كيف نجا وزير الزراعة من الموت المحقق ..؟!! ماذا قال المتعافي بعد نجاته من الحريق ...؟!! قصة البروف الذي ضحى بحياته لإنقاذ الإيراني!! الفاو : طارق عثمان تصوير: مصطفى عثمان بعد أن فرغ وزير الزراعة د. عبد الحليم اسماعيل المتعافي وعدد من الخبراء الزراعيين عند الساعة الواحدة والنصف من ظهر أمس من زيارة قاموا بها إلى مشروع الرهد الزراعي بولاية القضارف وتوجهوا صوب مطار الفاو للرحيل لم يكن يدرون ماذا تخبئ لهم الأقدار حيث أنه وعقب صعودهم على المروحية الهيلكوبتر Mi17 التي تتبع لشركة الراية الخضراء وبُعيد إقلاعها بثوان معدودات فقد تحولت إلى كتلة من الدخان عقب انحراف الطائرة من على المدرج الترابي حيث اشتعلت النيران في الطائرة بعد إقلاعها بدقيقتين حيث راح ضحية الحادث البروفيسور الطاهر الصديق مدير البحوث الزراعية والناطق الرسمي باسم وزارة الزراعة عيسى الرشيد والمهندس الجوي محمد علي وأصيب كل من عزت عز الدين محمد بوزارة الزراعة والغابات الاتحادية، وسليمان السر مصور بوزارة الزراعة الاتحادية ، وصلاح طه مندوب البنك الزراعي بالخرطوم، فيما نجا المتعافي من الحادث بعد إصابته بجروح طفيفة و(8) آخرون. قصة الحريق وقال شهود عيان إن الطائرة ارتفعت عن الأرض قليلا بعيد إقلاعها ومن ثم شاهدوا ألسنة اللهب تتطاير منها حيث تحولت إلى كتلة مشتعلة تماما، ظنوا حينها بأنه لم ينجُ أحد من الذين كانوا على متنها، وأفاد شهود عيان بأن الطائرة أصابها عطل فني وتم إصلاحه ومن ثم أقلعت من مهبط مدينة الفاو، وعلى ارتفاع أمتار قليلة من المدرج سقطت الطائرة على الأرض واشتعلت النيران فيها ، وتناثرت اجزاؤها المحترقة على الهواء، فيما تجمهرت أعداد غفيرة من المواطنين بالقرب من مكان الحادث، وقال الشهود إنهم خرجوا عقب سماعهم صوت اصطدام الطائرة بالأرض حيث رأوا سحابة من الدخان تتصاعد من الطائرة حجبت عنهم الرؤية تماما، وأفادوا بأنهم وبعد دقائق معدودة من لحظة الاصطدام انفجرت الطائرة وتحولت إلى كتلة من اللهب. وقال الشهود إنهم شاهدوا أحد القتلى وهو يرتطم به أحد أجنحة الطائرة، وبعد قليل شاهدوا وزير الزراعة عبدالحليم المتعافي يخرج من بين الدخان ومعه من نجا من الذين كانوا على متن الطائرة ومن بينهم أحد الإيرانيين كان بصحبة الوزير وقد تملكه الذهول فترة وجيزة إلا أنه وبعد ذهابه إلى المستشفي ومن ثم منزل معتمد محلية الفاو الذي قام فيه بتغيير ملابسه التي كان يرتديها أثناء الحادث عاد اليه هدوؤه وحضر مجددا إلى موقع الحادث. سيارة إطفاء واحدة ويقول أحد شهود العيان إن الناجين من الحادث تم إسعافهم على الفور إلى مستشفي الفاو لإجراء فحوصات أولية لهم فيما قال إنه رأى جثث القتلى وهي متفحمة تماما، ويشير إلى أنه وعند وصوله إلى مكان الحادث لم يكن بالموقع سوى عدد قليل من رجال الشرطة الذين حاولوا منع جموع المواطنين الذين هرعوا إلى موقع الحادث، خشية أن يصيبهم مكروه حيث خرج مواطنو مدينة الفاو عن بكرة أبيهم. وهب إلى موقع الحادث نائب والي ولاية القضارف الضو محمد الماحي ومعتمد محلية الفاو محمد يوسف ، فيما ظلت عربة الإطفاء الوحيدة تحاول إطفاء الحريق دون جدوى حيث ظلت تجلب المياه وتأتي إلى موقع الحادث إلى أن قضت النيران على الطائرة تماما، فيما ظل المواطنون في حالة انتظار حتى انطفاء الحريق ومن ثم قاموا بإخراج جثث الذين استشهدوا جراء الحادث وهي قطع متفحمة بالكامل، حيث تم دفن اثنين من الشهداء بمدينة الفاو وتم نقل إحدى الجثث ومعها المصابون والناجون عبر إحدى طائرات الشرطة إلى الخرطوم. المتعافي يروي الحادث من جهته روى وزير الزراعة عبد الحليم المتعافي في تصريح مقتضب ل(السوداني) عقب الحادث مباشرة قصة نجاتهم بعد خروجهم من خلال كسر النوافذ الزجاجية للطائرة، حيث قال " بسم الله الرحمن الرحيم .. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل إخوانا الشهداء الذين مضوا في هذا الحادث بمطار الفاو حيث كانت الطائرة في مرحلة الإقلاع وبعد أربعة أو خمسة امتار سقطت وتمكن بعض الإخوة من الخروج بعد كسر نوافذ الزجاج .. واصطفى الله سبحانه وتعالى الإخوة الثلاثة الذين استشهدوا في الطائرة وبقية الإخوة بخير وصحة جيدة ليس من بينهم إلا جروح طفيفة لا تحتاج حتى إلى علاج.. ونحمد الله سبحانه وتعالى على سلامة الذين نجوا ونسأل الله أن يتقبل الشهداء بواسع رحمته ويلهم الهم وذويهم الصبر والسلوان". تضحية البروف فيما روى أحد الناجين وهو إيراني الجنسية كان برفقة الوفد الزراعي ل(السوداني) والذي ظل في حالة ذهول كامل وهو يبكي ويهمهم بالحمد والشكر لله ومن ثم للبروفسير الطاهر الصديق وقال إنه السبب الرئيسي في نجاته من الموت حيث قال إن البروفيسور الطاهر هو الذي قام برفعه إلى النافذة إلى أن خرج عبر النافذة فيما احترق البروف، وظل لسانه في حالة شكر وترحم على روح من أهلك نفسه في سبيل أن ينقذه هو. أسباب الحادث من جهته قال مصدر مطلع بشركة الراية الخضراء التي تتبع لها المروحية إن الحادث نتج عن انحراف الطائرة عند الإقلاع من مطار الفاو وكان يقودها الكابتن كمال فضل ومساعده عادل عبد اللطيف وتم استئجارها لوفد وزارة الزراعة الذي يضم د. المتعافي و(8) آخرين بالإضافة إلى الطاقم المكون من أربعة أفراد، وقال إن التحقيقات لا تزال مستمرة لمعرفة الأسباب، فيما أعلنت هيئة الطيران المدني عن إرسال فريق للتحقيق حول الحادث.