الانشقاقات الكثيرة التي اشتهرت بها الحركات الدارفورية المسلحة تركت انطباعا عند الكثيرين ان أي حركة تتكون في دارفور مصيرها الانشقاق نظرا لتجارب هذه الحركات والتي لم تسلم منها أي حركة. واذا عدنا للاحصاءات سنجد ان الحركات بدأت مسيرتها في دارفور وهي لا تتعدي الحركتين اصبحت اليوم اكثر من 30 حركة. وجاءت تلك الانشقاقات التي تحدث غالبا في الميدان لاسباب عدة ولكن ابرزها الخلاف حول السلام في دارفور بالاضافة الى عدم الرضا عن اسلوب القيادة عند قادة تلك الحركات. وحتي الحركات التي اختارت السلام لم تسلم من الانشقاقت فحركة مناوي رغم انها اولى الحركات التي وقعت اتفاقية سلام مع الحكومة في 2006 الا ان الحركة تعرضت لانشقاق كبير عندما انشق منها قادة كبار امثال اركو ضحية الى ان اعلن مناوي نفسه تجميد اتفاقية ابوجا وخرج مع بعض القيادات بينما ما يزال البعض الآخر ماكثا في الخرطوم متمسكا بما تبقى من الحركة باسم حركة تحرير السودان جناح الاصلاح. الا ان حركة الاصلاح التي انشقت عن مناوي لم تمر اشهر علي انشقاقها حتى تعرضت هي الاخري الي انشقاق قاده هذه المرة الامين العام للحركة حس?ن دوسة وهاجم بشدة حركة التحرير جناح الاصلاح واعلن عن تكوين جناح جديد. اذن حركات دارفور المسلحة الموقعة على اتفاقيات للسلام والتي لم توقع، لا احد يستبعد الانشقاقات فيها استنادا علي التجارب، وقبل ايام كان البعض يتحدث عن خلافات في حركة التحرير والعدالة الموقعة علي وثيقة الدوحة ربما تؤدي الي انشقاق يقوده نائب الرئيس أحمد عبدالشافع واستدل البعض على ذلك بوجود نائب رئيس الحركة والقيادي الكبير في التحرير والعدالة في الولاياتالمتحدة الاميركية منذ فترة من دون وجود اسباب واضحة. كما كان البعض تحدث عن انشقاقات في حركة التحرير بين مكتب الداخل ومكتب الخارج أوان عودة بعض قادة التحرير وال?دالة في وفد المقدمة. الحديث عن انشقاق في صفوف حركة التحرير اقلق حركة التحرير والعدالة مما استدعي سعي قادتها الي وسائل الاعلام لنفي الامر ، وقبل ايام هاتف المتحدث الرسمي للحركة التحرير والعدالة أحمد فضل «الصحافة» منزعجا من تلك التقارير المتداولة التي تتحدث عن انشقاق في صفوف الحركة واعلن غضبه من تلك الاحاديث التي وصفها بالشائعات، واشار أحمد فضل في تصريحه الذي عممه علي مجموعة من الصحف ووكالات الانباء السودانية ان هنالك من يسعون الي الوقيعة بين قادة حركة التحرير والعدالة، ولفت الي انه منذ عودة وفد المقدمة بدأت جهات في اطلاق ا?شائعات تتحدث عن انشقاق في صفوف الحركة ، ولفت الي ان تلك الجهات تسعي الي افشال وثيقة الدوحة قبل افشال دور الحركة في تنفيذ وثيقة الدوحة، واشار فضل انهم يعرفون تلك الجهات متعهدا بكشفهم في الوقت المناسب وفضح اغراضهم، وشدد على ان حركة التحرير والعدالة متماسكة في اعلي مستوياتها وان شعبية الحركة زادت بعد قدوم وفود الحركة الي الداخل مستدلا بالاستقبالات الحاشدة لجميع قادة الحركة في دارفور. ويبدو ان الحديث عن انشقاق متوقع وخلافات في صفوف حركة التحرير اقلق رئيس حركة التحرير التجاني سيسي كثيرا وهو ما دعاه الي نفي ذلك في اغلب المنابر التي تحدث فيها خلال الايام الماضية، حيث اوضح السيسي في منبر الزميلة اخبار اليوم امس الاول ان أحمد عبدالشافع موجود في امريكا نسبة لظروف اسرية ، مشيرا الي انه اخطر الحركة بذلك . ونفي الكثير من قيادات التحرير والعدالة التي تحدثت الي« الصحافة» امس الاول حدوث اي انشقاقات في صفوفها فنائب رئيس الحركة حيدر قالوكوما هو الاخر نفي بشدة اي خلافات في جسم الحركة يمكن ان تؤدي ال? انشقاق في حركته بل انه في حديثه ل«الصحافة» امس الاول تساءل لماذا تكون هنالك انشقاقات في حركة وقعت علي اشمل وثيقة للسلام في دارفور وثيقة الدوحة؟ لافتا الي ان هنالك انسجام في كل مستويات الحركة، لافتا الي انه لا يوجد سبب يدعو التحرير والعدالة الي الانشقاق. ويخشي البعض ان يؤدي اي اهتزار في صفوف التحرير والعدالة الى نسف وثيقة الدوحة كما يذهب الي ذلك المحلل السياسي والمهتم بالشأن الدارفوري بجامعة الخرطوم أحمد قاسم بدوي، والذي قال في حديثه ل«الصحافة» امس الاول ان اي اهتزار او انشقاق في التحرير والعدالة يمكن ان يؤدي الي اضعاف دورها في وثيقة الدوحة، مشيرا الي ان طبيعة الوثيقة تتطلب لم الشمل بين الحركات الدارفورية لتنفيذها، وقال ان البعض يتشكك في قدرة التحرير والعدالة علي تنفيذ الوثيقة في حالتها الحالية فكيف يكون الحال اذا انشقت او تجزأت؟ لافتا الي ان اي تراخي في ?ركة التحرير والعدالة يمكن ان يعطل تطبيق وثيقة الدوحة علي الارض. وفسر المحلل السياسي ربط وجود أحمد عبدالشافع في امريكا بانشقاق داخل الحركة الي ان البعض يخشي ان تقوم الادارة الامريكية بتحريض عبد الشافع علي الانشقاق عبر ضمانات تعودت الادارة الامريكية تقديمها الي قادة الحركات لخدمة اجندتها. ولا يستبعد القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبدالعاطي وجود خلافات في حركة التحرير والعدالة، لافتا الي ان ذلك ديدن الحركات الدارفورية وما اشتهرت به، غير ان القيادي بالوطني والذي كان يتحدث ل«الصحافة» امس الاول عبر الهاتف يري ان الانشقاقات في صفوف حركة التحرير والعدالة لو افترضنا انها حدثت لا يمكن ان تؤثر على وثيقة الدوحة، وذلك لعدة اسباب منها ان وثيقة الدوحة تخاطب القضية الدارفورية وليست حركة التحرير والعدالة ، وقال « حتي لو حدثت انشقاقات في صفوفها ستكون طبيعتها انشقاقات ذاتية لاتؤثر علي منهج الحركة في سعيها ا?ي تنفيذ وثيقة الدوحة». غير ان القيادي بحركة تحرير السودان جناح السلام والمنشق عن مناوي ذو النون سليمان يستبعد هو الاخر انشقاق حركة التحرير، لافتا الي ان الظروف الان مواتية لتظل حركة التحرير والعدالة متماسكة لتنفيذ الوثيقة، قائلا ان وثيقة الدوحة اتت لتخاطب قضية دارفور وتنشد وحدة الحركات الدارفورية.