تصدعات على جدار "التحرير والعدالة" تقرير: قسم ودالحاج يعتبر انسلاخ نائب رئيس حركة التحرير والعدالة أحمد عبد الشافع الانقسام الأكبر الذي يحدث للحركة بعد أن وصلت إلى الداخل وبعد أن بدأت في تنفيذ وتنزيل وثيقة الدوحة على أرض الواقع فأحمد عبد الشافع يمثل حركة تحرير السودان (وحدة جوبا) ومجموعة (خارطة الطريق) التي تأسست في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وهي الفصيل الرئيسي الذي تشكلت منه نواة حركة التحرير والعدالة بعد أن انضم إليها المنشقون من حركة العدل والمساواة بقيادة إدريس بحر أبوقردة الأمين العام لحركة التحرير والعدالة ووزير الصحة الاتحادي الحالي. وأرجعت مصادر أن انسلاخ عبد الشافع عن التحرير والعدالة احتجاجاً على تجاوزه في حصة الحركة من الحقائب الدستورية، بالإضافة إلى خلافة مع رئيس الحركة التجاني سيسي حول بعض الشخصيات التي تم تقديمها لشغل المناصب في السلطة ولذلك فضل عبد الشافع فصل حركته عن حركة التحرير والعدالة. وكان نائب رئيس حركة التحرير والعدالة أحمد عبد الشافع قد تبرأ من الحركة، وأعلن انسلاخه ودعمه لإسقاط النظام سلمياً أو عسكرياً. إنهاء الأزمة وقال عبد الشافع في بيان له إن حركة التحرير والعدالة ليس بمقدورها تحقيق الأهداف التي من شأنها إحداث أي تحول إيجابي في واقع السودان عموماً، ودارفور بوجه خاص، رغم توفر حسن النية لبعض قادة الحركة الذين شاركوا في المفاوضات وقصدوا وضع حد لإنهاء الأزمة حسب قوله. وقال عبد الشافع في بيانه إنه لا جدوى ولا معنى لأي اتفاق سلام لإقليم واحد بينما الحروب تشتعل في أقاليم أخرى،مضيفاً أن هذه سانحة تاريخية، ومرحلة فاصلة من مراحل النضال، تستوجب تضافر الجهود من أجل الثورة الشعبية عبر تعزيز المقاومة السلمية والمسلحة، وذلك لإسقاط هذا النظام. وأكد عبد الشافع أنه بهذا البيان يؤكد خروج حركة تحرير السودان، وحدة جوبا، من حركة التحرير والعدالة، والتخلي عن أي التزامات متعلقة بوثيقة الدوحة،مؤكداً أن حركته سوف تعقد مؤتمرًا استثنائيًا لمراجعة تجاربها الماضية، وترتيب أوضاعها الداخلية. لاجدوى من التنفيذ وقال أمين الإعلام بحركة التحرير والعدالة أحمد فضل أن انسلاخ أحمد عبد الشافع أمر غير مفاجئ على خلفية ورشة واشنطون عن دارفور وظل لمدة من الزمن مشيراً في حديثه ل(السوداني) إلى أن عبد الشافع اختار توقيت انسلاخه مع تدشين السلطة الإقليمية لدارفور لإيصال رسالة أن لاجدوى من تنفيذ اتفاقية الدوحة .وأكد فضل أن الاتفاقية ماضية ولن تقف عند أحد وأي إنسان حر أن يتخذ مايراه مضيفاً أنه انسلخ بمفرده ولم يشاور أحد ولذلك كل قيادات فصيله موجودة وملتزمة ببرامج حركة التحرير. وأكد مصدر مقرب من التحرير والعدالة فضل حجب اسمه أن أحمد عبد الشافع هو إعادة لإنتاج ذات السيناريو للحركات الموقعة التي عادة ماتعود للميدان عند أول اجتماع لها مع الحكومة والأسباب تعود إلى اتهام الحكومة بالتلكؤ في تنفيذ الاتفاقيات مشيراً في حديثه ل(السوداني) إلى أن عبد الشافع لصيق بالنازحين لاسيما في معسكر كلمة والذين خاطبهم في زيارة وفد المقدمة لمدة تزيد عن الساعتين داخل المعسكر.وقال المصدر إن كل الذين تولوا المناصب التشريعية والدستورية في حركة التحرير والعدالة خلفياتهم إسلامية أي ينتمون سابقاً للحركة الإسلامية كبحر أبو قردة وتاج الدين نيام ومختار عبد الكريم وحيدر فالكوما وغيرهم أما معظم الذين تم إبعادهم فينتمون سابقاً إلى تيارات يسارية أبعدوا بسببها من عدم توليهم لأي منصب مثل أحمد عبد الشافع ويوسف وأحمد بريمة وغيرهم ،مؤكداً أن أبرز خلافات عبد الشافع مع الحكومة كانت عندما اتجه وفد مقدمة حركته لزيارة ولايات دارفور وبعد أن وصل وفد مقدمته إلى مطار الخرطوم اختلف مع الحكومة في آليات الحماية ففي الوقت الذي رفضت فيه الحكومة إعطاء سلاح لحرسه الشخصي اضطر عبد الشافع إلى تسليم السلاح من المطار لحرسه. ذات السيناريو وأشار المصدر إلى أن النقطة الأخرى وفي ذات الموقف هو أن الحكومة كانت ترى أن يسير وفده مع طائرات تتبع لشركة تاركو للطيران إلا أنه رفض ذلك مؤكداً أن تلك المواقف دفعته لتأجيل الرحلة وعاد وفده صوب فندق (ريجنسي) .وأضاف المصدر أن انسلاخ عبد الشافع عن التحرير والعدالة سيشكل شرخاً كبيراً في اتفاقية الدوحة وبلا شك أن انقسامه سيزيد من وتيرة الساخطين على النظام وسينطبق عليه ذات سيناريو مناوي وأبو القاسم إمام ومحجوب حسين. فيما اعتبر المحلل السياسي د.عبد الله آدم خاطر أن وثيقة الدوحة مرت بمراحل مختلفة وأحمد عبد الشافع من مؤسسي حركة التحرير والعدالة ووجوده مهم وفاعل مضيفاً في حديثه ل(السوداني) أن وثيقة الدوحة هي ملك لأهل دارفور والتطلع الطبيعي لهم من أجل السلام ووجود عبد الشافع داخل خريطة تطبيق الدوحة مهم والمأمول أن يتم تفاوض من أجل اكتساب الشرعية لاتفاقية الدوحة.وقال خاطر إن انقسام عبد الشافع ربما لايكون متفق عليه من كل عضوية فصيله مؤكداً أن عبد الشافع ربما يكون جزءاً من الحركات الأخرى لا أن يكون حركة قائمة بذاتها. انشقاقات سابقة ولم يكن انشقاق أحمد عبد الشافع هو الأول في تاريخ حركة التحرير والعدالة ففي منبر الدوحة في الجولة قبل الأخيرة انشقت عن الحركة مجموعة بقيادة محجوب حسين ، مكونة فيما بعد مجموعة «الحركة القومية للديمقراطية والحقوق»، وتلاها انشاق آخر قاده عبدالعزيز أبونموشه مكوناً مايسمى ب (حركة التحرير والعدالة) التي أعلنت انضمامها مؤخراً إلى حركة تحرير السودان جناح مني أركوا مناوي،وفي الجولة الأخيرة لمفاوضات الدوحة انشق عنها أيضاً علي كاربينو قائد عام جيش حركة التحرير والعدالة ومضى الرجل إلى سبيله منسقاً مع حركة العدل والمساواة . هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته