سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    images (21)    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمة محبطة في التعليم (1)


مؤسس مشروع طائر السمبر
في مقالته المدهشة "عفوا سعادة السفير.. شكرا إسلام" المنشورة في عموده المقروء بالسوداني 25 يناير 2012 يقول الصحفى المبدع ضياء الدين بلال "وإذا بطفلة سمراء نحيفة بضفائر سودانية منظومة بعناية ريفية، تدعى اسلام أمير آدم من الرهد أبودكنة، تنتصر لعيون كل السودانيين الهاربة من ذل الهزائم وانكسارات الكبرياء لتعيدها لمنصات التتويج". وفي مقالته الرائعة :تلاميذ اليوسيماس... تصبحون دائما على فوز" المنشورة في (السوداني) 26 يناير 2012 يقول عماد سيد أحمد، السكرتير الصحفي الهميم لرئيس الجمهورية، إن مستقبل السودان زاهر وواعد بجيل من الموهوبين والمثابرين الذين ادهشوا المتسابقين والمشاركين في تلك المسابقة. فكم من هزيمة رياضية منيت بها فرقنا الرياضية والقومية وخيبت رجاء السودانيين وقنعوا من الغنيمة بالإياب خاليي الوفاض، غير أن هؤلاء الصغار ابدانا والكبار عقولا غنموا الكؤوس وبكى من لم يحصل عليها رفاقهم بحرقة وألم". إن النابغة "اسلام" التي تحدث عنها ضياء الدين بلال وعماد سيد أحمد هي طفلة حققت انتصارا باهرا لأول مرة في تاريخ المنافسات السودانية لليوسيماس منذ عام 2006 باحرازها مرتبة البطل (الشامبيون). من قبل نال أطفال السودان جوائز في مراتب مختلفة منها الجائزة الثانية والتي نالتها عام 2008 "ريم عبد الرؤوف" من مدينة الأبيض، ولاية شمال كردفان من بين 35 مشارك في منتخب السودان في الفئة العمرية 6-12 سنة والقادمين من معظم ولايات السودان، وعام 2010 نالتها "ترياق أحمد عون الله" من مدينة الرهد أبودكنة، ولاية شمال كردفان من بين 47 مشارك في منتخب السودان القادمين من معظم ولايات السودان.
ولكن هذه المرة هناك طعم خاص وأخاذ بنيل مرتبة البطل وحسب هذا الفوز فإن "اسلام" هي ذات "قدرات عالية" في اليوسيماس بالتعبير الأوربي و"موهوبة" بالتعبير الأمريكي. فهناك وصمة أقل في التعبير الأوربي مقارنة بالأمريكي. واستطاعت "اسلام" أن تحل 150 مسألة حسابية خلال أقل من 8 دقائق. وهناك افادة من مدربتها القديرة اخلاص هارون بأنها كانت تحطم الزمن العالمي (الماليزي الصيني) لحل هذه المسائل وهو 8 دقائق. إذا استطاعت أن تحلها أولا في 7 دقائق بدلا من 8، و ثانيا في 6 دقائق بدلا من 7، وثالثا في 5 دقائق بدلا من 6 ، وأخيرا في 4 دقائق بدلا من 5. فهي التحديد تستطيع حل المسائل في نصف الزمن العالمي المقدر لحلها. ألا يجعلنا ذالك نندهش ونتأمل في سرعة ودقة إسلام في حل المسائل الحسابية ونقول لها جميعا "تعظيم سلام يا اسلام". إن السرعة التي حلت بها اسلام المسائل الحسابية هذه سرعة فائقة أسرع من الآلة الحاسبة بل الكمبيوتر وبعض تعاريف الذكاء ترتبط بسرعة الإجابة في زمن محدد. بفوزها كانت اسلام تماما مثل العداء الإثيوبي الخارق الشهير جبرا هيلاسلاسي الذي كان يحطم الأرقام القياسية العالمية في فوزه في سباق المسافات الطويلة سرعة ودقة، ففي كل مرة يكسر الرقم العالمي والذي هو رقمه هو لذلك هو عالي القدرات في رياضة العدو. أتت اسلام من مدينة الرهد أبودكنة الواقعة بالقرب من أكبر مستودع مائي غرب النيل يحتوي على 56 مليون متر مكعب بمياهها وبساتينها وخضرتها وجبالها في الجنوب وتلالها الرملية في الشرق هي ربما بمثابة "جنة الله في الأرض" . مدينة الرهد أبودكنة عند زيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان لها عام 2011 وصفها ب "الدرة" أي درة مدن السودان أو درة المدائن، وشخصي الضعيف يصفها ب" صرة السودان"، وذلك إذا عملنا قطرين في مستطيل خرطة السودان الكبير ورسمنا دائرة بحجم الصرة في ملتقى القطرين نجد أن مدينة الرهد تقع في هذه الدائرة. ومن رحم هذه الصرة خرج "مشروع طائر السمبر" الذي سمي تيمنا بطائر السمبر الذي يبشر بقدوم فصل الخريف استعدادا لموسم الزراعة وعلى أمل أن يكون أطفال اليوسيماس، والأطفال ذوو القدرات العالية، والباحثون في مجموعة طائر السمبر بشارة لسودان الغد.
