فرض علي سلطان المرض وتعليمات الطبيب أن أحرم اليوم من مشاركة أهلنا في مدينة المناقل الحبيبة في مبادرتهم العظيمة بتكريم نفر من ابناء ولاية الجزيرة والمدينة الذين نفخر بهم ويفخر بهم الوطن وهم يضعون بصمة واضحة في حياة الشعب ومسيرة السودان كل في مجاله وهي مبادرة ليست بغريبة على أهل المناقل الذين تميزوا بالوفاء لكل من أجزل العطاء . تحرمني الظروف الصحية من حضور مهرجان التكريم الذي تقيمه قيادات المناقل الرياضية والاجتماعية للسيد جمال الوالي ابن ولاية الجزيرة تقديراً لما قدمه في كل المجالات ولابن المدينة ومفخرتها الزميل والصديق العزيز الأستاذ ضياء الدين بلال الصحفي المميز و رئيس تحرير صحيفة (السوداني) . شهادتي مجروحه في جمال وضياء فالأول يعرفه كل المجتمع الرياضي كواحد من اعظم مكاسب التعيين بل هو الشخص الوحيد الذي أجمع عليه الوسط الرياضي والرئيس الوحيد في تاريخ المريخ الذي لم يختلف أهله ويعرفه الكل كرجل بر وإحسان قدم ماله لكل المحتاجين وساهم في كل أعمال الخير ودعم كل الأندية وامتدت أياديه للصحة والتعليم وقدم نموذجاً في التسامح والخلق الرياضي وأحدث أكبر نقلة في تاريخ المريخ من ناحية البنيات التحتية. وأعرف الأستاذ ضياء الدين بلال لأكثر من خمسة عشر عاماً تزاملنا في صحيفة (الرأي العام) لأكثر من ثلاثة عشر عاماً وكنت سعيداً بالانتقال معه إلى (السوداني) لأنني أعرف قدراته الكبيرة ويعرفها كل القراء والمشاهدين وهو بالفعل واحد من أبناء المناقل التي تعز به وأبناء الجزيرة الذين نفاخر بهم. كنت أتمنى أن أكون حضوراً لاستعيد أجمل أيام عمري التي ارتبطت بمدينة المناقل التي شكلت حياتي ويرجع لها الفضل فيما وصلت إليه من مكانة وهي تمثل جزءاً مهماً في حياتي ومحطات مهمة في عمري ارتبطت بها وجدانياً ومازال قلبي ينبض حباً وعشقاً وتقديراً لها وأفخر شخصياً وأدين بالفضل في مسيرتي الصحفية حتى أصبحت بلا فخر واحداً من الصحفيين المعروفين على المستوى المحلي والخارجي. شكلت المناقل شخصيتي الصحفية وأنا طالب في مدرسة الكريمت الثانوية العامة في منتصف سبعينيات القرن الماضي من خلال الدورة المدرسية التي تعتبر أولى الدورات في تاريخ السودان تقام بانتظام بمشاركة مدارس المنطقة وعلى رأسها المناقل واحد واتنين ومعهد القرآن والكريمت الاميرية والكريمت الشعبية والعزازي و24 القرشي ومعتوق وغيرها من المدارس تنافس في كل المناشط وكنت أقوم بتحليل المباريات وأخبار الدورة في الصحيفة الحائطية التي كنت أحررها بالمدرسة وتجد الاهتمام والمتابعة من الطلاب والأساتذة وأحس أنني واحد من مواطني الكريمت والمناقل. المناقل مدينة الكرم والوفاء لها كثير من المواقف الجميلة كانت أول مدينة كرمت المريخ عقب فوزه ببطولة سيكافا 1976 واستقبلته استقبال الفاتحين وكرمت الهلال والإعلام وقد أقمنا بها أعظم ندوة لرابطة الإعلاميين الرياضيين في نادي الهلال بقيادة أستاذنا ميرغني أبوشنب وهي التي قدمت أعظم الرياضيين ونذكر منهم على سبيل المثال السيد عبدالرحيم حمد وعادل دفع الله ويوسف موسى والراحل عبد المنعم عشم الله وشقيقه مهدي عشم الله والسيد عادل إبراهيم حمد والدكتور بكري وفي المناقل رموز اجتماعية يتقدمها فارس العركيين محمد أحمد دفع الله أطال الله عمره والذي نحفظ له ولأسرته الكثير من المواقف النبيلة والراحل محمد أحمد الهلالي. التحية من على البعد لكل أهل المناقل وهم يعيشون اليوم عيداً من أعياد الرياضة وأتمنى أن نرى في القريب العاجل فريقاً في الدوري الممتاز بعد أن كان الهلال قريباً الموسم الماضي ونسأل الله التوفيق للمريخ ممثل الاتحاد هذه الموسم. كنت أتمنى أن أشارك وألبي الدعوة ولكن كما يقال المرض سلطان وقد حكم علي بالحرمان.