ما إن نشرت مقالي السابق (الله يعدل طريقك يا إيلا) حتي انهالت عليَّ التلفونات مباركة ومشجعة ومزايدة.. ولعلّ من أهم المكالمات التي استقبلتها من المهندس عمر عثمان وهو مهندس طرق (بورتسوداني) النشأة والإقامة.. الذي قال لي لم تعطي (إيلا) حقه ولم (تشفي) غليلنا.. وطفق يعدد لي من الإنجازات التي قدمها إيلا لولاية البحر الأحمر ماتضيق به (الأسفار ) دعك عن زاوية في صحيفة سيَّارة. والحقيقة التي يعرفها الباشمهندس عمر هي أنني أعرف الأستاذ إيلا معرفة معقولة وأعتز جداً بالتعامل العام معه منذ أن كان مديراً لهيئة الموانئ البحرية مروراً (باستوزاره) في السياحة والنقل حتي توليه قيادة ولاية البحر الأحمر.. وقد كان خير عون لنا في اللجنة القومية لطريق (التحدي) الجيلي شنديعطبرة هيا وهو وزير للطرق والجسور، وأستطيع القول إنه كان دائم الاستعداد للسماع والمساعدة والتوجيه وكأن طريق التحدي كان الطريق الوحيد على منضدته وكنا نسعد أيما سعادة (بمقابلته) بدءًا من سكرتيرته الراقية المتفردة (كوثر) ومدير العلاقات العامة (سبيتي) ثم بشاشته المحببة.. وأناقته المفرطة.. وكرمه الفياض.. وقراراته النافذة. إيلا الذي أحال بورتسودان إلى مدينة عصرية نظيفة وراقية ،إمتدت يده في كل مجال وجعل الغذاء مقابل التعليم في مبادرة فريدة من نوعها وغير مسبوقة على الإطلاق.. وذلك عندما خصَّص مواد غذائية لكل تلميذ تصرف لصالح أسرته.. فبدلاً من أن ينفق الوالد على ولده كي يتعلم أصبح التلميذ ينفق علي أسرته ويتعلم.. وهذا ما يمكن تسميته (ضربة معلم) فأقبل الأولاد والبنات علي المدارس أفواجاً. ولم يكتفي إيلا بشعار (نخلة لكل بجاوي) لكنه قاد حملة تشجير واسعة بمدينة بورتسودان ،وفَّر لها من شتول (الدَّمس) عشرات الألوف وثابر علي رعايتها وسقايتها بنفسه حتي قوي عودها.. ولم يرصف شوارع المدينة فحسب لكنه استجلب لها إشارات المرور الرقمية.. ورصف جنبات الطرق (بالإنترلوك)، وبذا تكون شوارع بورتسودان أجمل من شوارع الخرطوم وأقلَّ ازدحاماً.. أما المستشفيات والمراكز الصحية فتلك آية أخري من آيات الرقي وحسن الخدمات إلى جانب مركز لعربات الإسعاف التي تقف مصفوفة في مواقعها وتحت الطلب في أي ساعة من ساعات الليل والنهار . وقد افتتح السيد الرئيس اسبوع السياحة في حاضرة البحر الأحمر حيث البلاجات والشواطي المزدانة بالثريات وسوق الأسماك والملاحم الحديثة والأنوار المتلألئة والرحابة والفخامة في الفنادق والجمال في القاعات الحديثة والحدائق العامَّة مما لايقارن بأي مدينة سودانية أخرى.. ولم يهمل (إيلا) الريف فقد إجتهد في العديد من مدن الولاية وإن كانت مجهوداته في بورتسودان أكبر وأظهر لكنه ابتدر فكرة السكن الملائم لكل مواطن ،وعمل على استقرار الرحَّل. واستحدث العديد من وسائل كسب العيش وحارب المظاهر الضارة في المدن ووفَّر ماء الشرب النقي واختفت الأغنام (الهائمة ) في شوارع المدينة .. ثمَّ لم يعدم (إيلا ) من يبخِّس له إنجازاته ويرميه بالقصور وكأن هناك من سبقه لتلك المبادرات الخلاَّقة. إيلا سياسي من طراز فريد يمتلك ناصية البيان وخطيب لايُشق له غبار بصوته الأجش وبحته المعروفة وهو كذلك يتحدث (البدويت) بطلاقة عجيبة كأنه لا يعرف لهجة غيرها، وهو حاكم عادل وقاهر في الوقت ذاته. والمؤتمر الوطني يخوض غمار الانتخابات على مستوياتها المختلفة عليه أن يدعم جهود(إيلا)في البحر الأحمر وأن يكفيه شر النزاعات وأن يطلق يده أكثر في ما تبقي من وقت من عمر حكومة الوحدة الوطنية.. وذلك برعاية هذه المكتسبات الحقيقية والتي يؤكد عليها كل مواطني البحر الأحمر من الذين لاتلتبس لديهم الحقائق بسبب الأجندة المختلفة .. وإن كانت الطرق والميادين العامة هي أكثر ما يتحدث عنه الناس فذلك لأنهم يسيرون عليها ويشاهدونها، لكنها بالقطع ليست الإنجاز الأهم ولا الأوحد فما خفي أعظم وأهم .. قال بعض الخبثاء لأدروب(إنت ما تمشي لقريبك إيلا يديك شوال سكر ) فرد أدروب بسرعة بديهتهم المعروفة (إيلا شوال زلط يدينا.. شوال سكر مايدينا ).. وهذا هو المفروض