شاركت الفارسة "اسلام" أولا بدعم من راعيها الأستاذ الفذ فاروق عبد الرحيم الحاج الذي أحدث اختراقا في تاريخ التعليم في المدينة في المنافسات القومية لليوسيماس عام 2011 والتي عقدت بمعرض الخرطوم الدولي بمشاركة أطفال من معظم ولايات السودان. وكانت أول محاضر تعريفية عن برنامج اليوسيماس تم تنظيها بالنادي الثقافي بمدينة الرهد وأدارها بروفسير هارون الطيب هارون، أمير (ناظر) عموم قبيلة الجوامعة. وتم تكريم اسلام ضمن حوالي 100 فائز. وثانيا تم اختيارها بجدارة ضمن منتخب السودان للمشاركة في المنافسات العالمية لليوسيماس، وتم تتويجها بطلة العالم في المستوى الأول.و ثالثا تم استقبالها مع بقية الفائزين بصالة كبار الزوار بمطار الخرطوم من قبل وزير التعليم، والدكتور أحمد بلال مستشار رئيس الجمهورية ابن شمال كردفان البار، وأستاذ الرياضيات الداعم محمد الشيخ مدني رئيس المجلس التشريعي، فضلا عن سعادة الفريق عبد القادر يوسف نائب مدير جهاز الأمن والمخابرات، ورابعا: تم تكريمها من قبل رابطة أبناء محلية الرهد أبودكنة بنادي الضباط العريق بمدينة الخرطوم، وخامسا، تم تكريمها مع بقية الفائزين ضمن برلمان الشباب بمركز شباب أركويت بولاية الخرطوم، وسادسا، تم استقبالها ضمن منتخب الرهد استقبال الأبطال وخرجت مدينة الرهد عن بكرة أبيها بقيادة معتمدها الهمام التوم الفاضل الذي أحدث تغييرا تنمويا غير مشهود في تاريخ المدينة، وسابعا تم تكريمها من قبل والي ولاية شمال كردفان الأستاذ ميرغني حسين زاكي الدين، وثامنا: عن فوزها وفوز منتخب السودان كتب عنها الصحفي المبدع ضياء الدين بلال، وتاسعا، كتب عن فوز السودان في منافسات اليوسيماس الصحفي الهمام عماد سيد أحمد.
عاشرا: هناك هيئة في السودان تسمى "الهيئة القومية لرعاية الأطفال الموهوبين" وصدرت بقرار جمهوري رقم 221 لسنة 2006 ومن بين أهدافها " اكتشاف وحصر الموهوبين بالبلاد، تصنيف الموهوبين وتحديد اهتماماتهم واتجاهات مواهبهم، وتوفير الرعاية المناسبة للموهوبين وأسرهم". ووفقا لمفاهيم الموهبة في علم النفس فإن الموهوب من كانت نسبة ذكائه 130 فأكثر، أو من يقع ضمن أفضل 5% في المجالات المفيدة للانسانية ولكن عادة تكون النسبة حوالي 2%. إذا طبقنا معيار 2% أو 5% فقد تم اختيار "إسلام" من بين أفضل المتفوقين في المسابقة القومية لليوسيماس فضلا عن ذلك تم تتويجها بطلة العالم في المستوى الأول. برنامج اليوسيماس برنامج يعزز الحساب الذهني، والحساب أساس الرياضيات، وهناك علاقة ارتباطية قوية بين الرياضيات والذكاء، وتلعب الرياضيات دورا حاسما في تطور البشرية. وقديما كتب افلاطون في بوابة أكاديميته المشهورة "لا يسمح بالدخول لمن يجهل الرياضيات".
