(شراسة) الزوجات..(حرب) داخل البيوت..!! الخرطوم: السوداني يشتكى بعض الرجال من القسوة التي تعاملهم بها زوجاتهم، والتى تصل في بعض الاحيان إلى تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء، وتصل إلى مرحلة (الضرب) بإختلاف اشكالها، وبالرغم من عدم انتشار مثل تلك الثقافة الغريبة في السودان بصورة مزعجة، إلا أن هذا لايمنع من وجودها، وذلك بشهادة عدد ممن استطلعتهم (السوداني) حول الموضوع. (1) ويرى الاستاذ (ميرغني كمال) استاذ اللغة العربية بالمدارس الثانوية أن ظاهرة الاعتداء على الرجال من قبل الزوجات، هي ظاهرة غير مقلقة داخل المجتمع السوداني، وذلك لأنها محصورة في نظاق ضيق جداً، وذلك بسبب توفر الكثير من العادات والتقاليد الصارمة جداً في المجتمع والتى تعتبر مثل تلك التصرفات ضرباً شاذاً لايمت للسودانيين بصلة، واضاف ميرغني ضاحكاً: (ياخي نحنا النسوان مابنضربهم..خليكم من يضربونا..!). (2) وتعترف (م) ربة منزل أنها في احدى المرات كادت أن تفقد اعصابها بسبب نقاش حاد دار بينها وزوجها، واضافت: (في احدى المرات اصبت بحالة هستيرية كادت أن تجعلني اقذف زوجي ب(كمشه) كنت اقوم بالعمل بها داخل المطبخ)..وصمتت قليلاً قبل أن تضيف: (بس الحمد لله..ماعملتا كدا..لأنو لو حصلت الحاجة دي اكيد ماحااكون متزوجة لحدي هسي). (3) ويشير (ادريس بلال) موظف إلى امكانية وجود مثل تلك الظاهرة وتحديداً داخل الاسر (الغير متكافئة) مثل شاب فقير تزوج من امراة غنية جداً، ففي تلك الحالة يمكن أن تحدث الكثير من المشاكل ويمكن أن تدفع الزوجة للقيام بإي فعل لتمنح الزوج احساساً بسيطرتها على المنزل، ويقول: (اعرف احد اصدقائي قامت زوجته بمحاولة ضربه بجوال، ولكنه كان حكيماً فلم يقم بتطليقها بل (سرحها) الى منزل والدها، قبل أن تعود اليه بشكل جديد ومغاير تماماً). (4) حول الظاهرة يؤكد الباحث الاجتماعي (محمد الخليل) انها محدودة جداً، وحتى أن وجدت لاتدخل ضمن سياق (الترصد)، فهي تكون غالباً نتيجة انفعال جارف لم تستطع الزوجة التحكم في جزيئاته، ويستدرك: (تماماً كحالة الام مع ابنها عندما يخطئ، فنفس تلك المشاعر تتوفر هناك)..ويعزي (الخليل) هذا الشئ الى تركيبة المجتمع السوداني التي تعتبر من اقوى التركيبات المجتمعية، خصوصاً في العلاقة مابين الزوج وزوجته، ويضيف: (الزوج عند المرأة السودانية يعني الكثير من الاشياء التي لايمكن القفز فوقها بسهولة، وهذا الشئ منذ القدم كان واضحاً ففي الزمان الماضي لم تكن المرأة تنادي زوجها سوى بلقب (ود عمي)، في اشارة لمتانة علاقتها به، كما يشير (الخليل) الى الظروف الاقتصادية ودخول العولمة وخلافها ومايمكن أن تسببه من اختراقات لذلك النسيج، لكنه يعود ويقول أن ذلك السلوك هو محصور جداً، ويمكن لأي رجل احتوائه من خلال (شخصيته) وطريقه تعامله مع الحدث في وقته.