بالتأكيد هنالك علاقات بين إثيوبيا وجنوب السودان، ومن الوارد أن تدرس إثيوبيا الطرح الجنوبي لتشييد خط أنابيب من الجنوب إلى جيبوتي ولكن هذه الدراسة لن تفضي إلى موافقة فورية (وتوقيع على بياض) وذلك لأن الأنفع لإثيوبيا هو توقف الخط في مصفاة قامبيلا وبيع الوقود محليا ولدولة جيبوتي وذلك حتى تضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد. تشتري البترول وتبيع الكهرباء من سد النهضة لدولة الجنوب وتبيع الكهرباء والوقود لدولة جيبوتي وبذلك تصبح خدمات الميناء شبه مجانية بالنسبة لها. حتى قصة هذا (الطرح الجنوبي) مشكوك في مصداقيتها وذلك لأن (تصريحات برنابا) جاءت منفردة من جوبا بالإنابة عن أديس وجيبوتي دون أي تعليق منهما. أضف إلى ذلك أن وزير إعلام الجنوب السيد برنابا قال إن المنفذ (شركة في تكساس) ولم يذكر اسمها (بعض الوكالات الصحفية سألته وقالت إنه رفض الإجابة) من ناحية أخرى إثيوبيا راغبة في التعاون الاقتصادي مع دولة الجنوب ولكنها لن توافق على (الشراكة في حملة إعلامية) يقودها وزير إعلام الجنوب بالتزامن مع المفاوضات ثم تنهار هذه الصفقات الافتراضية ويبقى الشمال متأسفا على الانزلاق الإثيوبي. وعموما علاقة أديس بجوبا أصابها اهتزاز بعد أن قرر الجنوب حرمان أديس أببا من انتصار ديبلوماسي مستحق وذلك بالتوقيع إبان القمة الإفريقية. يقول الخبر (في سودان تربيون) إن (شكلة) دارت على متن الطائرة الإثيوبية المتوجهة من جوبا إلى أديس أببا والسبب أن عددا من كبار مسئولي دولة الجنوب وجدوا أسماءهم في (الدرجة الإقتصادية) واندهشوا لذلك ثم بدأوا في الشجار مع الطاقم الموجود. والمسئولون هم باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية. وانجلينا تيني (زوجة النائب الأول د. رياك مشار)، ومايكل مكوي، وجون لوك، وبول ميوم، وغبريال شانج. وقرر الوفد المتوجه لأديس أببا الخروج من الطائرة إذا لم توفر لهم مقاعد في الدرجة الأولى ثم شرع في ترديد عدد من الشكاوي في تعامل بعض الجهات الإثيوبية معهم من قبل. وبالرغم من أن التذاكر كانت منحة من إثيوبيا إلا أن الوزراء والمسئولين رأوا أنفسهم أصحاب حق في الدرجة الأولى وفي أحسن معاملة يمكن أن تقوم بها الخطوط الناقلة. قالت (سودان تربيون) إن الخطوط نفت القصة تماما ولكن (الوزراء) أكدوها ورفضوا التعليق الصحفي عليها. بالتأكيد تم حل الشجار بالاعتذارات والطرق الودية ولكن بالتأكيد (وصلت الرسالة) وثبت تماما أن التراجع من التوقيع في اللحظات الأخيرة في القمة الإفريقية (خطأ) يستلزم التوبة. حسب تقديري أن هذا الإجراء يحتمل أمرين لا ثالث لهما وهما: إنه مقصود لذاته ولتمرير الرسالة التي ذكرتها. أو أنه إجراء عادي ولكن (غضبة باقان) تشي بأن الثقة بين الوفد الجنوبي والدولة المضيفة قد بدأت في الانهيار. من جهة أخرى، لم يأت في الخبر ذكر للوزير نيال دينق، هل يا ترى قد وجد مقعده في الدرجة الأولى ولاذ بالصمت تاركا (للمهمشين) مساحة أوسع للاحتجاج خاصة وأن نيال دينق كان قد وعد الصحفيين في أديس أببا بتصريحات إيجابية بعد أن أعلن الرئيس إطلاق سراح السفن ثم عاد وتراجع بعد (دقائق معدودة) بسبب أن بقية المفاوضين وخاصة باقان قرروا المواصلة في رفض التوقيع ..! حادثة الطائرة الإثيوبية لا تنفصل عن اتهامات (آرثر) لباقان بخصوص موضوع ال 30 مليون دولار ... خاصة وأن آرثر أعلنها في (مؤتمر صحفي) وفي العلن متحديا باقان بصورة تؤكد أن وزير المالية السابق لا يتحرك لوحده ..!