ويلاحظ بأن هناك مشاركات موسعة لأطفال اليوسيماس من معظم ولايات السودان وبرز المتفوقين الذين نالوا كؤوسا في المنافسات العالمية بماليزيا من مدينة نيالا، والفاشر، والأبيض، وبارا، والرهد، وكوستى، وسنار، ومدني، والقضارف، وعطبرة بالاضافة للمجموعة الكبيرة من ولاية الخرطوم خاصة مراكز أم بدة (أم درمان) والصافية (بحري) والكلاكلة (الخرطوم). ولكن من الملاحظات اللافتة للانتباه بأن معظم الذين نالوا الجوائز الكبرى في مسابقات اليوسيماس 2006-2011 من ولاية شمال كردفان "الغرة أم خيرا جوة وبرة"، ومن مدارس حكومية وليس خاصة وليست مدارسا للموهبة والتميز، ووفقا لتعبير ضياء الدين بلال الرائع في دقته "يحدث ذالك في ظرف أصبح النبوغ والتفوق حكرا على ميسوري الحال من أصحاب التعليم الخاص والدروس الخصوصية والقبول الخاص خصوصية خرطومية مغلقة لا تفتح فيها منافذ للعوام لأبناء الريف السوداني الممتد في الهم والشقاء". إذ استطاعت اسلام أن تكسر الحاجز النفسي أمام الفوز من الولايات تماما كأول الشهادة السودانية لعام 2011 من ولاية كسلا النابغة طه يعقوب إبراهيم الذي بلغت نسبته 98,3 وباستثناء عصام عبد الكريم من ولاية الجزيرة والذي نال 97,3% فإن بقية العشرة الأوائل من ولاية الخرطوم. إن رمزية فوز "اسلام" الرهد، و"طه" كسلا يعطي الثقة في النفس بأن هناك متفوقين مدفونين في الولايات لهم معدلات عالية من القدرات العقلية كالذين هم تماما في ولاية الخرطوم مركز الثروة والسلطة. ويعكس هذا النوع من الفوز الخاص للولايات، بتعبير سياسي، تكافوء الفرص بين المركز والهامش . فكل من له أدنى درجة من الوعي السياسي بأن يشجع ويعزز فوز الأطفال في الولايات في أي مجال رفيع في المنافسة الشريفة ومن المحتمل أن يقلل الكثير من الاحساس بالتملل والغبن والتهميش. فبرنامج اليوسيماس في هذه الحالة يمثل نوعا من المساوة والعدالة والذي يجب تشجيع عملية استفادة الأطفال منه لأنه أصبح بمثابة "رغية مجتمع" كما عبر د. المعتصم عبد الرحيم، وكيل وزارة التربية (السابق) في وداعه لأطفال اليوسيماس بمطار الخرطوم.
في الأمة السودانية هناك مجموعة كبيرة من الأطفال الذين لديهم الاستعداد العقلي والاجتماعي والانفعالي للتفوق والتسريع الدراسي في كافة المدارس الحكومية والخاصة منها، الموجودة في الخرطوم وفي بقية الولايات، في المدن والأرياف، في النجوع والبوادي، في المدارس الحديثة والمعاهد التقليدية، وسط الذكور والإناث، في مدارس الأساس والمدارس الثانوية، في المدارس السودانية والأجنبية، وسط الطلاب العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة، من الفقراء والأغنياء، من الشرق والغرب، وسط المسلمين والمسيحيين. ولدى بعض هؤلاء الأطفال الاستعداد المدهش لإظهار درجة عالية من التفوق والنباهة والنبوغ وحالة من التحدي لا يمكن أن يجدوا لها دعما نفسيا من المدارس أو المنهج التقليدي أو في عزلهم في مدارس لا تعتمد على نتائج البحث العلمي وآراء الخبراء. إذ يستطيع بعض صغار الأطفال في الأمة السودانية تحطيم الأرقام القياسية في القراءة في عمر 3 و4 و5 سنوات ويستحقون بجدارة أن يتم تسريعهم في المدرسة. وذلك بأن قرار إدخال جميع الأطفال في سن 6 سنوات هو قرار إداري وليس تربويا، وليس من المصلحة القومية تطبيق سياسة "مقاس واحد يناسب الجميع" أو "قطع الأشجار الطويلة" للتساوى مع بقية الأشجار.
