ما كان لي أن أتطرق الى موضوع كتبت عنه قبل عدة أسابيع لولا حجم المحادثات والرسائل عبر البريد الالكتروني التي تلقيتها... أعترف أن مقالي حول تكفيك خزان جبل اولياء قد حاز على أكبر عدد من ردود الافعال خلال عدد سنوات كتابتي لعمود راتب في كل الصحف التي عملت بها... وبحسب ماجاءني فان عددا من ابناء محليات ولاية النيل الابيض يتدارسون مجموعة أفكار لتصعيد موقفهم ضد تفكيك خزان جبل اولياء وهو الموضوع الذي كتبت عنه ولم يأتنا مايفيد من أية جهة رسمية ذات صلة إذا ما كان الحديث حول تفكيك الخزان صحيح أم انها مجرد تكهنات أو حتى مجرد أمنيات لبعض أهل المصلحة.. عفوا سأتطرق هنا الى محادثة واحدة أن صاحبها كان أكثر انفعالا وهياجا وهو فضل المولي العبادي من رابطة ابناء ود نمر... اختصر حديثه الهاتفى لضيق المجال في نقاط رئيسية.. فهو يرى أن الذين يروجون الى تفكيك خزان جبل أولياء يعرفهم بالاسم معظم ابناء ولاية النيل الابيض ويعرفون أهدافهم الشخصية لانه لاتوجد مصلحة لا للولاية ولا للوطن في ذلك. وأتهم الحكومة بالتقصير تجاه الولاية والتي وصفها بالاكثر ضعفا في التنمية والاكثر تهميشا وقال أنهم ينوون رفع مذكرة الى رئاسة الجمهورية حول ماتردد من تفكيك خزان جبل أولياء وقال أن ابناء الولاية لن يقفوا مكتوفي الأيدى بل سيتخذون موقفا تصعيديا ضد ما أسماه إستهداف الولاية التي لم تنعم أصلا بالخدمات خاصة الصحة والتعليم والطرق. وقال من كوستى وحتى حلفا لاتوجد منطقة تعاني التهميش كما هذه الولاية البعيدة عن إهتمام المركز... لكن المعلوم أن تفكيك خزان جبل أولياء سيخرج خمسة من مشاريع الاعاشة السبعة بولاية النيل الابيض عن دائرة الري.. ستتعرض كل من ود نمر وأبقر وشبشة- وقرة، أم جر الى العطش بل ستنهار تماما.. كان على الذين يسعون الى هدم خزان جبل أولياء أن يسعوا الى تحويل المنطقة التي حوله الى منطقة سياحية بجذب الاستثمار إليها وأنا أعلم إنهم يستطيعون بحكم مراكز القوة التي يتمتعون بها. وكان عليهم أن يجعلوا من بحيرة الخزان اكبر منطقة لانتاج الاسماك في السودان بل في المنطقة المحيطة. خزان جبل أوليا ليس هو إنتاج كهرباء ومع دخول سد مروي أصبح بلا فائدة... لا أعرف كيف تفكر الحكومة وبأى عقل هذا الذي يجعلها تهدم مشروعات قائمة وذات فائدة عظيمة فقط لان هناك من يرى الهدم حتى وأن كان ليس من ذوي الاختصاص.. مثل هذا الاتجاه قد يؤدي الى زيادة التوتر والاحتقان الاهلى والبلد (ماناقصة) من المهم الاهتمام بالسلام الاجتماعي والتصالح مع المواطنين لا خلق مشكلات جديدة وإعتصامات تضاف الى الوقفات الاحتجاجية مع المناصير.