تنتصب خدمات الحج والعمرة متطورة شاخصة لا ينكرها إلا مكابر شاهدة على جهد مبذول ووسع مستفرغ في النهوض بتلك الخدمات وتجويدها وإتقانها عوناً للحاج والمعتمر على التفرغ للشعيرة تحصيلاً لمراقيها ( الحج المبرور والعمرة المباركة ) . وليس أدل على ما سبق من الهدف الإستراتيجي للهيئة العامة للحج والعمرة ثم الإدارة العامة للحج والعمرة الذي تدندن حوله الإدارات المختلفة للحج والعمرة تصيغ حوله خططها وتنفذ له برامجها وتعقد في سبيله ورشها التقويمية والتقيميية ألا وهو (الحج المبرور والعمرة المباركة) . ومما لا شك فيه أن ميدان العمل غير ميدان القول وأن الذي ينظر من علِ يطل من برج عاجي غير الذي يغبر قدميه ويضرب في الأرض يقتحم المشاق ويتأهب لكل مستجد ويتحسب لكل طارئ وجديد . وليس بمستغرب أن ذلك المسعى تعتوره صعاب وتكدره عقبات من بنات العمل وطبيعته أو وارد من الخارج له بالحج والعمرة سبب وتعلق فإن الحج مشقة ونصب واهم من يظنه سياحة وتنقل بين بساتين وحدائق مزهرة بل هو أيام معدودات يشد فيها المئزر وينفق فيها المال ويلجم فيها المقال واللسان والحال طمعاً في عودة ظافرة بحج مبرور جزاؤه الجنة ولا يعني ذلك طبعاً السكوت على التقصير والتجاوز عن أخطاء غير مبررة لكن لا يعني قطعاً النظر بعين واحدة تجاهلاً للمحاسن والإنجازات وإعلاء لما هو دونها دونما تحليل ووقوف على الأسباب والدوافع بعدل وإنصاف . وعلى ذلك الصعيد نذكر بكل فخر وحمدلله عز وجل ما تميز به حج 1435 ه في مجال الإرشاد و(الحج إرشاد) وقد تمثل ذلك في : 1. مشاركة نحو 20 أستاذا جامعيا من جامعة أم القرى والعاملين في المؤسسات الدعوية في أعمال الإرشاد لذلك العام حيث تم توزيعهم في مخيمات الحجاج وكان لذلك أثره الواضح في ارتفاع نسبة التوعية والإرشاد. 2. توزيع 10.000 مصحف لمخيمات الحجاج لأول مرة حيث لم يتجاوز توزيع المصاحف سابقاً أكثر من بضع مئات (بتعاون أساتذة جامعة أم القرى) . 3. توزيع عدد مقدر من الكتيبات والمطبقات الدعوية الإرشادية . 4. توقيع اتفاق تعاون بين إدارة الإرشاد ومجموعة أساتذة الجامعة في مجال الإرشاد والتوعية والتدريب . 5. استعداد أساتذة الجامعة للتعاون مع بعثة الحج في مجال الإرشاد الصحي وغيره من الخدمات ولا سبيل ثم لحديث عن تطور خدمات الحج دون الإشارة إلى سياسة فتح الأجواء التي وضعت حداً لمعاناة التكدس في رحلات العودة ومكنت الحاج من اختيار ناقله الجوي من ضمن باقة النفاثات ( ليس في العقد ) يشق ازيزها مسبحاً عنان السماء . ثم أضافت الإدارة العامة للحج والعمرة هذا العام 1436ه تجربة التقديم الإلكتروني فوضعت عن كاهل المتقدمين للحج رهق الانتظار صفاً صفاً مستعيضة عن ذلك كله بضغطة على زر التقديم حيثما كان المتقدم زماناً ومكاناً لتأتيه الإجابة تجرجر أذيالها مبشرةً أو واعدةً . وفى تطور لافت وضعت الادارة ترتيباتها لتنظيم أول دورة حتمية لامراء الافواج والمرشدين على مدى اسبوع كامل بمشاركة جامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية للارتقاء بمستوى أمير الفوج والمرشد عبر منهج علمي مدروس يدفع بالامير والمرشد الى مصاف (الامير الشامل) ادراة وارشاداً خدمة ورعايةً تستكمل به اعمال معايير اختيار الامراء والمرشدين وفق ضوابط لا تلقى بالاً إلا للكفاءة والمعرفة والسيرة الحسنة شروط لازمة لنيل شرف خدمة الحجاج . وفى هذا المقام نهمس جهراً فى آذان أهل القرار فى القطاعات والولايات بضرورة توخى العدالة وتوفر المعايير فى اختيار الامراء والمرشدين فهم حجر الزاوية فى نجاح الحج إذ يمثلون (الخدمة والارشاد ) وهل الحج إلا ارشاد يعلم ويبصر وخدمة تهيئة وتعين على التفرغ للعبادة والتماس اسباب الحج المبرور . وعلى ذات الصعيد يشهد هذا العام بإذن الله تعالى تزويد جميع الامراء والمرشدين بجهاز (لاب توب ) حقيبة علمية وملزمة معرفية شاملة يتابطها خيراً الامير المرشد مرجعاً ومأباً يعود نفعها على مجمل فوجه تستجيب لحاجاتهم وتجيب على تساؤلهم قاعدة بيانات وشبكة معلومات لا اتفارق الامير والمرشد . ولم تنس الادارة العامة للحج والعمرة أن تضع نصب عينيها مسألة (التحويلات المالية ) أن تهزم كل الجهد المبذول والعطاء غير المنكور السالف الذكر فنشطت جيئة وذهابا طرقا وقرعاً لجميع(الابواب ذات الصلة ) للتحسب لذلك منذ الان لذلك الامر الذى لاتتم خدمة الحجيج بدونه سكناً وترحيلاً واطعاماً وهدياً وما أخال الجهات المسئولة إلا مستجيبة لذلك مستذكرة ومسترجعة عسراً يسيراً زمانا ومكانا خلال حج العام 1435ه والادارة العامة للحج والعمرة بريئة من تبعات ذلك جملة وتفصيلاً. التحية لادارة الاعلام بالادارة العامة للحج والعمرة ولمديرها المكلف الشاب عبدالعزيز الصادق وهو يتحرك فى نشاط وهمة و(تطلع مشروع ) تغطية وتوثيقاً اعلاماً يرخي ظلاله استباقاً وابداعاً وتنسيقاً خاصة مع ادارتي الارشاد والتقنية بالادارة العامة للحج والعمرة .متوكئاً سنوات التأسيس التي ارساها وقضاها سلفه أ. أمير جماع الذي يمازحه بعض المتشوقين لبعثة الحج بأمنية ومطلب الالتحاق بها والانتساب اليها ولو بصفة (صباع امير ) . التحية لمجلسي الارشاد والاعلام ولكافة المجالس واللجان المتخصصة التي تعمل فى صمت وتنسيق لانجاح اعمال الحج فى السودان والمملكة ولكل جندي مجهول فى الارض مذكور فى الملأ الاعلى (ولذكر الله اكبر ). التهنئة للإدارة العامة للحج والعمرة على هذه الإنجازات ومزيداً من السير على درج الرقي وماذا لو استدمنا استصحاب قول الحق (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا (8)) سورة المائدة . د. عصام يوسف بدري