المسرحية الكوميدية التي أضحكت النائب الأول الأستاذ علي عثمان في ختام مهرجان السياحة في بورتسودان كانت تلخص برنامج (التعليم مقابل الغذاء) في خمس دقائق. فالمدرسة اوقفت (الكوتة) التي تعطيها لأدروب الصغير من الذرة والسكر والزيت و(البن) لأنه صار يتغيب عن المدرسة. والنقص في هذه الأشياء خاصة (البن) أفقد ادروب الكبير صوابه فحمل عكازه وصار يأخذ ابنه يوميا للمدرسة ولا يغادر إلا بعد أن يطمئن أن إبنه داخل الفصل الدراسي يقوم بحل واجباته وتحصيل دروسه. برنامج (التعليم مقابل الغذاء) في ولاية البحر الأحمر يضرب عشرات العصافير بحجر واحد. يحارب السل وأمراض سوء التغذية، يضمن وصول المواد التموينية لمستحقيها، يضمن إرتباط التلاميذ بالدراسة، يعزز من مكانة التعليم لدي الاهالي، يستفيد من مباني المدارس في التخزين، ينشر وسط الأهالي قيمة التطوع في ترحيل المواد … هذا الشرح كان يقدمه لنا معتمد سنكات شريف المليك في قاعة المؤتمرات الكبرى بمنتجع (جبل الست) في أركويت بعد جولة في محلية سنكات وإلى جواره وزير الصحة بالولاية عبد الرحمن بلال. وفي الحديث عن (وباء السل) المتوطن في البحر الاحمر يقول الوزير الحل الجذري هو تغيير النمط الغذائي للبدو الرحل. بعضهم لا يعرف الخضروات ولم يتناولها في حياته قط وبذلك يكون صيدا سهلا لكل الامراض. مكافحة هذا التردي الصحي لا تكون بالحملات العلاجية الموسمية إنما عبر برامج مبتكرة من ضمنها هذا البرنامج الذي يكلف 2 مليار جنيه سنويا ليوفر لكل تلميذ شهريا: 5 ربع ذرة، 10 رطل سكر، وباغة زيت و 5 رطل بن وأصناف أخرى يجب أن تضاف حتى تتغير الأنماط الغذائية المتخلفة. مستشفى سنكات من أربعة طوابق، وهو نسخة طبق الأصل من عشر مستشفيات في كل (محلية) ذات المستشفي بذات الخارطة وفي كل مستشفى خمسة أطباء مصريين فالولاية هي الوحيدة التي استفادت من البروتوكول المصري السوداني. مشروع البستنة المنزلية يوفر 4000 شتلة نخيل، 4000 شتلة عنب، 2500 شتلة منقة (جنوب افريقيا) والغرض من المشروع تدعيم إقتصاديات الأسر بإستثمارات منزلية بالإضافة إلى بسط الغطاء الأخضر وإدخال الفواكه للقرى ..! مدينة (إيلا) للمعسكرات تسع 300 نزيل ومعها قاعات للمؤتمرات الدولية وكأن الولاية قد إستعدت باكرا لمهرجان سنكات الصيفي الذي يبدأ في شهر يوليو عندما ترتفع الحرارة في الخرطوم إلى 45 درجة تكون في سنكات 18 درجة، لا عجب فقد سماها البعض (إسكندرية البجا) ..! مررنا في العودة بمنزل حسين بازرعة وتاملنا أشجاره الباسقة التي أوحت له بأجمل القصائد … تذكرناه وادرنا المسجل على رائعته التي تأنق بها أبوداؤود .. عجباً يقول الناس انك هاجرى وانا الذى ذوبت فيك مشاعري سبحت بأسمك والنجوم سوامري حتى بكى قلبي بدمع محاجري