عذرا أخي الرئيس المصري المنتخب بأمر ورغبة الملايين من أبناء الشعب المصري الذين حملوك على أكفهم وأجلسوك على كرسي الرئاسة منتخبا باسمهم ومعبرا عن إرادتهم التي سرقتها عصبة الانقلاب الخاسرة ورعتها دوائر المخابرات وهيجتها جموع الساخطين على كتاب القيم وسمح الفعال والخصال.. هم ذاتهم الذين انقلبت عليهم جماعة 30 يونيو الانقلابية لتضعهم في الحبس والسجن المؤبد بدعوى تحريضهم على ثورة لم يشترك فيها المخلصون من أبناء مصر وتراجع عن صفها الذين أيقنوا وعرفوا الخدعة والطبخة النيئة التي أخرجت حسني مبارك من سجنه وتودع فيه آلاف الشجعان والأبطال من العلماء وحفظة كتاب الله ومن جالسهم وأحبهم من شباب حركة الإسلام في مصر الحبيبة. عذرا يا شهداء رابعة العدوية.. عذرا يا شهيدة المحراب والخمار والجسارة ابنة الدكتور البلتاجي.. الفتاة التي انتزعت دموعا عزيزة من الرئيس الرمز رجب طيب أرودغان.. هذا البطل الذي احتسبها شعرا وبكاها كما لم يبكِ زعيم مسلم شهيدة من شهداء حركة الإسلام في العصر الحديث . عذرا يا جرحى الثورة المصرية.. عذرا يا شباب ثورة التيار الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها. عذرا لكل الذين أرسل المستشار المرتجف أوراقهم إلى مفتي الانقلاب ليفتي فيهم بأمر كان مدبرا بليل.. لكنه لن يمر إلا بإرادة الله الذي رفع السماء بلا عمد. عذرا لشيخنا الدكتور يوسف القرضاوي.. عذرا لكل رموز حركة الإخوان المسلمين الذين شردتهم حكومة الانقلاب في مصر.. عذرا لشهداء حركة حماس وأسراها الذين حكم عليهم القاضي المرتجف بالإعدام وهو يعلم أو لا يعلم أنهم سافروا إلى ربهم على جناح رصاصة.. ومنهم من هو حبيس خلف جدران سجون الاحتلال الإسرائيلي لعشرات السنوات. عذرا لكل إخوة العقيدة.. والسيف.. والمصحف واللواء.. عذرا لهم جميعا والإسلاميون في السودان يتخلفون عن نصرتكم ومؤازرتكم ولو بكلمة على سطح ورقة بيضاء .. عذرا لكم والتيار الإسلامي في السودان يتراجع عن مكانه الأول وصفه المشهود.. عذرا لكم وكل منظمات المجتمع المدني المحسوبة على التيار الإسلامي تتراجع.. وتتردد.. تبخل عليكم ولو بوقفة احتجاج رمزية تدين أحكام الإعدام الجائرة بحق ثلة من شيوخ ورموز الحركة الإسلامية في مصر.. عذرا لكم يا شيوخ وشباب حركة الإخوان في مصر.. عذرا لكم وصفحا يا تيار الشرعية في قاهرة المعز.. صفحا لكل من تجمعنا به رابطة الحركة الإسلامية في كل بقعة من بقاع الأرض الطاهرة.. عذرا لكم وصفحا.. عذرا لأن الطريقة التي تتبعها دوائر ومنظمات وقيادات التيار الإسلامي الحاكم في السودان لا ترتقي لمستوى التحديات التي تحيط بإخوة القربى والمصحف والظلال في أرض الكنانة .. محزن حقا هذا التراخي والتثاقل إلى الأرض.. مؤسف أن تنتظر الحركة الإسلامية في السودان إشارة من القصر الجمهوري لتخرج مسيرة تندد بما يحدث في القاهرة.. محزن ومخزٍ حقا وصدقا أن ترهن قواعد وقيادات المؤتمر الوطني صوتها الرافض لما يحدث في مصر لتقديرات وتوجهات الجهاز التنفيذي في القصر أو مجلس الوزراء. هل تخشون غضبة علي كرتي وثورته؟!.. فليغضب الرجل.. بل ليته يغادر كرسيه في وزارة الخارجية التي لم تمنع عنا برغم تنازلها المؤلم وترحابها المحزن برموز نظام الانقلاب في مصر.. لم تمنع عنا بعد كل هذا ولم توقف سفه الإعلام المصري وسخريته اليومية بالسودان أرضا.. وشعبا.. وزعيما.. وحضارة .. بعد كل هذا يقف موظف بوزارة الخارجية بدرجة سفير ورتبة ناطق رسمي باسم خارجية جمهورية السودان ليقول بلا خجل إن ما يحدث في مصر بعد أحكام الانقلاب شأن داخلي !! .. يا للعار !! شأن داخلي؟!!.. ليتك تخجل لنفسك قبل أمتك المغلوبة على أمرها.. أمة تخافون عليها من الفقر لتجمعوا معه الخوف.. لكننا نقولها لكم وبالصوت العالي: هذا حديث لا يمثلنا ولا يشبهنا.. ما حدث في مصر شأن يهم كل مسلم غيور على أهله ووطنه وحضارته.. نحن نرفضه لأننا نرفض وببساطة أن يجتمع في قلبنا اثنان.. فقر.. وخوف !! عبدالماجد عبدالحميد