تواريتُ خجلاً للأسلوب الذي انتهجه صندوق دعم الطلاب في مواجهة عدد من طلاب جامعة الخرطوم، والإخلاء القسري الذي تعرض له هؤلاء الشباب دون ذنب جنوه، سوى انهم احتموا بغرف داخليات تتبع للصندوق والعذر الأقبح من الذنب الذي اعتذر به الصندوق لتبرير الاسلوب القهري والوحشي الذي انتهجوه وهو حاجة الداخليات لعمليات صيانة.!! اين كان الصندوق كل هذه الفترة حتى تردت فيها احوال الداخليات ولم تتم صيانتها أولاً بأول وحتى لا يحتاج الامر الى أن تستعين بالشرطة لاقتياد طلاب ابرياء وكأنهم معتادو اجرام، وتقوم بتوزيعهم على اقسام الشرطة عوضاً عن قاعات الدراسة والمعامل وصالات الالعاب الرياضية والبلياردو التي يستحقها هؤلاء بجدارة؟ فهُم أمانة في اعناقهم ومن حقهم على الدولة أن توفر لهم التعليم المجاني بكل مستلزماته حتى التخرج وهم معززون مُكرَّمون، لا مداهمتهم في عزّ الليل وانتهاك كرامتهم!! ألا يكفي أن الشرطة سبق وأن اقتحمت الحرم الجامعي بالرغم من أن القوانين واللوائح والاعراف تمنع ذلك وعند اعتراض الطلاب لم يجدوا من يقف معهم بل اغلقت الجامعة ابوابها، مما يدل على المزيد من تكميم الأفواه وعدم اتاحة الفرصة لسماع الرأي الآخر وتوقفت الدراسة لأجلٍ غير مسمى دون اسباب منطقية، ليتعثر العام الدراسي وهناك طلاب على وشك الجلوس للامتحانات النهائية وهناك من هم على ابواب التخرج لكنهم لا زالوا ينتظرون وهم في حالة من التعطل والتبطل ليخرج صندوق الطلاب عليهم بفعلته التي لا يقبلها منطق او يصدقها عقل!! إنَّ قلعة العلم والمعرفة جامعة الخرطوم انتهكت حرماتها، وتعرض طلابها للبطش والتشريد واصبح اكثر من ثلاثمائة طالب في مكان واحد مع المتعاطين واللصوص لا لذنبٍ اقترفوه سوى أنهم طلاب علم اتخذوا من قلعة العلم سكناً لهم ولكن أين الامان مع مداهمات ليلية ايقظتهم مذعورين ولم تمنحهم الفرصة ليكملوا أحلامهم الوردية بالتخرج وهم يحملون أعلى الدرجات العلمية وتكرمهم الدولة وتحتفي بهم وتوفر لهم فرص التوظيف التي تناسب تخصاصتهم!! إنَّ الإخلاء القسري الذي تم لطلاب العلم بأمر الصندوق القمعي يجعل اسم الصندوق فعلاً كما يطلق عليه الطلاب انفسهم: صندوق (عدم الطلاب!! ) لأن هذه الطريقة التي تعاملوا بها من قبل الصندوق افقدتهم الثقة تماما في أن يجدوا الدعم المعنوي اضافة للدعم المادي المفقود اصلاً بعد أن اتاح الصندوق الفرصة للشرطة لكي تداهم وتعتقل وتقتاد طلابا عزل تحت تهديد السلاح وتودعهم الحراسات وكأنهم غرباء عن هذا الوطن الذي لم يوفر لهم الحماية وهم في حالة سكون لا يستطيعون المقاومة او الدفاع عن النفس وفي ذلك انتهاك واضح لحقوق الانسان وترويع ما بعده ترويع!! إنَّ ما حدث يجب أن لا يُمرُّ بدون محاسبة وبدون أن يضع الصندوق حدوداً للتصرفات غير المسئولة ويعتذر كل من كان سببا في أن يعيش الطلاب ليلة سوداء كئيبة، ولابد من تغيير طريقة ادارة الصندوق التعسفية وغير التربوية في التعامل مع الطلاب او أن يرفع يده عن الداخليات وعن الطلاب وتؤول مسئوليتهم للجهة التي تحترم حقوقهم وتصون كرامتهم وتتعامل معهم كطلاب علم وليس كمعتادي إجرام!!.