استطاع الطفل السوداني سمبر 2 القراءة الصحيحة في عمر سنتين، وفي عمر 4 سنوات يستطيع أن يقرأ نصا كاملا من كتاب لطلاب السنة السادسة أساس من غير أخطاء، ويعرف جميع عواصم وأعلام الدول، ويقرأ الأحوال المناخية، والخرط الجغرافية وتحصل على أعلى معدل ذكاء مقاس في السودان 167 ومقدر 200 وهو السقف. واستطاع سمبر 1 أن يكتب بحثا عن النجوم ويناقش عن سحب كوكب بلوتو من المجموعة الشمسية، والثقوب السوداء ويحلم باكتشاف كوكب جديد في عمر 8 سنوات وحطم في عمر15 سنة الدخول كأصغر طالب لجامعة الخرطوم ضمن المائة الأوائل ومن المتوقع أن يتخرج قبل سن 20 سنة. ونال الحاصلون على جائزة نوبل الدكتوارة في عمر 26 سنة. ويستطيع بعض الأطفال قراءة بعض اللافتات التجارية وماركات السيارات، وقراءة المكتوب في علبة البسكويت والحلوى، وقراءة بعض عناوين الصحف اليومية، واجراء العمليات الحسابية في السوق ربما أسرع من صاحب الدكان أو البقالة أو السوبرماركت، ويطرح بعض الأطفال تساؤلات كبيرة للأبوين تدوخ الرأس، ويروون قصصا مدهشة للكبار، ولهم مقدرة فائقة في التآزر البصري الحركي في برنامج اليوسيماس، ومهارة في استخدام المقص وحتى محاولة الكتابة، وتقديم ملاحظات ذكية عما يشاهدونه حولهم. ويجري بعض الأطفال الصغار عمليات تركيب وتفكيك لافتة للانتباه للأجهزة الالكترونية ويتعاملون بجدارة مع الموبايل، والفيديو والتلفزيون والكاميرا يصعب على كبار السن من الآباء والأمهات التعامل معها والذين يقفون حياري أمام قدرات أطفالهم. فهؤلاء الأطفال مصدر دهشة للآباء والأمهات والعمات والخالات والجدات والإخوان والأخوات والمعلمين الذين يشجعون وليس الذي يحبطون. وربما يخاف البعض عليهم من العين والحسد والغيرة وبذلك لا يعبرون عن تفوق وقدرات أطفالهم في عمر مبكر. وقديما كان في الناس الحسد.
طفل يعرف القراءة، ويعشق المعرفة، ويستطيع أن يقضي يومه بعيدا عن والدية الذين ذهبا للعمل، ولا يبكي وأنه مسرور، بل قد يستطيع رعاية أخوانه الأصغر منه سنا ويكتشف العالم من حوله. يلاحظ الآباء والأمهات عندما يوفرون لهم كتبا ومجلات وملصقات مبسطة ومصورة يشعرون بالمتعة والسرور ويطالبون بالمزيد منها. وربما نتساءل طفل بهذه السمات لماذا نحرمه من دخول الروضة مبكرا أو الفصل الأول أساس؟ ونتيجة لعدم وجود تشريعات بخصوص التسريع الدراسي يتم رفض قبول هؤلاء الأطفال بالسنة الأولى بحجة عدم اكتمالهم سن السادسة. ويتسبب هذا الرفض في كثير من المشكلات النفسية، فالطفل قد يبدأ العام الدراسي وهو يشعر بالملل ويظل بالفصل وهو يعاني من الشعور بالضجر وربما بالسأم. إن قول كلمة واحدة "نعم" لتشجيعه بل تسريعه الدراسي كان يمكن أن نكفه عن الملل والضجر بل نفجر قدراته وطاقاته والتي ربما يفجر بها يوما قدرات وطاقات الأمة السودانية المعطلة.
