وأبدأ من حيث انتهيت البارحة خاصة من نقطة قد يجد فيها البعض غموضاً ، أو ربما تعارضاً وتناقضاً ، إذ قلت في شأن الأحزاب المعارضة بأن من عاد مبكراً ، بالنسبة للقيادات الأخرى ، كان قد عاد متأخراً بمعنى أن الوقت لم يسعفه ليفعل شيئاً ذا أثر وقد بدا هذا واضحاً من الدعوة إلى تأجيل الانتخابات وما تلاها من دعوة إلى مقاطعة الانتخابات والتي نفذتها بعض الأحزاب بقيادة حزب الأمة القومي. ولقد كان موقف الحركة الشعبية جديراً بالتأمل إذ أنها كانت من المطالبين بتأجيل الانتخابات دون أن يتبع ذلك تأجيل في الاستفتاء !!!! ثم أنها كانت من المطالبين بمقاطعة الانتخابات، ما دام التأجيل مرفوضاً، على أن تستثني من المقاطعة في جنوب السودان وتشارك في المقاطعة فى الشمال فقط !!!!! ولقد سيقت الانتخابات مواقف متباينة لبعض الأحزاب أفرزت الكثير من علامات الاستفهام إن لم تكن التعجب ..فحزب المؤتمر الشعبي قد تبنى كل مواقف المعارضة وتخندق فيما سمي بتجمع جوبا المغالي في المعارضة لكن موقفه من مقاطعة الانتخابات كان على النقيض تماماً من موقف زملائه في تجمع جوبا. أمَّا الحزب الاتحادي الديمقراطي ، الأصل ، فقد سعى للتأجيل ولكنه لم يسر فى ركب المقاطعة أبداً حيث كان الرأى بأن إجراء الانتخابات، بغض النظر عن مجرياتها، يعدُّ مكسباً فى حد ذاته وتكريساً للتحول الديمقراطي والذي يمكن له أن يكون سليماً ومعافى ولو بعد حين. ويلاحظ ، كذلك ، أن أجواء ما قبل إجراء الانتخابات قد كانت خلطاً عجيباً بين المعسكرات إذ إن الدعوة إلى تأجيل الانتخابات قد جمعت بين كل أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي فيما قبل خروج حزب الأمة القومي منه ، ولعل في انعقاد اجتماعهم الشهير بمنزل السيد الميرغني ، دار أب جلابية ، إشارة رمزية إلى ذلك علماً بأن تحديد موعد ومكان الاجتماع قد كان برغبة ومبادرة من السيد الإمام الصادق المهدي ويشار، أيضاً ، إلى أن الاجتماع لم يخرج بشىء يذكر بل على العكس تماماً كان صدمة لمن خططوا له.