* يمثل حديث السيد رئيس الجمهورية المشير عمر أحمد البشير لقناة النيل الأزرق في الليلة قبل البارحة عن الشأن الاقتصادي، فكر وتوجه الحكومة، وأن أي جزئية منه هو بمثابة توجيه مباشر للمسئولين المعنيين، لإجراء اللازم، أو بالفعل تم الإجراء، ولكن سيظل لأهل الاختصاص والخبرة في المجال الاقتصادي رأي في ما قاله الرئيس اتفقوا معه أو اختلفوا، ولذلك حرصت أن أورد بعض ما جاء في حديثه، لأهميتها وتباين الآراء حولها، ونترك التعليق على القارئ كل بحسب خبرته وتجربته، وإلمامه بما هو واقع على الأرض على غرار (العفش داخل البص على مسئولية صاحبه). * فقد أقر السيد رئيس الجمهورية بما كتبته في هذه المساحة تحت عنوان للمعدنين التقليديين تحية وقلت فيه (إن فضل زيادة إنتاج الذهب لم يكن من بنات أفكار خبراء الجيولوجيا، ولا برنامج تنفيذي أعدته وزارة المعادن أو أي وزارة اقتصادية أخرى، وإنما هو من أفكار وتنفيذ أفراد بسطاء لا يعرفون التنظير ولا السياسات الحكومية) وقال رئيس الجمهورية (إن الذهب في السودان ليس من إنجازات الحكومة، ولم تخلقه هي ولكن الأرزاق بيد الله تتنزل، وأصبح الذهب مصدر رزق ووظيفة ودخل لعدد كبير من الناس، وإنه في شهري ديسمبر ويناير المنصرمين بلغ إنتاج الذهب من التعدين التقليدي (50) طنا، وتمد خزينة الدولة ب(2.5) مليار دولار، فيما جملة الصادرات غير البترولية (300) مليون دولار فقط). * لا يوجد منطق لارتفاع الدولار الى أكثر من خمس جنيهات للدولار الواحد ولكن المضاربة بسبب الحديث في الإعلام عن الحصار والحرب والربيع العربي مما دفع البعض إلى تحويل مدخراتهم إلى دولار، ولكن نحن نعرف كيف نمتص ذلك، وأن الحكومة ستقوم بإشباع السوق بحيث لا تكون هناك مضاربات في الدولار، إنها وضعت ترتيبات تؤدي إلى استقرار سعر صرف في حدود ثلاثة جنيهات للدولار بنهاية هذا العام. * الحديث عن الفساد كثير وتكاد لا تخلو صحيفة من الحديث عنه، وهي عبارة عن (عموميات)، ونحن دائماً نطلب أن تكون هنالك أدلة ولدينا قانون نيابة المال العام والثراء الحرام والإجراءات المالية والمحاسبية والمراجعة الداخلية للمحافظة على المال العام ومنع التجاوزات، ونحن الذين مكّنّا المراجع العام من العمل، وأتحدى أن يكون هنالك شخص يعلم ماذا يفعل المراجع العام، وأنه طيلة خمسة أعوام قبل الإنقاذ لم تكن الحسابات مقفولة، ولو كان عندنا حاجة بنختشي منها ما كان قدمناها للمراجع العام يعرضها في البرلمان.