ولكن ربما لا تستمر دهشة هؤلاء الأطفال بمجرد دخولهم للروضة أو المدرسة. وربما يكون أمثال هؤلاء أكثر الأطفال الذين يشعرون بالاحباط في الفصول الدراسية ربما يشعرون بالملل في الروضة، وبالضجر في السنة الأولى بالمدرسة. وربما مع مرور الوقت يدرك هؤلاء الأطفال الصغار أنهم لم يتعلموا إلا القليل، وربما يأمل هؤلاء بأن تتحسن الظروف، غير أن هذا التحسن المأمول نادرا ما يحدث. وبالنسبة لمعظم هؤلاء الأطفال فلا يحدث أي تغيير على الإطلاق بالنسبة لهم. ربما يجعل النظام الدراسي الطلاب المتفوقين يسيرون في المسار ذاته باجبارهم على التعلم بطريقة مقيدة بخطوات محددة مع باقي زملائهم داخل الفصل الدراسي. كما يتجاهل المعلمون رغبات الطلاب في مزيد من التعلم. فبدلا من عملية الثناء عليهم فهم لا يسمعون إلا كلمة واحدة "لا" وفقا لتقرير كولانجيلوا، أسولاين وجروس الصادر عام 2004. وعندما يرغبون في التحليق بأفكارهم في الفضاء عاليا يجدون من يطالبهم أن يظلوا قابعين في مقاعدهم "يا ولد أجلس على مقعدك"، أو "حب الاستطلاع كتل الكديسة" إن ذلك بمثابة إحباط للدهشة وإحباط للخيال، واحباط بطيء للتميز، واهدار طاقات خلاقة وتجديدات مبتكرة يمكن أن تصنع المعجزات في حالة رعايتها واستثمارها. إن الإحباط في هذه الحالة هو مرض الأمة السودانية غير المكتشف أو المشخص أو المصنف.
في أوقات الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية عادة ما تراجع الأمم المختلفة وضع التعليم فيها ومعرفة أوجه القصور والتخطيط بصورة أفضل للمستقبل. على سبيل المثال في أمريكا مثلا بعد تفوق الاتحاد السوفيتي وانطلاقة سبوتنيك ألقى عالم النفس الشهير جيلفورد خطابه أمام رابطة علم النفس الأمريكية بقصور عملية البحث في عملية الإبداع وكيفية قياسه، وفي عام 1983 صدر التقرير الأمريكي (أمة في خطر) (A nation at Risk) عندما اكتشفت الولايات المتحدة قصورا في تعليم الطلاب مقارنة ببقية دول دول العالم. نتيجة لذلك تم تكوين المعتمدية القومية للتميز في التعليم لفحص جودة التعليم وتقديم تقرير خلال 18 شهر. وتم إجراء البحوث والاستماع للجمهور بغية جمع المعلومات. وفي عام 2011 صدر تقرير عدم التخلي عن أي طفل في الخلف (No Child Left Behind) الذي يتعلق بضرورة تقييم الأطفال في المهارات الأساسية وبعدها زاد دعم الحكومة للتعليم من 42,2 بليون دولار أمريكي إلى 54 بليون دولار أمريكي في الفترة من 2001 -2007. وفي عام 2004 صدر بيان (أمة مخدوعة) ( Anation Deceived) والذي عالج كيفية إعاقة المدارس لقدرات ذوي القدرات العالية. وإن بيان (أمة محبطة في التعليم) (A nation Disappointed in Education) محاولة أو مجرد اجتهاد لتشريح بعض جوانب أزمة التعليم في السودان من المنظور السيكولوجي فضلا عن تقديم بعض الحلول ولا سيما نحن على أعتاب مراجعات التعليم من خلال المؤتمر القومي للتعليم والذي يعالج قضايا التعليم العام والعالي على السواء. وتمر الأمة السودانية اليوم بمرحلة مخاض عسير أمنيا وسياسيا واقتصاديا وعلى أمل يساهم البيان في عملية اصلاح التعليم في بعض جوانبه خاصة المتعلقة بذوي القدرات العالية (الموهوبين) في السودان، ولقد أظهرت نتائج البحوث في السودان بأن الجيل الحالي من التلاميذ والطلاب أذكى من الجيل السابق بحوالي 3,5 درجة، فكيف يا ترى يمكن التخطيط الاستراتيجي لتربية وتعليم هذا الجيل الأكثر ذكاءً قال تعالى إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ (88)) سورة هود، وعلى أن ينشر البيان في حلقات متسلسلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.