المؤرخون يتساءلون هل تغيرت الطبيعة البشرية؟ هذه المادة وجدتها عزيزي القارئ ونالت إعجابي كثيراً فآثرت أن تشاركوني فيها!! مختصر هذه الدراسة أن الإنسان يتأثر ويستجيب لمؤثرات البيئة فإذا تحسنت البيئة فهذا يهيئ للفرد الفرصة لإظهار مكنون مواهبه ودفين قدراته. أخال أن هذه حقيقة يدركها كل منا ولكن تراني أختلف معهم في أمر بسيط وهو أن الإنسان يجب أن لا يضع الظروف "شماعة لأخطائه" بمعنى يحاول البعد عن الأخطاء حتى وإن كانت ظروفه قاهرة.. الفيلسوف البريطاني برتراند رسيل يرى أن الظروف القاسية قد تترك آثارها في البناء النفسي وهذا كفيل بإحداث كل الفظائع!! وجدتني أقول والله الكفار ديل!! أخال أن ظروف الإنسان حتى وإن كانت سيئة ومحبطة يمكن أن يتغلب عليها بالتمسك بحبل الله وأذكر قصة حدثت قبل سنوات طويلة حيث كنت طالبة في مرحلة الأساس وكانت معنا زميلة تبكي أحياناً وتشكو ظروف أسرتها.. كانت تشكو لنا نحن صديقاتها فنجتمع نتشارك البكاء والأحزان.. ثم نلعن إبليس ونبدأ المذاكرة بعد أن تصبرنا هي ذاااتا بكلماتها بأن الله في وشايف الحاصل ده.. فتخرجنا من الأحزان التي تدخلنا فيها بقصصها ودموعها.. مرت السنوات وافترقنا وقبل أيام وجدتني أصادف صديقة الطفولة وهي تعمل في وظيفة مرموقة وسبحان الله هي اليوم أكثرنا ثراء ونجاحاً.. الدكتور عائض القرني في كتابه لا تحزن يقول يا إنسان إن بعد الجوع شبع ويستدل بقول الله تعالى {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ}"سورة المائدة52" وفعلاً عزيزي القارئ دوام الحال من المحال ولكن كيف الناس تصبر؟ قال الشاعر: كم فرج بعد إياس قد أتى وكم سرور قد أتى بعد الأسى من يحسن الظن بذي العرش جنى حلو الجني الرائق من شوك السنا إذن أيها الفيلسوف البريطاني برتراند رسيل نتفق معك في تأثيرات البيئة على حياة الإنسان وأن الطبيعة الإنسانية يمكن أن تتحسن بفعل هذه العوامل بل حتى الذين لهم طبائع منفرة إذا وجدوا البيئة الصالحة يمكن أن يصبحوا إناساً آخرين.. نعم نتفق معك في كل هذا. أما بالنسبة لرأيك الآخر فنحن في غنى عنه يا عم!! نهي محمد الربيع