يقوم الليبيون بإلقاء القبض عليه، لأنه كان الساعد الأيمن وعضواً رئيسياً في نظام والده معمر القذافي".
قوة الزنتان
في أوباري تلك المنطقة التي تهيمن عليها عمليات نفطية لإحدى الشركات الإسبانية عزز مقاتلو الزنتان سيطرتهم منذ بدء الصراع في منطقة موالية للقذافي تقليدياً يسكنها الطوارق والقبائل البدوية التي لا تعرف حدوداً. ويمثل أبناء الزنتان قوة أيضاً في العاصمة. صباح السبت وصلت طائرة انتونوف إلى أوباري قادمة من طرابلس حاملة علم ليبيا الجديد يقودها عقيد سابق بالقوات الجوية تحول إلى أحد معارضي الزنتان. بعد هبوطها ببضع دقائق أصبح الغرض من الرحلة واضحاً. خمسة أسرى يصاحبهم عشرة مقاتلين تقريبا يجلسون في طائرة انتونوف المصممة لحمل 48 من جنود المشاة. كبلت أيدي رجلين مع بعضهما البعض. وكبل ذراعا ثالث أمامه. وحملت نحو 12 حقيبة سوداء ممتلئة وبعض الحشيات الرفيعة يقول المقاتلون إنها أمتعة الأسرى.ارتدى الجميع ملابس عادية باستثناء سيف الإسلام.كان يرتدي جلباباً بنياً ويعتمر عمامة ويغطي وجهه بوشاح وينتعل خفاً وهي الملابس التي يرتديها الطوارق بالمنطقة، وتوفر هذه الملابس نوعاً من التخفي لرجل كان يشاهد عادة مرتدياً بذلة أنيقة وملابس على أعلى مستوى.
وعندما جلسوا على المقاعد واحتكت مؤخرات البنادق بالأرضية المعدنية قال أحد الحراس "إنه خائف الآن." لكن الطيار قال إنه دار بينه وبين سيف الإسلام (39 عاما) حديثاً أبوياً وإنه هدأ من روعه قبل أن يركب الطائرة. وقال عبد الله المهدي "تحدثت إليه كأنه طفل صغير." وأضاف المهدي "قلت له إنه لن يضرب ولن يؤذى وأعطيته وعداً." كان سيف الإسلام ينظر أمامه أو يحني رأسه للأرض التي كان مؤهلاً ذات يوم لحكمها. يغطي فمه من حين لآخر على نمط الطوارق ويقول بضع كلمات لحارسه.
نظرات وكلمات
نظرت المراسلة في عيني سيف الإسلام بضع مرات لكنه في كل مرة كان يشيح بوجهه عنها، طلب ماء ليشرب فمررت له المراسلة زجاجة أخرجتها من حقيبتها. ولم يرغب الأسرى الآخرون أيضاً في الحديث. بعد أن هبطت الطائرة في الزنتان أحاطها المئات لبضع دقائق فهلل البعض وبدا الغضب واضحا على البعض وكبر كثيرون. ورفع البعض هواتف محمولة إلى النوافذ القليلة بالطائرة أملاً في التقاط صورة للرجل الذي يأتي على رأس قائمة المطلوبين في ليبيا. في إحدى المراحل حاول آخرون الإمساك بمقابض الأبواب وكانوا يسعون فيما يبدو إلى اقتحام الطائرة. وفي حين ظهر التوتر على مرافقيه بدا سيف الإسلام هادئاً. جلس في مكانه وانتظر. تحركت الطائرة ببطء فيما تشبثت جموع بجناحيها. لم يتحدث الأسرى كثيراً مع أحدهم الآخر ومع الحراس.
ولدى سؤاله عن تصريح محكمة لاهاي بأنه على اتصال بها من خلال وسطاء لتسليم نفسه لها - وهي لا تطبق عقوبة الإعدام - بدا عليه الغضب وقال "هذه كلها أكاذيب. لم أتصل بأحد منهم قط". بعد أكثر من ساعة قرر المقاتلون أن بوسعهم إخراج الأسرى الأربعة الآخرين من الطائرة. خرجوا من الباب الأمامي. وبقي سيف الإسلام في مكانه بمؤخرة الطائرة صامتاً ومتحفظاً. مرت ساعة أخرى والحشود مازالت تتجول على المدرج. قال الحراس إن الوقت حان ليرحل الصحفيون. تحدثت كاتبة هذا التقرير بالإنجليزية إلى سيف الإسلام وسألته "هل أنت بخير؟" فنظر إليها وأجاب "نعم." أشارت المراسلة إلى يده المصابة فقال "القوات الجوية. القوات الجوية." سألته "حلف شمال الأطلسي؟" فقال "نعم. منذ شهر." مرت المراسلة من أمامه لتتوجه إلى سلم الطائرة. رفع سيف الإسلام رأسه وأمسك بيدها ليساعدها. فيما بعد عرضت لقطات تليفزيونية تظهر إنزاله من الطائرة فيما حاولت حشود على المدرج صفعه، وضعه آسروه في سيارة وانطلقوا بسرعة لمخبأ بمكان ما في البلدة.
هذا ماحدث وفقا لرواية مراسلة رويترز غير انى ورغم وصولي الي مكان الطائرة التي اقلته من مدينة اوباري حيث تم اسره الي مدينة الزنتان إلا أنني لم اتمكن من رؤيته وفشلت كل محاولاتي مع المجلس العسكري والمجلس الانتقالي لرؤيته او التقاءه.
لكن الاكيد الآن هو أنه ما زال موجودا بالزنتان في مكان آمن وتحت قبضة الثوار الذين القوا القبض عليه بحسب محمد الحمد عضو المجلس العسكري لمدينة الزنتان ، مضيفا أنهم لن يكشفوا عن مكان تواجده خوفا علي حياته .
حديث الرجل ذكرني بمشهد تدافع الناس في كل الطرق المؤدية الي مدينة الزنتان لرؤية نجل القذافي الاسير الذي طالما هددهم بالحرب الاهلية وبحرمانهم من نفط بلادهم وهو يتحدث محذرا بأصابع يده التي بترت الان لكن علي يد من لا أحد يعرف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.