*تلعب الفنون دورا كبيرا في تشكيل الوجدان الشعبي والحفاظ على وحدة الأمة، وفي مجتمع متعدد الثقافات والأعراق مثل مجتمعنا تزداد الحاجة إلى تعزيز دور الثقافات والفنون الشعبية القومية دون اغفال للثقافات والفنون المحلية. *نقول هذا ونحن نرقب الاهتمام المحموم بإحياء الثقافات والفنون المحلية وهي بلا شك روافد للثقافة و الفن القومي الأهم للحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي للأمة بكل تنوعه وتعدده الثقافي والإثني لمحاصرة تنامي العصبية الجهوية والقبلية. *الذين حضروا أو شاهدوا الحفل الختامي لمهرجان البحر الاحمر للسياحة والتسوق الذي اقيم بدار الرياضة ببورتسودان مساء امس الأول الجمعة لابد انهم لاحظوا كيف حدث الالتفاف والانفعال الشعبي مع اغنيات الموسيقار الكبير الاستاذ محمد الامين. *صحيح حدث انفعال وتفاعل ملحوظان مع اداء فناني البحر الأحمر سيدي دوشكا وأحمد سعيد وفرقة السماكة، لكن حالة الانفعال والتفاعل تمادت بصورة ملموسة مع اغنيات ود الامين لكل من حضروا او شاهدوا الحفل، وهذا امر طبيعي لكن يستحق أن نتوقف عنده وتدبر دلالاته. *إن إحياء التراث الشعبي المحلي لا يعني اهمال التراث الشعبي القومي الذي يجمع كل انماط التراث الشعبي في كل انحاء السودان ويقدمه للسودانيين كافة، لعل هذا يذكرنا بفرقة الفنون الشعبية القومية التي كانت تقدم في مثل هذه المناسبات نماذج من كل انماط التراث الشعبي من مختلف ارجاء البلاد وسط انفعال وتفاعل الجمهور كافة. *كانت فرقة الفنون الشعبية القومية خير سفير فنى وثقافي للسودان في كل بقاع العالم عبر مشاركاتها المحضورة اقليميا ودوليا، لذلك نرى اهمية وضرورة احياء دور فرقة الفنون الشعبية القومية ليس فقط للاحياء والاثراء السياحي وانما ايضا للحفاظ على ما يجمع بين مختلف انماط الثقافة والفنون الشعبية في بوتقة السودان الواحد. *شكرا جميلا للقامة الفنية الشامخة الاستاذ محمد الأمين الذي لم يقصر في تغذية وجداننا بالأغاني والمعاني الوطنية والجمالية، ونبتهل الى الله العلي القدير أن يكمل ثوب العافية على الهرم الفني الكبير محمد وردي لمواصلة عطائه الحي الذي اثرى التراث النوبي بذات القدر الذي اثرى به التراث السوداني الجامع.